"أوباما يميل إلى خطة إرسال أسلحة للمعارضة السورية"

"في حين يبدي أوباما حذره ويمتنع عن إلقاء تهمة استخدام السلاح الكيماوي على النظام السوري، فإنه قد أوضح بأن البنتاغون قد أعد خيارات عسكرية موجودة الآن على الرف"..

حلب..

بعد ساعات معدودة من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه تم استخدام أسلحة كيماوية في سورية بدون أن تعرف الجهة التي فعلت ذلك، نقل عن عن مصادر مسؤولة في الإدارة الأمريكية قولها لـ "واشنطن بوست" إن الرئيس الأمريكي يميل إلى خطة إرسال أسلحة فتاكة إلى المعارضين السوريين بعد أن "يتضح أنهم لا ينتمون إلى منظمات إرهابية وجهادية، وأن السلاح لن يشكل خطرا على الولايات المتحدة وأصدقائها مثل إسرائيل".

وكتبت "يديعوت أحرونوت" أن أوباما يعمل على تبني موقف قيادي صارم في المجتمع الدولي بكل ما يتصل بسورية وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت أنه في حين يبدي حذره ويمتنع عن إلقاء تهمة استخدام السلاح الكيماوي على النظام السوري، فإنه قد أوضح بأن البنتاغون قد أعد خيارات عسكرية موجودة الآن على الرف.

وعلى صلة، وفي مقابلة مع "سي أن أن" قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي إنه يجب القيام بعمل ما، وأن عدم القيام بأي عمل هو رسالة خاطئة. وأضاف أنه "قبل أي عملية يجب التأكد من أن عناصر النظام السوري استخدموا السلاح الكمياوي، وأن ذلك بمعرفة الرئيس السوري".

وأضاف أنه في هذه الحالة يجب تقديم المساعدة للمعارضة بطريقة أكثر عملية، مثل تزويدهم بالسلاح بدلا من "مساعدات غير فتاكة"، وأنهم بحاجة إلى السلاح لإسقاط الأسد، وربما يكون هناك حاجة لفرض حظر طيران في جزء واحد على الأقل من سورية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان سقوط النظام السوري هو أمر جيد لإسرائيل، قال أشكنازي إن "الصورة مختلطة، فبشكل عام من الناحية الإستراتيجية فإن هذه أخبار جيدة من جانب واحد، لأن سقوط الأسد ينهي القناة الراديكالية لإيران عن طريق دمشق إلى حزب الله وحركة حماس. الأموال تأتي من إيران، ولكن الصواريخ تأتي من المخازن في سورية. إيران ستخسر حليفها الوحيد في المنطقة البوابة للعالم العربي". على حد قوله.

وكتبت "واشنطن بوست"، نقل عن مسؤولين أمريكيين، إن تزويد المعارضة السورية بالسلاح هي من بين الخيارات التي تتم دراستها في البيت الأبيض، ولكن حتى اللحظة فإن الإدارة الأمريكية تفضل تشجيع الطرفين على التوصل إلى حل عن طريق المفاوضات.

وبحسب المصادر ذاتها فإن الإدارة الأمريكية تحاول إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوقف عن دعم الأسد بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.

وتشير تقديرات المصادر الأمريكية إلى أنه من المتوقع أن يتوصل أوباما إلى قرار نهائي بهذا الشأن في الأسابيع القريبة، وذلك بعد لقاء وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مع بوتين، وقبل لقاء أوباما نفسه مع الرئيس السوري في حزيران/ يونيو.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن نتائج اللقاء المشار إليه هي التي ستحدد ما إذا كان هناك احتمال لعملية سياسية في سورية، أو بدء الولايات المتحدة بزيادة تدخلها العسكري في سورية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إلى جانب إمكانية تقديم السلاح للمعارضة، فإنه تجري دراسة إمكانية فرض حظر طيران في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، رغم تصريحات قائد أركان الجيوش المشتركة الأمريكية الجنرال مارتين ديمبسي بأن ذلك معقد وخطير أكثر مما يبدو عليه، وذلك لأن النظام لن يقف مكتوف الأيدي إزاء توسع نطاق المواجهات العسكرية نتيجة لذلك، كما أن الولايات المتحدة لا تريد التورط في حرب في سورية.
 

التعليقات