الهند: انقلاب في الانتخابات وفوز حزب "معادي للمسلمين"

أقر حزب "المؤتمر" الحاكم في الهند ، اليوم، بالهزيمة في الانتخابات العامة بالهند، إذ أظهرت نتائج فرز الأصوات حتى الآن تقدما كبيرا لحزب بهارتيا جاناتا المعارض.

الهند: انقلاب في الانتخابات وفوز حزب

ناريندرا مودي، زعيم حزب "الشعب" الفائز بالانتخابات

أقر حزب "المؤتمر" الحاكم في الهند ، اليوم، بالهزيمة في الانتخابات العامة بالهند، إذ أظهرت نتائج فرز الأصوات حتى الآن تقدما كبيرا لحزب بهارتيا جاناتا المعارض.

وقال راجيف شوكلا، المتحدث باسم حزب المؤتمر، في تصريحات للصحافيين: "نقر بالهزيمة، ومستعدون للجلوس في صفوف المعارضة."

وكانت عملية فرز مئات الملايين من الأصوات في هذه الانتخابات الضخمة التي شهدتها البلاد قد أظهرت تقدم حزب بهارتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي)، وهو حزب المعارضة الرئيسي، بقوة على المؤتمر الحاكم. وحزب "الشعب" 

وسادت مشاهد الابتهاج والفرح قبيل الإعلان عن النتائج الأولية في مقرات حزب بهارتيا الذي يتزعمه ناريندرا مودي.  وأظهرت النتائج الأولية أن بهارتيا جاناتا سيحصل بسهولة على الـ272 مقعدا المطلوبة لتحقيق الأغلبية البرلمانية. 

ومن المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية لجميع المقاعد، وعددها 543، لاحقا اليوم الجمعة. ويتقدم الحزب حاليا في 250 مقعدا من 485 مقعدا التي ظهرت بشأنها المؤشرات الأولية، بينما يتقدم حزب المؤتمر في 49 مقعدا.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 66.38 في المئة، للتجاوز بذلك النسبة التي سجلت في انتخابات 1984. ويجري فرز نحو 551 مليون صوتا من أكثر من 1.8 مليون آلة تصويت إلكترونية لتحديد مصير 8251 مرشحا.

وجرى التصويت على تسع مراحل لأسباب أمنية ولوجيستية. واعتبرت هذه الانتخابات الأكبر في تاريخ الممارسة الديمقراطية في العالم إذ يحق ل814 مليون ناخب التصويت فيها. وقالت لجنة الانتخابات إن فرز الأصوات يجري في 989 مركز انتخابي، وإن أكثر من 1199 مراقب يتابعون هذه العملية.

ويتبارى مودي في الانتخابات في مواجهة راهول غاندي، وهو الأخير حتى الآن في سلسلة نهرو-غاندي التي تتمتع بنفوذ كبير في الهند.

ويتنافس حزب عام آدمي أو "إنسان عادي"، المناهض للفساد، والذي حقق نجاحا كبيرا في الانتخابات المحلية التي أجريت الخريف الماضي، مع الحزبين الرئيسيين في الانتخابات العامة.

كما توجد أحزاب محلية أصغر، وإن لم يحقق حزب معين أغلبية واضحة، ستلعب هذه الأحزاب دورا مهما في تشكيل الحكومة.

مسلمو الهند وحزب الشعب...

تعتبر الهند أكبر ديمقراطية في العالم وهذه، واجتمعت الأقلية المسلمة لأول مرة على صوت واحد بهدف إسقاط حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) لمنع رئيسه ناريندرا مودي الذي يوصف بالمتطرف من الوصول إلى سدة الرئاسة.

وتعود قصة العداء المستحكم بين مسلمي الهند ومودي - رئيس وزراء ولاية كوجرات- إلى فبراير/شباط عام 2002، حيث تسببت الاضطرابات الطائفية التي امتدت لأكثر من شهرين في مقتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين.

وسجلت وقتها منظمة مراقبة حقوق الإنسان مقتل نحو ألفين من مسلمي الهند، فيما تم تشريد نحو مائة ألف منهم. ووفق شهادات، اتهمت المنظمة زعماء في حزب الشعب وفي مقدمتهم رئيس الولاية مودي بالمسؤولية عن هذه الأحداث.

ووجدت الأقليات الهندية، خصوصا المسلمين، في هذه الانتخابات الفرصة لمعاقبة حزب الشعب الذي يرون أن قادته تورطوا بشكل مباشر في جرائم ضد المسلمين في عدة مناطق من البلاد.

ويرى  رئيس تحرير جريدة "مللي غازيت"، ظفر الإسلام خان، أن هذه الانتخابات تشكل انعطافة في تاريخ مسلمي الهند، إذ إنها المرة الأولى التي يتم فيها التنسيق بين قادة الجماعات والمجالس والمنظمات الإسلامية للتوحد في العملية الانتخابات من أجل إسقاط حزب الشعب.

وأضاف أن زعماء الأقلية المسلمة طالبوا أفرادها بالتصويت ضد التطرف الذي يمارسه حزب الشعب.

وبين خان أن الحزب الهندوسي "المتطرف" بدأ حملته الانتخابية بالتركيز على النواحي الاقتصادية ورفاه الشعب، لكنه بعد أن شعر بتراجع في الجولات الأولى عاد إلى لهجته المعروفة باستعداء المسلمين واستدعى تاريخه الملطخ بالجرائم ضدهم من أجل الفوز بأصوات قادة الهندوس المتطرفين وأتباعهم، على حد قوله.

التعليقات