كييف تتهم الانفصاليين بتهديد عملية السلام وقصف في دونيتسك

اتهمت كييف الانفصاليين الموالين لروسيان اليوم، الأحد، بتهديد عملية السلام عبر خرق وقف إطلاق النار في شرق البلاد، في وقت شهدت دونيتسك أحد معاقل المتمردين قصفا عنيفا.

كييف تتهم الانفصاليين بتهديد عملية السلام وقصف في دونيتسك

جنود أوكرانيون يحرسون موقعا قرب مدينة بوباسنا شرق البلاد في 12 أيلول(سبتمبر) 2014 (أ.ف.ب)

اتهمت كييف الانفصاليين الموالين لروسيان اليوم، الأحد،  بتهديد عملية السلام عبر خرق وقف إطلاق النار في شرق البلاد، في وقت شهدت دونيتسك أحد معاقل المتمردين قصفا عنيفا.

وقال المتحدث العسكري الأوكراني فولوديمير بوليوفي إن «الأعمال الإرهابية تهدد تطبيق خطة سلام الرئيس الأوكراني» بترو بوروشنكو. وأضاف أن الانفصاليين يهاجمون مواقع للجيش.

وتم التوصل إلى تهدئة في 5 أيلول(سبتمبر) بين كييف والانفصاليين.

واستند المتحدث إلى تصريحات أحد قادة التمرد، بوريس ليتفنوف، الذي أكد اليوم، الأحد بحسب وكالة "إنترفاكس" أن ممثلي التمرد وقعا الاتفاق على الهدنة بصفتهما "مراقبين" وليس كمشاركين مباشرين في العملية.

والأحد، تحدث مراسلو وكالة فرانس برس عن تبادل عنيف للقصف المدفعي بمعدل عشرين قذيفة في الدقيقة من جهة مطار دونيتسك، الموقع الإستراتيجي الذي تسيطر عليه القوات المسلحة الأوكرانية. وتصاعدت من المطار سحابة دخان أسود كثيف.

وأفاد المراسلون أن الانفصاليين كانوا يطلقون نيرانهم من مناطق مأهولة فيما كانت القوات الأوكرانية ترد من المطار.

ورغم أن الرئيس، بترو بوروشنكو، تحدث هذا الأسبوع عن "تغيير جذري" في الوضع منذ الخامس من أيلول(سبتمبر)، فإن سكان العديد من البلدات قرب دونيتسك مثل ماكيفكا لا يزالون يعيشون على وقع القصف ويمضون لياليهم في الملاجىء.

واعتبرت الدول الغربية أن هذه التهدئة غير كافية لضمان سلام دائم. وطالب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، بحل سياسي "يستند إلى مبدأ سيادة أوكرانيا".

وتتهم كييف والغربيون روسيا بدعم الانفصاليين عبر إرسال أسلحة وجنود من قواتها النظامية، الأمر الذي يصر الكرملين على نفيه.

وبعد عقوبات جديدة استهدفت الاقتصاد الروسي ودخلت الجمعة حيز التنفيذ بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تبادلت موسكو وكييف السبت حربا كلامية.

وقبل بضعة أيام من زيارة بوروشنكو لواشنطن، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بتأجيج النزاع في شرق أوكرانيا لدواع محض إستراتيجية فيما نددت كييف بمحاولة روسية "لإزالة أوكرانيا" من الوجود.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت أن "واشنطن اثبتت مرارا أن هدفها هو تصعيد هذه الأزمة إلى أقصى حد ممكن بهدف استخدام أوكرانيا كأداة في محاولتها الجديدة لعزل روسيا وإضعافها"، مؤكدا أن "المتطرفين" في السلطات الأوكرانية الذين يرفضون محاورة المتمردين يتحركون بـ"ضوء اخضر" من واشنطن.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، يوم أمس، السبت، أن "الهدف النهائي لفلاديمير بوتين هو ليس فقط منطقتي دونيتسك ولوغانسك، إنه يريد الاستيلاء على أوكرانيا برمتها"، لافتا إلى أن الخطوة الأولى تكمن في إقامة "ممر" يربط الحدود الروسية بالقرم، شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو في آذار(مارس).

وأضاف ياتسينيوك أن بوتين "لا يمكنه أن يقبل بفكرة أن تكون أوكرانيا جزءا من الأسرة الأوروبية، إنه يريد إحياء الاتحاد السوفياتي"، وذلك فيما يستعد البرلمان الأوكراني ليصادق الثلاثاء على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

لكن هذه المصادقة التي تترجم خروج أوكرانيا من الحظيرة الروسية، عكر صفوها إجراء أوروبي الجمعة تمثل بإرجاء تنفيذ اتفاق التبادل الحر بين كييف والاتحاد الأوروبي حتى نهاية 2015، ما يمنح الأوروبيين فرصة لمواصلة مشاورتهم مع موسكو حول هذا الاتفاق الذي ترفضه روسيا بشدة.

واحتجاجا على هذا الإرجاء، أعلن نائب وزير الخارجية الأوكراني، دانيلو لوبكيفسكي، استقالته عبر موقع فيسبوك وكتب "بالنسبة الي، (هذا الإرجاء) يشكل مفاجأة (...) إنه يوجه إشارة سيئة الى الجميع: إلى المعتدي والحلفاء والأهم الى المواطنين الأوكرانيين".

على الصعيد الإنساني، وصلت قافلة روسية تحمل ألفي طن من المساعدات يوم أمس، السبت، إلى مدينة لوغانسك. وأوضح المتحدث العسكري الأوكراني أن هذه القافلة التي تضم 216 شاحنة غادرت أوكرانيا مساء السبت.

 

التعليقات