مصادر رسمية أمريكية تؤكد تسليم إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات

صفقة السلاح هذه من شأنها أن تساعدة إدارة أوباما سياسيا في المعركة على الصوت اليهودي، حيث أنه في أعقاب تراجع في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في بسبب قضايا سياسية وجيوسياسية، فإن محاولة الإدارة الأمريكية تعزيز القدرات العسكرية للجيش الإسرائيلي من شأنها أن تقنع الناخب اليهودي بأن أوباما يدعم إسرائيل بشكل متواصل

مصادر رسمية أمريكية تؤكد تسليم إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات
كتبت "هآرتس" اليوم، السبت، أن مصدرا رسميا أمريكيا أكد يوم أمس الجمعة أن الإدارة الأمريكية زودت إسرائيل سرا بقنابل خارقة للتحصينات بإمكانها تدمير أهداف تحت الأرض، مثل مخازن السلاح، أو مواقع في إيران يشتبه بأنها مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
 
وكانت "يديعوت أحرونوت" قد نقلت عن موقع أمريكي "ديلي بيست"، يوم أمس، النبأ، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية، وبعد شهور معدودة من تسلم باراك أوباما منصب الرئاسة، سلمت إسرائيل سرا 55 قنبلة خارقة للتحصينات، وأن تقريرا بهذا الشأن سينشر الاثنين.
 
من جهتها كتبت "هآرتس" أن الإدارة الأمريكية بدأت بتسليم إسرائيل هذه القنابل في العام 2009. وأكدت مصادر رسمية أمريكية النبأ بشرط عدم ذكر أسمائهم لكونهم غير مخولين بالحديث عن ذلك، كما رفضوا الحديث عن عدد القنابل التي زودت بها إسرائيل ومدى قوتها.
 
يذكر أن إسرائيل حاولت الحصول على هذه الأسلحة منذ سنوات كثيرة. وفي العام 2005 أطلع الرئيس الأمريكي في حينه جورج بوش الكونغرس على صفقة محتملة يمكن أن تزود إسرائيل في إطارها بقنابل خارقة للتحصينات. ونقل في حينه عن "الوكالة للتعاون الأمني في الولايات المتحدة" قولها في بيان إن "هذا الاقتراح يساعد السياسة الخارجية والأمن القومي عن طريق زيادة القدرات الدفاعية لدول صديقة".
 
كما جاء أنه تم إرسال مستجدات متلاحقة أخرى بشأن الخطة لبيع إسرائيل أنواع مختلفة من هذه القنابل إلى الكونغرس من قبل الوكالة المشار إليها في السنوات 2007 و 2008، إلا أنه لم يتم تسليم الأسلحة لإسرائيل.
 
وكانت مصادر رسمية في البنتاغون قد عبرت في حينه عن خيبة أمل من قيام إسرائيل بنقل معلومات تكنولوجية عسكرية إلى الصين. كما أن الولايات المتحدة كانت قلقة من أن يتم النظر إلى تسليم إسرائيل هذه القنابل على أنه دعم تكتيكي لشن هجوم على إيران.
 
وكتبت "هآرتس" في هذا السياق أنه خلال السنوات الأخيرة تمكنت إسرائيل من إنتاج قنابل خارقة للتحصينات خاصة بها، إلا أن مصادر رسيمة في واشنطن أكدت على أن النموذج الأمريكي أكثر "نجاعة".
 
ورفض الناطق بلسان البنتاغون، جورج ليتل، التحدث عن صفقة السلاح. وقال "نرفض التعقيب على هذه التقارير في وسائل الإعلام، ولكن يجب التأكيد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل والنوعيات العسكرية الخاصة بها".
 
كما نقلت الصحيفة عن مصادر رسمية أمريكية قولها إن القضية حساسة لدرجة أن مصادر رسمية في الجيش الإسرائيلي طلبت من الولايات المتحدة عدم الكشف عما يوثق نقل السلاح، حتى لو كان ذلك بموجب قانون حرية المعلومات.
 
وكتبت "هآرتس" في هذا السياق أن صفقة السلاح هذه من شأنها أن تساعدة إدارة أوباما سياسيا في المعركة على الصوت اليهودي، حيث أنه في أعقاب تراجع في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في بسبب قضايا سياسية وجيوسياسية، فإن محاولة الإدارة الأمريكية تعزيز القدرات العسكرية للجيش الإسرائيلي من شأنها أن تقنع الناخب اليهودي بأن أوباما يدعم إسرائيل بشكل متواصل.

التعليقات