روحاني يتهم الولايات المتحدة بتصعيد العنف في الشرق الأوسط

بينما يؤكد على أن السلام في متناول اليد يشير إلى تسليح صدام حسين وتسليح المقاتلين الأفغان الذين تحولوا إلى القاعدة والعنف الوحشي ضد الفلسطينيين * ويدين كل جريمة حصلت في التاريخ بما في ذلك المحرقة

روحاني يتهم الولايات المتحدة بتصعيد العنف في الشرق الأوسط

قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن النازيين ارتكبوا جريمة "تستحق الإدانة" ضد اليهود، وذلك خلال مقابلة مع CNN، يوم أمس الثلاثاء، عزا فيها عدم اجتماعه بنظيره الأميركي، باراك أوباما، في نيويورك إلى "ضيق الوقت".

ورد الرئيس الإيراني على سؤال عما إذا كان يقر بحدوث محرقة "الهولوكوست" بالقول: "كما سبق وصرحت فأنا لست مؤرخاً.. وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن أبعاد المحرقة فإن المؤرخين هم من ينبغي أن يحكموا بذلك".

وتابع: "لكن إجمالا يمكنني أن أقول لك إن أي جريمة تحدث في التاريخ ضد الإنسانية، وبما في ذلك المحرقة التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، وغير اليهود كذلك، فهي جديرة بالاستنكار والإدانة".

ويأتي موقف روحاني مغايرا لسلفه، الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، المشكك في "الهولوكوست" وحجمها، ودأب على وصفها بأنها مجرد "خرافة" استخدمت في إقامة إسرائيل.

وحول لقائه الذي كان محتملا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عزا روحاني عدم حدوث ذلك نظراً لضيق الوقت لتحضير اللقاء. ولفت روحاني، خلال حديثه إلى إن: "الولايات المتحدة أبدت اهتماما لمثل هذا اللقاء.. وإيران، ومن حيث المبدأ، ربما وتحت ظروف معينة، كانت ستسمح بحدوثه"، مضيفا: "أعتقد انه لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنسيق اللقاء فعلا".

وفي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة قال روحاني إن بلاده تمد يدها للسلام، ولا تشكل تهديدا للعالم، وأن البرنامج النووي الإيراني يأتي لأهداف سلمية فقط، وأن إيران لا تسعى لإنتاج سلاح نووي، مشددا على حق بلاده في تخصيب اليورانيوم.

وقال أيضا إن الولايات المتحدة ساعدت على تصعيد العنف في الشرق الاوسط، من خلال تسليح الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتسليح مقاتلين في أفغانستان تحولوا إلى تنظيم "القاعدة". وبدون أن يذكر اسم إسرائيل قال "إن هناك قمعا وحشيا وعنفا بنيويا قائما ضد الفلسطينيين". وفي المقابل قال إن إيران لا تشكل تهديدا للعالم.

وأضاف أنه أصغى جيدا لكلمة أوباما، وأنه يأمل أن يمتنعوا عن الاستجابة لضغوط من يسعى للحرب والذين لا يروا سوى للمدى القصير، مشيرا إلى أنه يمكن إجراء حوار بين إيران والولايات المتحدة على أساس المساواة والاحترام المتبادل.

وقال إن الصوت المسيطر في واشنطن لسنوات هو صوت الخيار العسكري، ووجه الدعوة إلى كافة الدول لاتخاذ خطوات جديدة من أجل توجيه العالم باتجاه السلام من خلال التفكير بتشكيل ائتلاف سلام في كافة أنحاء العالم بدلا من الائتلافات غير المجدية للحرب.

وقال "السلام موجود في متناول اليد، فهيا نوحد القوى ونكون موجة معارضة للعنف والتطرف".

وتابع أن البرنامج النووي الإيراني يجب أن يكون لأهداف سلمية، مؤكدا أن هذا الهدف هو الذي كان ولا يزال لإيران، مشيرا إلى أن السلاح النووي لا مكان له في سياق أمن إيران والدفاع عنها، مشددا على حق بلاده في تخصيب اليورانيوم.

واتهم روحاني من أسماهم بـ"المنظمات الإرهابية" باستخدام السلاح الكيماوي في سورية، واعتبرهم "خطرا إقليميا". كما اعتبر استخدام القوة العسكرية ضد سورية على أنه سيؤدي إلى تصعيد آخر فيها. وأشار إلى إسقاط الطائرات بدون طيار فوق الإراضي الإيرانية، كما أشار إلى اغتيال علماء الذرة الإيرانيين، مستائلا "بأية جرائم قتلوا؟ وهل أدان أحد القتلة؟".

وعن المشروع النووي الإيراني قال روحاني إن بلاده تعمل بمسؤولية وتتعاون مع لاعبين مسؤولين آخرين، وعلى استعداد للشفافية في مشروعها النووي، ولن تتنازل عن تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أنه يسعى لحل المشاكل وليس لخلقها. 

التعليقات