النرويج: مقتل 11 شخصا في انفجار وسط أوسلو، وإطلاق نار على شبيبة الحزب الحاكم بيوتيا

قتل 11 شخصا في انفجار قنبلة وسط أوسلو، وإطلاق نار على مخيم لشبيبة حزب العمال الحاكم، الجمعة، في أول هجمات من نوعها تشهدها الدولة الاسكندنافية.

النرويج: مقتل 11 شخصا في انفجار وسط أوسلو، وإطلاق نار على شبيبة الحزب الحاكم بيوتيا

قتل 11 شخصا في انفجار قنبلة وسط أوسلو، وإطلاق نار على مخيم لشبيبة حزب العمال الحاكم، الجمعة، في أول هجمات من نوعها تشهدها الدولة الاسكندنافية.

وتحدثت التقارير كذلك عن إصابة العديد في التفجير الذي وقع في المنطقة التي تضم مباني حكومية وسط العاصمة، وكذلك في الهجوم على مخيم الشبيبة في جزيرة تويويا، على مشارف العاصمة.

وتسود حالة من الارتباك السلطات النروجية، إذ ذكرت الشرطة أنه ليس لديها أي علم بالجهة التي تقف وراء الهجوم، إلا أن وسائل الاعلام قالت إن المسلح الذي أطلق النار على مخيم الشبيبة قد اعتقل.

وسارعت كل من الولايات المتحد،ة وأوروبا، وحلف الأطلسي، إلى إدانة الهجمات، وقدمت تضامنها مع الدولة العضو في حلف الأطلسي، والتي تشارك في مهمات عسكرية دولية، حيث تنشر قوات في أفغانستان، كما تشارك في الغارات الجوية التي يشنها الحلف على ليبيا.

الانفجار في أوسلو ناجم عن قنبلة، ولا دليل على منفذ الهجوم

وقال متحدث باسم الشرطة، إن الانفجار ناجم عن "قنبلة"، كما صرحت الشرطة في بيان، أن "انفجارا قويا وقع في الحي الحكومي"، إلا أن رئيس الوزراء، ينس ستولتنبرغ، لم يصب بأذى.

وأضاف البيان: "نؤكد وقوع قتلى وجرحى في أعقاب الانفجار في المنطقة، التي تضم مباني حكومية بعد ظهر اليوم" الجمعة.

وقال ضابط في الشرطة في مؤتمر صحافي، إن السلطات ليس لديها أي دليل عن الجهة التي تقف وراء الهجوم.

وأضاف: "ليس لدينا فرضية رئيسية، وليست لدينا أي فرضية يمكننا أن نعمل على أساسها.. أمامنا الكثير من العمل لنفهم الوضع".

إلا أن الشرطة أعربت عن اعتقادها بوجود صلة بين الهجومين، وقال مفوض الشرطة، سفينونغ سبونهايم، للصحافيين في أوسلو: "توجد أسباب قوية تدفعنا للاعتقاد بوجود علاقة بين الحادثين."

رجل بزي الشرطة يطلق النار على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم

ومما زاد في حالة الارتباك، أن رجلا يرتدي زي الشرطة فتح النار، الجمعة، على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا، الواقعة على مشارف العاصمة أوسلو، حسب ما أورد تلفزيون "إن آر كاي".

وكان من المقرر أن يشارك رئيس الوزراء في التجمع، ويلقي كلمة السبت، أمام 560 شخصا.

وقال ضابط رفيع في الشرطة، إن هناك احتمالا بوجود متفجرات على الجزيرة الواقعة على مشارف أوسلو، والتي أطلق فيها مسلح يرتدي زي الشرطة النار على شبيبة حزب العمال الحاكم، استنادا إلى معلومات من أشخاص كانوا يشاركون في اجتماع الشبيبة.

وقال تلفزيون "إن آر كاي" العام، إن الشرطة ألقت القبض على المسلح، إلا أن الشرطة لم تؤكد أو تنفي ذلك، كما لم تصدر أي معلومات عن عدد القتلى والمصابين في ذلك الحادث.

وصرح رئيس بلدية أوسلو، فابيان ستانغ، أن العاصمة تحاول استيعاب فكرة أنها انضمت إلى قائمة المدن التي يستهدفها مسلحون.

وقال لتلفزيون سكاي البريطان: "اليوم نفكر في الناس الذين يعيشون في نيويورك، ولندن، الذين عاشوا مثل هذه التجربة"، وأضاف: "لا أعتقد أنه من الممكن لنا أن نفهم ما حدث اليوم، ولكن نأمل في أن نتمكن من الاستمرار، وأن تكون أوسلو مدينة مسالمة غدا".

وقال متحدث باسم الشرطة في وقت سابق، إن سيارة شوهدت تسير بسرعة كبيرة في المنطقة قبل وقوع الانفجار، إلا أنه لم يؤكد ما إذا كان الانفجار ناجما عن سيارة مفخخة أو لا.

