التعاون بين"الموساد" و "مجاهدي خلق" في اغتيال العلماء الايرانيين

ويقول روبرت بير في مقال له في صحيفة "ذي غاردين" البريطانية تحت عنوان "من المسؤول عن الهجمات على العلماء النوويين في ايران" Who is responsible for the Iran nuclear scientists attacks ان تنفيذ عمليات الاغتيالات ليس بالامر السهل بالنظر الى اجهزة مكافحة التجسس القوية جدا في ايران.

التعاون بين


كتب الصحافي الاميركي المعروف سيمور هيرش الذي نشر مقالات مثيرة خلال الاعوام الماضية حول العلاقات الايرانية الاميركية المتوترة، كتب مقالا في مجلة "نيويوركر" الاميركية تحت عنوان "عناصرنا في ايران" كشف فيها عن ابعاد جديدة للنشاطات السرية لإسرائيل والولايات المتحدة في ايران. ويتطرق هيرش في مقاله هذا الى تفاصيل العلاقات والتعاون بين منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة والقيادة المشتركة للعمليات الخاصة للولايات المتحدة JSOC.

وترى صحيفة "روز" (النهار) الايرانية ان مثل هذه الاخبار كانت تُسمع منذ سنوات، لكن هيرش لا يبقي بتطرقه الى تفاصيل هذا التعاون ادنى شك في صحة تلك الاخبار.

يقول هيرش ان مجموعات من منظمة مجاهدي خلق تدربت لمدة 6 اشهر في قاعدة سرية للغاية ومتعددة الاغراض تبعد 80 كلم من مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا ما زال الاميركيون يستخدمونها للتنصت ورصد المعلومات الاستخبارية عن ايران. وتملك وزارة الطاقة الاميركية القاعدة المذكورة، ولكن تديرها المؤسسات المرتبطة بالمنظمات الامنية الاميركية. وكان هذا الموقع يُستخدم من اجل الاختبارات النووية الاميركية وتدريب الطيارين على قيادة الطائرة "بوينغ 737"، كما انها تعتبر بسبب وجود اجهزة تجسسية متطورة مركزا لتعليم تقنيات التجسس والتجسس المضاد. وتصل حساسية صيانة هذا الموقع الى حد ان اي شخص يقترب منه يتعرض لإطلاق الرصاص.

ويؤكد هيرش ان JSOC هي التي قامت بتدريب المجموعات التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية وذلك بقيادة خبراء من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي). ويعود ذلك الى الاعوام الاولى بعد سقوط صدام حسين عندما اخذت منظمة مجاهدي خلق تتعاون مع منظمة "سي آي اي". ويقول هيرش ان الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قال له شخصيا انه اطلع عن طريق "موساد" على النشاطات النووية الايرانية في موقع "فوردو" في قم.

وتفيد صحيفة "روز" الفارسية ان الخبير السابق في "سي آي اي" في الشرق الاوسط، روبرت بير الذي اجرى حوارا مع هيرش، ذكر في مقابلات عديدة ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) حصل على الانشطة النووية الجديدة لإيران بواسطة مجاهدي خلق.

وقد تمت هذه التدريبات، فيما تندرج منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الارهابية في الولايات المتحدة. وينقل هيرش عن خبير امني اميركي ان التدريبات تمت في طقس وظروف جغرافية تماثل ايران، ولم يعرف حتى القادة الكبار في قيادة العمليات الخاصة عن هؤلاء المتدربين وهويتهم. ودربَت مجموعات مجاهدي خلق لمدة ستة اشهر على عمليات تجسس وتجسس مضاد واستخدام اسلحة حديثة وتجسس استخباراتي. ورغم كل هذا وبسبب الحساسيات الخاصة حول منظمة مجاهدي خلق، فان المدربين لم يكونوا من مدربي الدرجة الاولى التابعين لوحدة العمليات الخاصة الاميركية ولم تشمل التدريبات، آخر التقنيات المتعلقة بالتجسس والتجسس المضاد، بل فعلا تم تلفيق التدريبات من الدرجة الثانية والثالثة لهذه المجموعات.

