قائد فيلق القدس الإيراني: الجنوب اللبناني والعراق يخضعان بشكل أو بآخر للجمهورية الإسلامية

أكد قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها، زاعما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك، بغية مكافحة الاستكبار، حسب تعبيره.

قائد فيلق القدس الإيراني: الجنوب اللبناني والعراق يخضعان بشكل أو بآخر للجمهورية الإسلامية

- الجنرال قاسم سليماني -

صرح قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بأن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها، زاعما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك، بغية مكافحة الاستكبار، حسب تعبيره.

هذا ونقلت وكالة "إيسنا" للأنباء، شبه الرسمية، تصريحات هذا المسؤول العسكري الإيراني رفيع المستوى، والتي أدلى بها في ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي"، نهاية الأسبوع الماضي، بحضور بعض الشباب من البلدان العربية، التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم.

وتصف إيران هذه الثورات بـ"الوعي الإسلامي"، وتصر على أنها مستلهمة من ثورة إيران التي أطاحت بنظام الشاه في عام 1979، إلا أن طهران تستثنى الثورة الشعبية السورية ضد الرئيس بشار الأسد البعثي، أهم حليف لنظام ولاية الفقيه.

وفي تحليل له حول المرحلة التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، والأحداث التي تشهدها المنطقة اليوم، استنتج سليماني أن الغرب حاول ترهيب البلدان الإسلامية، لكن النتائج جاءت خلافا لإرادته "في العراق وأفغانستان"، واصفا الانسحاب الأمريكي من البلدين بالهزيمة.

دعم إيران الكامل للنظام السوري

وحول أحداث سوريا، أعرب قاسمي عن دعم بلاده الكامل لنظام الأسد، قائلا: "الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل، ومؤيدو المعارضة لم يستطيعوا تنظيم تجمع مليوني واحد ضد الحكومة".

وقال أيضا: "إن الشعب السوري بكافة قومياته يؤيد الحكومة بالكامل، وإن أهل السنة الذين يشكلون قسما مهما من الشعب ينظرون بقلق إلى التدخل الغربي هناك".

وحول دور الإخوان المسلمين في سوريا، قال "إن الإخوان منتشرون في كافة بقاع العالم الإسلامي، وتشكلوا حسب ظروف ومقتضيات البلدان التي ظهروا فيها، وهم يحملون ثقافات مختلفة، والإخوان في سوريا يختلفون عن الإخوان في مصر".

وأردف قائلا: "حركة الإخوان شهدت صعودا وهبوطا مستمرين خلال عملها، وتجنبت خلال تطورات الوعي الإسلامي (الربيع العربي) الاصطدام بالغرب، ونرى بأنها حذرة في التعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا، لأنها تتخوف من هجوم الغرب عليها بتهمة الارتباط بإيران".

"الجمهورية الإسلامية يمكنها توجيه الثورات ضد العدو، والإمكانية متوفرة في الأردن"

وحول الثورات العربية، زعم سليماني أنها تأخذ طابعا إسلاميا رويدا رويدا، وتتبلور مع مرور الزمان على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجهها نحو العدو، وأن هذه الإمكانية متوافرة في الأردن".

واستطرد قائلا: "إن الأعداء يحاولون تضييق الساحة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفرض تكلفة باهضة الثمن عليها، لكن هذه الندوة فرصة لكي يسافر الآلاف من الشباب الذين لهم دور مؤثر في حراك الوعي الإسلامي إلى إيران، بغية التقليص من الحساسية الناجمة عن إيرانوفوبيا، حيث سيتمكن هؤلاء الشباب من مشاهدة حكومة إسلامية أنشأت على أسس دينية في إيران".

لبنان والعراق

وفي قسم آخر من كلمته، أكد سليماني تواجد الإيرانيين في الجنوب اللبناني والعراق، مضيفا: "إن هذه المناطق تخضع بشكل أو آخر لإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفكارها".

هذا ولم يتوقف الحديث منذ سقوط النظام العراقي السابق عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في العراق وبعض بلدان المنطقة، لا سيما من خلال فيلق القدس، الذراع السري لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية بقيادة العقيد سليماني، الذي يعد أهم شخصية عسكرية إيرانية على الإطلاق.

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت تقريرا لها في شهر يوليو/تموز 2011 بخصوص التدخل الإيراني في العراق، سلطت من خلاله الأضواء على تحركات سليماني في هذا البلد العربي، الذي كان يشكل توازنا استراتيجيا مع إيران قبل سقوط نظام صدام حسين.

وقالت الصحيفة إن سليماني "يدير العراق بصورة غير مباشرة"، وقد أصبحت سوريا التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس في محاولة لدعم الرئيس الأسد.

سليماني وفيلق القدس

كان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثمانية أعوام، بصفته قائدا للفرقة 41 "ثار الله".

وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها، تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري، إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس، وقام في عام 2011 بترقيته من عقيد إلى فريق، نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان.

واليوم يدور الحديث أيضا حول تواجده في سوريا لدعم النظام السوري ضد المحتجين، الذين تتهمهم طهران بالعمالة للغرب وأمريكا.

 انتقادات عراقية لتصريحات سليماني، ومطالب بالتوضيح والاعتذار

من جهة أخرى، انتقد عدد من السياسيين العراقيين، اليوم السبت، التصريحات المنسوبة لسليماني.

واعتبر حامد المطلك، القيادي في "جبهة الحوار الوطني" المنضوية في "القائمة العراقية" التي يتزعمها أياد علاوي، أن تصريحات سليماني "ممهدة لمشروع طائفي هدفه ذبح العراق"، وأشار إلى أن "العراقيين لن يقلبوا بفرض إرادة أجنبية عليهم"، ملقيا باللائمة على السياسيين الذين قال إن "خلافاتهم دفعت قائد فيلق القدس الإيراني إلى التطاول" على العراق.

ووصف "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، هذه التصريحات بأنها غير المقبولة، مؤكداً أنه "لن يسمح لأحد التدخل بشؤون البلاد الداخلية تحت أي ذريعة".

وطالب عزة الشابندر، النائب عن "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، قائد فيلق القدس، بتفسير التصريحات التي أدلى بها بهذا الشأن، واصفا إياها بـ"التطاول غير المقبول" على سيادة بلاده.

إلى ذلك، اعتبر القيادي في "لتحالف الكردستاني"، محمود عثمان، تصريحات سليماني "تدخلاً سافراً في شؤون العراق"، داعياً الحكومة العراقية إلى "اتخاذ موقف حازم" من هذه التصريحات.

يذكر أن مصدرا مقربا من سليماني كان نفى "بشكل قاطع" ما نسب إلى قائد "فيلق القدس"، وأكّد أن إيران "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، مشيرا إلى أن لبنان والعراق "هما دولتان مستقلتان".

التعليقات