الرئيس الروسي: الأسد يخاطر بمواجهة مصير حزين

حث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس على تنفيذ اصلاحات والتصالح مع معارضيه وقال إنه يخاطر بمواجهة "مصير حزين" اذا لم يفعل ذلك.

الرئيس الروسي: الأسد يخاطر بمواجهة مصير حزين

اعتبر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أن "مصيراً محزناً" سيلحق بالرئيس السوري بشارالأسد إذا لم يبدأ الحوار مع المعارضة ويباشر بالإصلاحات. وقال ميدفيديف في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" والقناة الأولى القوقازية وإذاعة "صدى موسكو" اليوم الخميس: "حسب أحاديثنا الخاصة والرسائل التي وجهت إلى الرئيس السوري (بشار الأسد)، فإنني أطرح فكرة واحدة مفادها ضرورة البدء فوراً بتنفيذ الإصلاحات والتصالح مع المعارضة واستئناف السلام المدني وإنشاء دولة عصرية".

وأضاف "إذا لم يتمكن الأسد من فعل ذلك فإن مصيراً محزناً ينتظره وسنضطر في النهاية إلى اتخاذ إجراءات معينة". ولم يقارن الرئيس الروسي مباشرة بين الأوضاع في سوريا وليبيا، ولكنه قال "في ليبيا شخص حكم البلاد 40 عاماً وقرر استخدام القوة ضدها ونحن لا نعتبر ذلك صحيحاً".

واعتبر مدفيديف أن "موضوع سوريا أكثر صعوبة إذ أن الوضع فيها يسير بطريقة أكثر دراماتيكية". وقال إن "القذافي أعطى أوامر قاسية للقضاء على المقاومة بينما لم يعط الرئيس السوري الحالي أوامر مثل هذه، ولكن للأسف هناك أيضاً يموت الناس بأعداد كبيرة وهذا يثير عندنا قلقاً كبيراً".

ميدانياً، قال ناشط سوري لوكالة روتيرز، اليوم الخميس، إن قوات سورية قتلت 45 مدنيًا على الأقل في هجوم بالدبابات للسيطرة على وسط مدينة حماة المحاصرة في تصعيد حاد لحملة تستهدف سحق انتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وفر آلاف المدنيين من المدينة وهي معقل للاحتجاجات تحاصرها قوات بالدبابات والأسلحة الثقيلة.

وقال نشطون لرويترز إنه تم قطع الكهرباء والاتصالات عن المدينة وقتل ما يصل إلى 130 شخصًا في هجوم بدأه الجيش قبل أربعة أيام عندما أرسل الأسد قوات إلى حماة يوم الأحد الماضي.

وردا على الهجمات المكثفة في حماة ومناطق سورية أخرى أدان مجلس الأمن الدولي استخدام القوة ضد المدنيين في أول رد ملموس على التوترات في سوريا والتي بدأت قبل خمسة شهور.

وقال سكان في حماة إن الدبابات تقدمت تجاه ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة والتي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات على الأسد. واعتلى القناصة أسطح المنازل وقلعة قريبة.

وقال ناشط تمكن من مغادرة المدينة لرويترز إن 40 شخصًا قتلوا بنيران البنادق وقصف الدبابات في منطقة الحاضر أمس الاربعاء وفي وقت مبكر من اليوم الخميس.

وأضاف النشط الذي قال إن اسمه ثائر أن خمسة اشخاص آخرين من عائلتي فخري والأسعد -من بينهم طفلان- قتلوا بينما كانوا يحاولون مغادرة حماة بالسيارة على طريق الظاهرية.

وتحركت الدبابات الاسبوع الماضي أيضا داخل مدينة دير الزور الشرقية وبلدة البوكمال على الحدود مع العراق. وشهدت البلدتان احتجاجات كبيرة تطالب بالديمقراطية في سوريا.

وقال دبلوماسي في العاصمة السورية: "تعتقد الأجهزة الأمنية أن بامكانها إنهاء هذه الانتفاضة بالاعتماد على الخيار الأمني وقتل سوريين وفقا لما يرون أن الأمر يتطلبه". وأضاف: "تطلق الدبابات نيرانها على المبان السكنية في حماة ودير الزور بعدما سمح لأسابيع بالاحتجاجات السلمية في المدينتين. وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الدبابات بهذه الوحشية الموجهة."

وتقول السلطات السورية إن الجيش دخل حماة لمواجهة جماعات مسلحة تحاول السيطرة على المدينة وأن مسلحين قتلوا ثمانية جنود على الأقل.

وقال نديم خوري وهو كبير باحثي شؤون سوريا ولبنان في منظمة هيومان رايتس ووتش ومقره بيروت إن حماة أصبحت مقطوعة عن العالم وأعرب عن قلقه.

وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان إن 1500 أسرة تمكنت من الفرار من حماة خلال اليومين الماضيين وإن معظمها توجه إلى الشرق أو الغرب من المدينة المحاصرة. وقال نشطاء آخرون إن السلطات أغلقت الطريق الشمالي المؤدي إلى حلب وتركيا.

وقال نشط على صلة بأسر فرت من حماة "نتحدث عن مئات الأسر التي تركت حماة منذ أمس على متن سيارات وشاحنات. وتابع: "طريق حلب هو الاخطر ومعظم الشبيحة متمركزين هناك لمنع الحركة المؤدية إلى تركيا." وقال ساكن في حلب إن الشرطة ترد الأسر من حماة عند حواجز الطرق.

وقال عبد الرحمن إن سبعة أشخاص اخرين قتلوا في أنحاء سوريا خلال احتجاجات أمس الاربعاء بينهم ثلاثة في محافظة درعا الجنوبية وإثنان في حي الميدان بدمشق.

التعليقات