مندوب أمريكا في الأطلسي: لا أساس قانوني للتدخل العسكري في سورية

فيلتمان: واشنطن تتقبل بحذر فكرة تسليح المعارضة * بوتين: السوريون هم من يقرر * غول: على روسيا وإيران الانضمام إلى الجهود الدولية

مندوب أمريكا في الأطلسي: لا أساس قانوني للتدخل العسكري في سورية
نقلت "رويترز" عن مندوب الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي إيفو دالدر قوله إن الحلف يضع ثلاثة شروط للتدخل العسكري في سورية، وإنه ينطبق عليها بالفعل شرط واحد هو الحاجة الإنسانية، لكن لا يوجد دعم اقليمي ولا أساس قانوني للتدخل.
 
وكان دالدر يتحدث للصحفيين بعد كلمة ألقاها يوم أمس، الخميس، في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية حين سئل عن معايير الحلف للتدخل العسكري مثلما حدث في ليبيا العام الماضي وعن السبب في عدم اتباع نفس النهج إزاء سوريا.
 
وأشار المندوب الأمريكي إلى رفض روسيا والصين قرارين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا. وقال "أشك صراحة في أننا سنصل إلى النقطة التي سيكون لدينا فيها هذا الأساس للتدخل في سوريا".
 
وعلى صلة، أكد كل من جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وروبرت فورد، السفير الأمريكي في دمشق أن الولايات المتحدة تنظر بحذر إلى فكرة توريد الأسلحة للمعارضة سورية.
 
وأشارا خلال جلسة لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونغرس الأمريكي المخصصة لبحث الوضع في سورية إلى أن الإدارة الأمريكية في المرحلة الراهنة غير متحمسة لنداءات منح السلاح للمعارضة السورية، التي تصدر من جهات عدة، من بينها السعودية وقطر.
 
وقال فيلتمان "نحن ننظر بتردد شديد إلى آفاق صب الزيت على نار ذاك الحريق"، مؤكدا أن واشنطن تتقبل "بحذر شديد" خطة تسليح المعارضة السورية.
 
وأضاف أن واشنطن "تريد استخدام الأدوات الدبلوماسية المتوفرة، من بينها مجلس الأمن للتوصل الى نقطة تحول في سورية لأنه من غير الواضح أن كان التسليح في المرحلة الحالية سيساعد على انقاذ الأرواح أم سيسرع من سقوط نظام الأسد.. فليس من مصلحتنا أن ينجو نظام بشار الأسد".
 
من جانبه أكد فورد، الذي يعمل في الوقت الحالي في الجهاز المركزي لوزارة الخارجية في واشنطن بعدما قررت الادارة الامريكية تجميد عمل سفارتها في دمشق اعتبارا من 6 فبراير الماضي، وجود مناقشات في إدارة الرئيس أوباما حيال جدارة توريد الاسلحة للمعارضة السورية.
 
واعترف فورد بأن قوى المعارضة السورية مشرذمة، مستبعدا توحدها في القريب العاجل. وقال "اعتقد أنه بالكاد يمكن توقع أنهم سيتحدون قريبا ويشكلون منظمة موحدة. برأيي هذا لن يحدث". وأضاف أن واشنطن تقنع المعارضة بـ"توحيد صفوفها على أساس تأييد خطة الانتقال" إلى الديمقراطية في سورية، مشيرا إلى أن قوى المعارضة السورية "تتحاور فيما بينها، وفي بعض الأحيان تنسق نشاطها، لكنها عضويا غير مرتبطة ببعضها البعض".
 
ولفت في الوقت ذاته إلى أن القوات المسلحة وقوات الأمن لم تنقسم ومحافظة على وحدتها، على الرغم من الانشقاقات التي تحصل، كما أشار إلى أن العملة الوطنية السورية تراجعت بنسبة 50% خلال سبعة شهور، وارتفعت أسعار المواد الغذائية في دمشق بنسبة 30% مع نقص في الغاز والمازوت.
 
في المقابل، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة صحفية نشرت اليوم، الجمعة، إن روسيا ليس لها علاقة خاصة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وإن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا من يحكم بلدهم.
 
وأضاف بوتين أن موسكو قلقة لوضع حقوق الإنسان في مدن مثل حمص. ونقلت صحيفة "تايمز" البريطانية عن بوتين قوله "الأمر يرجع للسوريين لتقرير من يجب أن يحكم بلدهم... نحتاج إلى أن نضمن أن يتوقفوا عن قتل بعضهم البعض."
 
وقال إن سوريا بحاجة إلى وقف إطلاق النار ومفاوضات بين الأطراف. كما حث الغرب على ألا ينساق للعواطف على الرغم من ارتفاع عدد القتلى وتقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
 
وقال أيضا بوتين "عندما جاء بشار الأسد إلى السلطة فإنه زار أولا لندن وعواصم أوروبية أخرى. ليس لنا علاقة خاصة مع سوريا. مصلحتنا فقط في إيجاد حل للصراع".
 
إلى ذلك، قال الرئيس التركي عبد الله غول يوم أمس، الخميس، إن روسيا وإيران ستكتشفان قريبا أن لا خيار أمامهما سوى الانضمام إلى الجهود الدبلوماسية الدولية لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد.
 
لكنه في الوقت نفسه اعترف بالانقسامات في صفوف المعارضة السورية وعدم استعدادها لتسلم السلطة قائلا أن عليها أن تقيم هيكلا يحتضن كل قطاعات المجتمع السوري.، مشيرا إلى أن "هذا التحول بلا شك سيستغرق وقتا."
 
وقال لرويترز "اعتقد أن روسيا سترى في وقت ما أن النظام السوري أساء استخدام دعمها له. سيعترفون بهذه الحقيقة عندما يرون الأسلحة الثقيلة تستخدم ضد الشعب في سوريا. هذا أمر لا يمكن احتماله حتى بالنسبة لروسيا."
 
وقال غول إن أنقرة تتصل بطهران في محاولة لإقناعها بقبول "ما ليس منه بد ودعم الجهود الدبلوماسية ضد الأسد".
 
وأضاف أن المجتمع الدولي ودول المنطقة يجب أن يقنعا روسيا وإيران بضرورة إقناع الحكومة السورية بقبول الحقيقة ووقف الحملة الأمنية العنيفة. وأشار إلى "النموذج اليمني" كمثال للخيار الأكثر عقلانية لخروج الأسد.

التعليقات