وابلغ روبرت بير – الذي يتقن العربية بسبب نشاطه في الشرق الاوسط – هيرش انه خلال مهمته في العراق كان مسؤولا عن تدريب عناصر مجاهدي خلق على كيفية التجسس على المنشآت النووية الايرانية وتعرف خلال تلك المهمة على العلاقات الواسعة والقديمة العهد بين منظمة مجاهدي خلق و"سي آي اي". ويضيف ان عناصر هذه المنظمة تمكنوا بعد التدريبات التي تلقوها من الدخول الى نظام الاتصالات في ايران والتنصت على الهواتف، وقد ارسلوا احيانا رسائل للمستخدمين الايرانيين.

وتقول صحيفة "روز" ان ذروة نشاط مجاهدي خلق والنقطة النهائية للتدريبات التي حصلوا عليها تبلورت في اغتيال العلماء والعاملين في المنشآت النووية الايرانية. ورغم نفي قناة "ان بي سي" الاميركية لتدخل ادارة اوباما في هذه الاغتيالات بعد اغتيال المدير المساعد للقسم التجاري في موقع فوردو النووي مصطفى احمدي روشن وهو خامس اغتيال نووي في ايران، الا ان مسؤولاً امنياً سابقاً ابلغ هيرش ان الاغتيالات تمت إثر تعاون طويل الامد بين منظمة مجاهدي خلق و"موساد" في العراق وكردستان. واكد ان هذه العناصر تتلقى منذ سنوات مساعدات ومعدات من "موساد" من اجل القيام بمهمات وعمليات داخل ايران بالنيابة.

ويقول روبرت بير في مقال له في صحيفة "ذي غاردين" البريطانية تحت عنوان "من المسؤول عن الهجمات على العلماء النوويين في ايران" Who is responsible for the Iran nuclear scientists attacks ان تنفيذ عمليات الاغتيالات ليس بالامر السهل بالنظر الى اجهزة مكافحة التجسس القوية جدا في ايران. وقد يتم اختيار الاشخاص المستهدفين والاستطلاع عليهم بدقة بمراقبتهم لمدة اسبوعين او ثلاثة كي يتم تحديد وقت للاغتيال. ومن المستبعد ان يكون "الموساد" قد تمكن من اختراق الشبكة الاستخبارية الايرانية القوية لتنتشر في ايران. لكن مجاهدي خلق تمكنوا، بسبب معرفتهم المحلية لإيران ودعم "الموساد" لهم، من تنفيذ مثل هذه العمليات للاسرائيليين.

من جانب اخر، دشنت ايران منشآتها النووية منذ البداية على اساس فرضية مسبقة بانها ستتعرض يوما ما لهجوم اميركي او اسرائيلي، ولذا فان قصف هذه المنشآت او القيام باي هجوم عسكري ضد ايران سيكون مكلفا ومحفوفا بمخاطر شديدة. ويؤدي الخوف من تصاعد غير قابل للسيطرة لاسعار النفط، وخطر تعرض الولايات المتحدة لصدمة اقتصادية، وقلق الدول العربية من المستقبل بسبب الربيع العربي، والخوف من عمليات ايران الانتقامية، وفي النهاية الدخول في تحديات تؤدي الى تغيير الموازنة لصالح القوة الصاعدة اي الصين-كل هذه الامور- الى التقليل من نجاح اي هجوم ضد ايران. علاوة على ذلك اكدت الادارة الاميركية في عهدي جورج بوش وباراك اوباما للاسرائيليين انهم لن يدعموا اي عمليات من جانب واحد وغير منسقة. لذا وفيما لم يتمكن احد من ان يتوقع مستقبل العمليات العسكرية ضد ايران، سيكون التعرف على العناصر العاملة في المنشآت النووية الايرانية واغتيالهم بواسطة مجاهدي خلق، الخيار الاقل كلفة والاكثر عقلانية وهو العمل الذي بدأه "موساد" في ايران ويقوده الان

 

التعليقات