اول لقاء ثنائي بين ايران والولايات المتحدة في جنيف لبحث الملف النووي

يعقد ممثلون أميركيون وإيرانيون الاثنين والثلاثاء(اليوم وغدا) في جنيف أول لقاءات ثنائية رسمية بين الطرفين في بادرة تهدف إلى بحث البرنامج النووي الإيراني.

اول لقاء ثنائي بين ايران والولايات المتحدة في جنيف لبحث الملف النووي

وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي في 6 اذار/مارس 2014

يعقد ممثلون أميركيون وإيرانيون الاثنين والثلاثاء(اليوم وغدا) في جنيف أول لقاءات ثنائية رسمية بين الطرفين في بادرة تهدف إلى بحث البرنامج النووي الإيراني.

وأعلن الإيرانيون السبت عن هذا اللقاء المفاجئ غير المسبوق وأكدت واشنطن اللقاء في تصريح مقتضب بدون إضافة أية تعليقات مكتفية بالإشارة إلى أنه لن يتم عقد أي مؤتمر صحافي.

وهي أول مرة تجري فيها طهران مفاوضات ثنائية رسمية خارج إطار جلسات المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا).

غير أن مفاوضات سرية جرت على مدى أشهر طويلة بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان عام 2013 على أمل أن تفضي إلى تحريك المفاوضات الرسمية.

ولم يعلن عن الموقع الذي ستجري فيه اللقاءات في جنيف ولا عن برنامجها غير أن الأوساط الدبلوماسية تتوقع انعقادها في فندق انتركونتيننتال الذي يفضل الايرانيون عادة أن تجري الاجتماعات فيه.

وستتركز المحادثات على رفع العقوبات الاميركية في حال التوصل إلى اتفاق نهائي تأمل طهران والقوى الكبرى بابرامه بحلول 20 تموز/يوليو.

وبموجب اتفاق مرحلي لستة أشهر تم التوصل إليه في كانون الثاني/يناير جمدت إيران قسما من أنشطتها النووية في مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الغربية. وتنتهي مهلة هذا الاتفاق مبدئيا في 20 تموز/يوليو غير أنه من الممكن تمديده بانتظار التوصل الى صياغة اتفاق نهائي.

وستكون وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تقود المفاوضات باسم الدول الست الكبرى (الصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا) ممثلة الإثنين والثلاثاء في جنيف من خلال مساعدتها هيلغا شميت.

ومن المفترض أن يسمح الاتفاق الشامل الذي يسعى الطرفان للتوصل اليه بتسوية أزمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات بين إيران والأسرة الدولية.

وسيكون الوفد الأميركي إلى جنيف بقيادة مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز الذي سبق أن شارك في المحادثات السرية في عمان.

وبعد المحادثات في جنيف من المقرر أن يعقد الإيرانيون لقاء ثنائيا أيضا مع روسيا الأربعاء والخميس في روما.

وقال سيروس ناصري عضو فريق المفاوضين الايرانيين بين 2003 و2005 حين كان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني مكلفا بالمفاوضات "ستجري إيران مفاوضات مع جميع أعضاء مجموعة الست لكن الولايات المتحدة هي المحاور الرئيسي والأهم لأن الاميركيين هم من يقف وراء كل هذه الضوضاء حول برنامج إيران النووي السلمي".

وأضاف "السؤال الآن هو معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة باتت على استعداد للقيام بخطوة وقبول حل معقول يكون الطرفان فيه رابحين. أي بكلام آخر أن تتقبل الوضع بعد عشر سنوات من الاتهامات التي لا أساس لها ضد البرنامج النووي الإيراني".

وكرر القادة الايرانيون وضمنهم الرئيس روحاني في الأسابيع الأخيرة أن إيران لن تتخلى عن حقوقها النووية وخصوصا امتلاك "برنامج لانتاج الوقود النووي" لمحطاتها ومفاعلاتها المستقبلية.

لكن بالنسبة لإيران المباحثات تتعلق أيضا ببحث كيفية رفع العقوبات الاقتصادية.

واعتبر ناصري أن "أحد أبرز مواضيع البحث (مع واشنطن) هو كيفية وقف مجموعة العقوبات لتمكين إيران من استئناف علاقاتها الاقتصادية مع باقي العالم" مبديا تفاؤله بشان المفاوضات.

وتابع "في رأيي أن الاتفاق السياسي سيتم في تموز/يوليو لكن أعتقد أن الاتفاق حول طريقة تنفيذ البنود العملية والقانونية سيحتاج إلى عدة اشهر".

وأعلنت إيران رسميا أن اللقاءات الثنائية تهدف إلى التحضير للجولة المقبلة من المحادثات مع الدول الست المقررة بين 16 و20 حزيران/يونيو في فيينا موضحة أنه يتم التمهيد لإجراء لقاءات ثنائية مع أعضاء آخرين من مجموعة الست.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن اجتماع جنيف سيتطرق إلى "أوجه محض أميركية تتعلق برفع العقوبات في حال التوصل الى اتفاق" مشددا على أن الاجتماع تم "التشاور" بشأنه مع مجموعة الدول الست.

وجرت منذ 20 كانون الثاني/يناير عدة جولات مفاوضات بين ايران والدول الكبرى لوضع حد للازمة المستمرة منذ عشر سنوات بشأن برنامج طهران النووي غير ان الجولة الاخيرة في ايار/مايو في فيينا انتهت بدون نتيجة.

ونقاط الخلاف الرئيسية التي تصطدم بها المفاوضات هي حجم برنامج التخصيب (عدد اجهزة الطرد المركزي ومستوى انتاج اليورانيوم المخصب) ومفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والقادر على انتاج البلوتونيوم، وموقع فوردو للتخصيب المشيد تحت الارض والذي يصعب تدميره.

 

 

التعليقات