بريطانيا وفرنسا تقدمان إقتراحاً بشأن سوريا لمجلس الأمن

وزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مسودة قرار يدين سوريا لمجلس الأمن الشهر الماضي، ولكن دبلوماسيين قالوا إنّ بريطانيا تعد نسخة تنطوي على لهجة أشد. وأبدت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) عدم قبولهما لفكرة تدخل مجلس الأمن.

بريطانيا وفرنسا تقدمان إقتراحاً بشأن سوريا لمجلس الأمن

قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن بريطانيا وفرنسا ستتقدمان بمشروع قرار لمجلس الأمن يوم الأربعاء لإدانة قمع سوريا للمحتجين.

وقال كاميرون: "اليوم في نيويورك ستتقدم بريطانيا وفرنسا بقرار لمجلس الأمن يدين القمع ويطالب بالمحاسبة وبدخول (مساعدات) إنسانية. وإذا صوتت أي دولة ضد ذلك القرار أو حاولت الإعتراض عليه فإن الأمر متروك لضميرها".

ووزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مسودة قرار يدين سوريا لمجلس الأمن الشهر الماضي، ولكن دبلوماسيين قالوا إنّ بريطانيا تعد نسخة تنطوي على لهجة أشد. وأبدت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) عدم قبولهما لفكرة تدخل مجلس الأمن.

إلى ذلك، فر سوريون إلى حدود تركيا خوفا من العنف وإراقة الدماء مع إقتراب قوات تدعمها الدبابات لديها أوامر بالسيطرة على الموقف بعد أن اتهمت الحكومة عصابات مسلحة هناك بقتل عشرات من قوات الأمن.

وعلى الرغم من تردد أنباء عن سقوط قتلى على مدار أيام في بلدة جسر الشغور تفاوتت بين تقارير رسمية تحدثت عن مسلحين ينصبون كمائن للقوات وبين أقوال سكان عن تمرد داخل الجيش، فإن الوضع هناك أثار قلقا دوليا من أن العنف ربما يدخل مرحلة جديدة أكثر دموية بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات الشعبية التي خلفت اكثر من 1000 قتيل.

وقادت فرنسا وبريطانيا الجهود الداعية لاتخاذ الأمم المتحدة خطوات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. لكن روسيا قالت انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة ضد اي تدخل في سوريا مشيرة الى عمليات القصف غير الحاسمة التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي في ليبيا.

وقال سكان في جسر الشغور التي يسكنها عشرات الآلاف انهم يحتمون من الهجمات ويتأهبون لها. وقال ناشط مناهض للحكومة لرويترز في مكالمة هاتفية إن "الجيش يتخذ مواقع حول جسر الشغور" مضيفا أن السكان رأوا قوات تقترب من البلدة الواقعة في شمال شرق سوريا قادمة من حلب ثاني أكبر المدن السورية ومن اللاذقية على الساحل.

ومضى الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه حرصا على سلامته يقول "أغلب الناس تركوا البلدة لأنهم خائفون... إنهم يعلمون أن عدد القتلى سيكون كبيرا. لجأ الناس إلى قرى مجاورة قرب الحدود التركية. الأطباء والممرضات رحلوا أيضا".

نيويورك تايمز: ماهر الأسد يلعب دورا مؤثرا في المشهد السوري

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، يعد في نظر الكثيرين في سوريا المسؤول الأول عن أعمال قمع المظاهرات المندلعة منذ ثلاثة أشهر في سوريا، والتي أدت إلى مقتل نحو 1300 شخص، واعتقال أكثر من 10 آلاف آخرين.

ونقلت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته اليوم الأربعاء على موقعها على الإنترنت، عن نشطاء ومحللين سياسيين قولهم، إن بشار الأسد سيلجأ للاعتماد على أخيه ماهر وكتيبة جنوده بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، في ظل بدء انشقاق بعض المنتمين إلى الجيش السوري، وزيادة ترنح النظام في الآونة الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة أن ماهر الأسد، وفقا للمحللين السياسيين، بقيادته للكتيبة الرابعة في الجيش السوري، وكذلك قيادته للحرس الجمهوري، إضافة إلى سيطرته الكبيرة على جهاز المخابرات السوري، سيكون له الدور الأكبر في مسعى دمشق لإجهاض المظاهرات الشعبية والإبقاء على الحكومة السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين في سوريا ينظرون إلى قوة الدور الذي يقوم به ماهر الأسد من خلال إحكامه للدائرة الضيقة التي يعتمد عليها شقيقه في إدارة البلاد، وهي الدائرة التي تعتمد على ترابط أفراد العائلة والأصدقاء.

وفي السياق ذاته، نقلت نيويورك تايمز عن الدبلوماسي السوري السابق بسام بيطار قوله: "سيطرة ماهر الأسد على أدوات الأمن تجعله الرجل الأول في سوريا، وليس الرجل الثاني"، قائلا: "في بعض الأحيان أرى الصدق في حديث بشار عن إجراء إصلاحات في البلاد، غير أن ماهر لا يمكنه تقبل هذا الأمر".

وأوضح بيطار أن العلاقة بين بشار وأخيه الأصغر ماهر تعد نموذجا مكررا للعلاقة بين الرئيس السابق حافظ الأسد وأخيه الأصغر رفعت، قائلا: "التاريخ يعيد نفسه، فكما كان رفعت الأسد القاتل البغيض في عهد الرئيس السابق، فإن ماهر الأسد يعد هو القاتل البغيض في ظل النظام الحالي".

يذكر أن رفعت الأسد كان له نفس الدور الكبير الذي يتمتع به ماهر في نظام الحكم السوري، كما كان أحد أعمدة إخماد الإضطرابات التي حدثت بين عامي 1979 و 1982 بتخطيطه لمجزرة حماة، التي وقعت عام 1982، والتي راح ضحيتها نحو 10 آلاف قتيل على الأقل.

التعليقات