فديات دفعها الأوروبيون تشكل المصدر الرئيسي لتمويل القاعدة

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن تنظيم القاعدة يمول عمليات إرهابية بشكل متزايد بواسطة 125 مليون دولار على الأقل تلقاها كفديات منذ العام 2008 وإلى حد كبير من حكومات أوروبية لتحرير رهائن غربيين.

فديات دفعها الأوروبيون تشكل المصدر الرئيسي لتمويل القاعدة

لقطة عن تسجيل نشره في 3 حزيران تلفزيون "الآن" في دبي، يظهر فيه الفرنسي سيرج لازاريفيك الذي خطف من قبل تنظيم القاعدة في تشرين الثاني 2011 في مالي وهو آخر رهينة فرنسي في العالم (أ ف ب)

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن تنظيم القاعدة يمول عمليات إرهابية بشكل متزايد بواسطة 125 مليون دولار على الأقل تلقاها كفديات منذ العام 2008 وإلى حد كبير من حكومات أوروبية لتحرير رهائن غربيين.
 
وبلغت قيمة الفديات 66 مليون دولار في العام 2013 وحده بحسب تحقيق نشرته الصحيفة، أمس الثلاثاء.
 
وقال  مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في خطاب ألقاه في 2012 إن تنظيم القاعدة كان يمول في بادئ الأمر من قبل مانحين أثرياء، إلا أن "الخطف مقابل فدية أصبح اليوم يشكل مصدرًا مهما لتمويل الإرهاب". وإضاف: "كل صفقة مالية تشجع على القيام بأخرى".
 
وأفادت الصحيفة أن التنظيم أقر بذلك علنًا. وكتب قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب،  ناصر الوحيشي، أن "خطف الرهائن غنيمة سهلة. ويمكنني وصفها بأنها تجارة مربحة وكنز ثمين".
 
وقال الوحيشي إن الأموال التي تجمع من الفديات وتصل إلى عشرة ملايين دولار للرهينة تشكل ما يصل إلى نصف الأموال المخصصة للعمليات.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 90 مليون دولار دفعت إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ العام 2008 من قبل سويسرا وإسبانيا والنمسا وشركة فرنسية تابعة للدول ودفعتين من مصادر غير محددة.
 
لكن النمسا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا نفت دفع فديات لقاء الإفراج عن رهائن. كما نفت شركة أريفا النووية الفرنسية دفع فدية.
 
غير أن مسؤولا فرنسيًا كبيرًا في الاستخبارات قال السنة الماضية لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه إن "الحكومات والشركات تدفع فديات في كل حالة تقريبا".
 
وأضاف: "هناك على الدوام فدية تدفع أو مقايضة، بين المال والإفراج عن رهائن وتسليم أسلحة".
 
ونقل تقرير “نيويورك تايمز” معلومات من رهائن سابقين ومفاوضين ودبلوماسيين ومسؤولين حكوميين في عشر دول في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وقال إن الدفعات كانت في بعض الأحيان تموه عبر مساعدات للتنمية.
 
ورفضت الولايات المتحدة وبريطانيا دفع فدية للإفراج عن رعاياهما كما أضافت الصحيفة، حيث تم إنقاذ البعض في عمليات عسكرية أو لاذوا بالفرار.
 
لكن الولايات المتحدة كانت راغبة في التفاوض في بعض الحالات وبينهما صفقة مبادلة خمسة سجناء بارزين من حركة طالبان كانوا معتقلين في غوانتانامو بالجندي الأميركي المحتجز، بو بيرغدال.
 
وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع للشؤون الأفريقية سابقًا، فيكي هادلستون، والتي شغلت منصب سفيرة في مالي في 2003 حين دفعت ألمانيا أول فدية، متحدثة للصحيفة إن “أسئلة كثيرة يجب أن تطرح على الأوروبيين". وأضافت: “إنهم يدفعون فديات ثم ينفون أنها دفعت" مشيرةً إلى أن هذه السياسة تضع "كل مواطنينا في أوضاع صعبة".
 
وقد وقع قادة مجموعة الثماني السنة الماضية على اتفاق "لرفض دفع فديات إلى إرهابيين بشكل لا لبس فيه”، لكنه لم يفرض حظرًا رسميًا على ذلك.

التعليقات