أضرار في عدد من المباني، من بينها مكتب رئيس الوزراء

وعرض التلفزيون النروجي صورا لمكتب رئيس الوزارء وغيره من المباني، وقد أصيبت بأضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الارصفة وارتفعت اعمدة الدخان من المنطقة.

وأغلقت الشرطة المنطقة التي تضم مكاتب رئيس الوزراء، ووزارة المالية، ومبنى صحيفة "فردينز غانغ" (في جي)، أكبر صحيفة شعبية في البلاد، كما دعت الشرطة سكان أوسلو إلى البقاء في منازلهم.

وصرح صحافي يعمل مع إذاعة "إن آر كي" العامة، في موقع الانفجار: "أرى أن بعض نوافذ مبنى صحيفة في جي، والمقر الحكومي قد تحطمت.. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون على الشارع"، وأضاف أن "شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد.. انفجرت نوافذ كافة الأبنية في محيط الانفجار"، وقال إنه ظن في بادئ الأمر أن ما وقع كان "زلزالا".

وتظهر صور نشرها موقع "إن آر كي" شظايا الزجاج المتناثرة أمام مبنى الصحيفة المحطة، وتطويق قوات أمن نروجية للمنطقة، حيث يجري أيضا تقديم المساعدة للمصابين.

والمنطقة التي تعرضت للتفجير تقع وسط أوسلو، وعادة ما تكون مكتظة، إلا أن انفجار الجمعة جاء في وقت من العام يكون فيه العديد من سكان العاصمة خارجها لقضاء الاجازة.

وأكد رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية الجمعة، أنه لم يصب بأذى في الانفجار الدامي الذي وصفه بـ"الخطير".

وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية نروجية: "حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فإن وقوع أمر مثل هذا دائما ما يترك أثرا خطيرا".

وصرح وزيران حكوميان وفقا لوكالة فرانس برس، في وقت سابق، أن ستولتنبرغ كان من المقرر أن يزور مناطق خارج أوسلو الجمعة.

إدانات

ودان الاتحاد الاوروبي الهجومين، ووصفهما بأنهما "عمل جبانكما دانت الولايات المتحدة الجمعة انفجار أوسلو، ووصفته بأنه "مقيت"، معربة عن استعدادها لتقديم المساعدة إذا طلب منها ذلك.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هايدي برونك فولتون: "ندين أعمال العنف المقيتة هذه.. ونتقدم بالتعازي للضحايا وعائلاتهم، وقد اتصلنا بالحكومة النروجية لإبلاغها تعازينا".

"التطرف الاسلامي"

ولم تعرف على الفور الجهة التي وراء الهجوم، إلا أن جهاز الشرطة الاستخباراتية النروجية ذكرت في شباط/فبراير، أن التطرف الاسلامي يشكل تهديدا كبيرا على البلاد.

وقال يان كريتيانسين، رئيس الجهاز، أثناء تقديمه التقرير السنوي لتقييم المخاطر، إن التطرف الاسلامي "هو أولويتنا الرئيسية وهمنا الأساسي".

وجاء في التقرير أنه "رغم أن عددا قليلا من الناس يدعمون التطرف الاسلامي، تقوم بعض الجماعات بنشاطات يمكن أن تسهم في رفع الخطر الأمني في عام 2011".

والنروج عضو في حلف الأطلسي، وتنشر نحو 500 من جنودها في أفغانستان، ولم تتعرض لأي هجوم على أراضيها من مسلحين إسلاميين.

إلا أن الشرطة اعتقلت العام الماضي ثلاثة مسلمين في النروج، يشتبه في تخطيطهم لشن هجوم في البلد الاسكندنافي باستخدام متفجرات.

كما وجه الادعاء النروجي في وقت سابق من هذا الشهر، تهمة الارهاب للملا كريكار، مؤسس جماعة أنصار الاسلام الكردية، المتهم بتهديد سياسي بالقتل بسبب احتمال طرده من البلاد؛ حذر الملا كريكار من أن "النروج ستدفع الثمن غاليا" إذا قامت بترحيله.

كما تشارك مقاتلات نروجية من طراز إف-16 في غارات على ليبيا، رغم أن أوسلو قالت إنها ستسحب قواتها من ليبيا في الأول من آب/أغسطس.

واستهدفت السويد المجاورة بتفجير انتحاري في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما فجر عراقي نفسه وسيارته في شارع فارغ، قبالة ممر مكتظ للمشاة، مما أدى إلى إصابة شخصين.

كما استهدفت الدنمارك المجاورة في التظاهرات العنيفة التي عمت العالم الاسلامي، بعد أن نشرت صحيفة "يلاندس-بوستين" الدنماركية رسوما اعتبرت مسيئة للنبي محمد في عام 2005، وأعادت صحيفة افتينبوستن النروجية نشر تلك الرسوم.

التعليقات