أوباما: الدولة الفلسطينية يجب أن تقام في حدود ٦٧ مع مبادلة أراض ومنزوعة السلاح

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مساء اليوم الخميس، إن مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بمستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال ‘فريقيا، وأضاف أن مزيدا من زعماء المنطقة قد يحذون حذو زعيمين تنحيا.

أوباما: الدولة الفلسطينية يجب أن تقام في حدود ٦٧ مع مبادلة أراض ومنزوعة السلاح

حاول الرئيس الأميركي مساء اليوم الركوب على موجة الثورات العربية بإعلانه دعم الولايات المتحدة لها ودعم الحكومات في الدول التي تبدلت فيها الأنظمة، لكنه سرعان ما كرر إلتزام واشنطن بأمن إسرائيل رافضاً المسعى الفلسطيني للحصول على إعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، داعياً إلى حل يستند إلى "دولتين لشعبين" أي دولة للشعب اليهودي في إسرائيل إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة، حسب تعبيره.

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مساء اليوم الخميس، إن مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بمستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأضاف أن مزيداً من زعماء المنطقة قد يحذون حذو زعيمين تنحيا.

وأردف في خطاب بشأن المنطقة أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية الخاصة هذا الشهر كان قاتلا أودى بحياة كثيرين ولم يمت شهيدا وكانت افكاره مرفوضة حتى قبل قتله.

وعرض الرئيس الأميركي إستراتيجية إدارته للتغيير الديمقراطي في المنطقة العربية، وأعلن عن حزمة مساعدات لكل من مصر وتونس في مرحلة ما بعد الثورة.

وقال أوباما في خطاب مخصص للثورات العربية ألقاه في مقر وزارة الخارجية الأميركية إن الشرق الأوسط شهد على مدى الشهور الستة الماضية تغيرات استثنائية، مشددا على أن شعوب المنطقة ارتقت للمطالبة بحقوقها السياسية. وأضاف: "زعيمان تنحيا وكثيرون قد يلحقون بهما". كما شدد على أن مستقبل أميركا مرتبط بهذه المنطقة.

وأشاد أوباما بثورتي مصر وتونس، وقال: "الشعوب في الشرق الأوسط أخذت زمام أمورها"، مشيرا إلى أن السلطة هناك تتركز في أيدي عدد قليل للغاية من الأفراد.

وقال أيضا إن الشهور الستة الماضية برهنت على أن إستراتيجيات القمع لم تعد صالحة. وحذر من أن مساعي التغيير قد تتحول إلى صراع شرس على السلطة. وتحدث أوباما عن انتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة في العراق، مشيرا في الوقت نفسه إلى قرب تسليم المهمة للأفغان.

الدولة الفلسطينية

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطنية وإسرائيل، قال أوباما أن الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تكون في حدود ١٩٦٧ مع تبادل أراض مع إسرائيل.

ورفض الرئيس الأميركي ما وصفه بأنه جهد لعزل إسرائيل في الامم المتحدة في شهر أيلول (سبتمبر). وقال إن أي اتفاق لانشاء دولة فلسطينية يجب ان يعتمد على حدود 1967 مع مبادلات يتفق عليها الطرفان. وقال إن الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل لا يهتز.

وأضاف "بالنسبة للفلسطينيين فإن جهود تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلى الفشل. والتحركات الرمزية لعزل إسرائيل في الامم المتحدة في سبتمبر لن تخلق دولة مستقلة".

وأكد أوباما أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح اكثر إلحاحا من أي وقت مضى بالنسبة للطرفين في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة.

وقال إن مسعى الفلسطينيين لنزع الشرعية عن إسرائيل أمام الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول القادم لن يحقق دولة فلسطينية مستقلة مشددا على أن "الفلسطينيين لن يحققوا استقلالهم بانكار حق اسرائيل في الوجود". واضاف أوباما أنه على إسرائيل في المقابل أن تسعى إلى تحقيق السلام لأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار.

وقال إن "التكنولوجيا ستجعل من الصعب لإسرائيل الدفاع عن نفسها، كما أن التغيرات في المنطقة ستصعب من الوضع في ظل ضرورة اقتناع ملايين الناس في المنطقة بالقدرة على تحقيق السلام، ومن ثم فإن حلم دولة يهودية ديمقراطية لإسرائيل لن يتحقق عبر الاحتلال".

وشدد على ضرورة أن يقدم الإسرائيليون والفلسطينيون على تحقيق السلام الذي أكد أنه لا يمكن فرضه من جانب أي طرف خارجي بما في ذلك الولايات المتحدة.

وقال إن التأجيل لن يحل المشكلة بين الطرفين مشددا على ضرورة أن "يتم تحقيق السلام الدائم بين الجانبين عبر وجود دولة يهودية لإسرائيل تكون وطنا لليهود ودولة فلسطينية تكون وطنا لشعب فلسطين، والاعتراف المتبادل بينهما".

إعفاء مليار دولار من ديون مصر وضمانات قروض بمليار آخر

أعلن الرئيس الأميركي عن تقديم دعم اقتصادي لمصر قائلا: لأننا لا نود أن تكون مصر رهينة للديون المستحقة خلال الفترة الماضية، مشيرا لإعفاء مصر من ديون بقيمة مليار دولار، وتقديم ضمانات قروض بقيمة مليار دولار وكذلك بحث إنشاء صندوق للاستثمار في مصر.

وقال: "شهدنا تغييرا كاسحا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الشعب انطلق للمناداة بحقوقه الرئيسية، ورغم أن هذه الدول بعيدة جغرافيا عنا، لكننا نعلم أن مستقبلنا يرتبط بهذه المناطق، وأود التحدث عن هذا التغيير وكيفية استجابتنا لتعزيز أمننا وقيمنا".

وأضاف: "بعد سنوات من حرب العراق أجلينا مئات الآلاف من هناك، كما دحرنا طالبان في أفغانستان، وبعد سنة من الحرب على القاعدة وفلولها استطعنا قتل أسامة بن لادن، الذي تسبب فى مجازر جماعية، ويجب ألا يأخذ المسلمون ضغينة ضد الغرب بسبب ذلك، لأن بن لادن كان يميل للتطرف وكان يركز على التدمير وليس البناء، وكانت رؤية بن لادن دموية وأفضت لنتائج كارثية، وكانت مجموعته تعاني لأن معظم أتباعه رأوا أن قتل الأبرياء ليس هو الطريق".

وحول الثورات العربية قال أوباما "إن قصة تقرير المصير بدأت في تونس، على يد محمد البوعزيزى عندما صادر رجل شرطة عربته، نفس القصة تحدث في دول عديدة، ورفض الموظفون الرسميون سماع قصة البوعزيزي بعدما قدم شكوى فحرق نفسه، وعلى مر التاريخ وعندما تكون تصرفات الأشخاص العاديين تعبر عن التوق للديمقراطية، فإننا نتذكر أشخاصا في تكساس وغيرها، قاموا بتصرفات مشابهة، واشتعل الفتيل في كل أنحاء تونس وواجهوا الرصاص يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع حتى تنحى الديكتاتور".

واستطرد أوباما قائلا: "هناك دول أخرى كانت السلطة تتركز بيد الأقلية، وكانت الأغلبية ليس لديهم أي وسائل إعلام للتعبير عن رأيهم ولا توجد انتخابات عادلة، وعدم القدرة على تحديد المصير، أعطى الفرصة للشعوب لتخطيط ما يرغبون فيه". 

أوباما يدعو الرئيس بشار الأسد لـ "قيادة التغيير في بلاده أو التنحي"

برر أوباما التدخل العسكري في ليبيا قائلا إنه بالرغم مما رأينا من صعوبة فرض التغيير بالقوة في العراق فإن الوضع في ليبيا كان مختلفا لأنه بدون التحرك الأميركي كان آلاف الليبيين سيلقون حتفهم على يد القذافي الذي رأى أن حفاظه على السلطة سيأتي عبر قتل أكبر عدد ممكن من الناس.

وتابع أوباما قائلا إنه "عندما يتم إجبار القذافي على مغادرة السلطة والرحيل فإن عقودا من الاستفزاز في ليبيا ستنتهي وستأتي الديمقراطية لهذا البلد".

وانتقل أوباما للحديث عن سوريا، قائلا إن هذا البلد أيضا اختار مسار القتل والاعتقال بالجملة للشعب السوري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أدانت هذه الإجراءات وقامت بفرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد والمحيطين به.

وقال إن "الأسد لديه خيار قيادة التحول في سوريا أو الابتعاد عن الطريق" مطالبا الرئيس السوري ب"التوقف عن ضرب مواطنيه والسماح بالتظاهرات واستقبال مراقبين دوليين للوصول إلى المدن لاسيما درعا مع بدء حوار حقيقي للتحول الديمقراطي".

وهدد أوباما بأن النظام السوري "سيتعرض للعزلة الدولية" إذا لم يقم بتنفيذ هذه المطالب منتقدا في الوقت ذاته قيام دمشق بالسعي للحصول على مساعدة إيران للتعرف على الأساليب التي استخدمتها لقمع مواطنيها الذين كانوا أول من قام بتظاهرات سلمية في المنطقة عام 2009.

وتحدث الرئيس أوباما عن قمع إيران للمتظاهرين كما استعرض ما شهدته البحرين من انتفاضة مطالبة بالديمقراطية إلا أنه ركز في ختام خطابه على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا أن هذا الصراع له تكلفة كبيرة على الشرق الأوسط.

 

قناة الجزيرة مباشر


التعليقات