إجراءات أمنية غير مسبوقة في "تيرانا" استعدادا لزيارة البابا

أنجزت السلطات الألبانية اليوم السبت الاستعدادات لاستقبال البابا فرنسيس الذي يصل يوم غد الأحد في أول زيارة يقوم بها إلى أوروبا وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في هذا البلد البلقاني حيث يشكل الكاثوليك أقلية.

إجراءات أمنية غير مسبوقة في

البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في 3 أيلول(سبتمبر) 2014 (أ.ف.ب)

 أنجزت السلطات الألبانية اليوم السبت الاستعدادات لاستقبال البابا فرنسيس الذي يصل يوم غد الأحد في أول زيارة يقوم بها إلى أوروبا وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في هذا البلد البلقاني حيث يشكل الكاثوليك أقلية.

وتمت تعبئة حوالى 2500 شرطي لضمان حسن سير الزيارة التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة جدا وخصوصا بعد الحديث عن هجوم محتمل ضد البابا قد يكون يخطط له تنظيم "الدولة الإسلامية" في هذا البلد حيث الغالبية مسلمة.

وفي كل أنحاء وسط تيرانا، ما بين ساحات سكندربرغ والشهداء والأم تيريزا، حيث ستجري معظم أنشطة البابا، أقامت الشرطة 29 مركز مراقبة. ومنعت دخول السيارات فيما سيخضع المشاركون في القداس الاحتفالي لتفتيش دقيق جدا، كما أفاد مصدر في الشرطة.

وفيما وردت مخاوف في الصحف الإيطالية أو لدى أوساط عراقية من احتمال أن يكون البابا هدفا لإسلاميين الاحد في ألبانيا، حاول وزير الداخلية الألباني سيمير طاهري الطمأنة. وقال لوكالة فرانس برس "ليس هناك أي دليل يتيح لنا القول إن حياة البابا مهددة. لكننا اتخذنا إجراءات أمنية غير مسبوقة بهدف ضمان الأمن والسلام بمناسبة الزيارة".

وأضاف الوزير الألباني أن "مستوى تأهب قوات الشرطة هو الأعلى. وسيقوم عدد كبير من الشرطيين بمراقبة كل الأنشطة. كما جرت تعبئة القوات الخاصة بقوة على كافة أراضي البانيا".

وبحسب مصدر في الشرطة رفض الكشف عن اسمه فانه سيتم نشر قناصة على سطوح المباني المحيطة بوسط المدينة.

من جهته رفض الفاتيكان الحديث عن أي قلق، مؤكدا أنه لم يغير أي من إجراءاته المعتادة. ونفى الناطق باسمه بشدة اعتبارا من الاثنين وجود تهديدات يمكن أن يشكلها إسلاميون مقربون من تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يختلطوا بين الحشود.

وقال الاب فيديريكو لومباردي انذاك "ليس لدي علم بأي شيء. وليس هناك أي داع لإجراء تعديلات لا في البرنامج ولا في الطريقة التي اعتاد فيها الحبر الأعظم السفر".

وكانت صحيفة إيل ميساجيرو أفادت صباح اليوم، السبت، بأن جهاز استخبارات أجنبي أبلغ إيطاليا هذا الاسبوع بأنه رصد محادثة بين شخصين يتحدثان اللغة العربية وتطرقا فيها الى "عمل كبير الاربعاء في الفاتيكان".  والأربعاء هو اليوم الذي يعقد فيه البابا لقاء عاما في ساحة القديس بطرس، أمام الكاتدرائية. وأوضحت الصحيفة أن وحدة ايطالية لمكافحة الإرهاب، أكدت أن احد هذين الشخصين جاء الى ايطاليا قبل ثمانية أشهر.

وتمت الاستعانة بكلاب الشرطة للبحث عن متفجرات، ووضعت الفنادق القريبة من حاضرة الفاتيكان تحت المراقبة، كما ذكرت صحيفة لا ريبيبليكا.

من جهته، قال سفير العراق لدى الكرسي الرسولي، حبيب الصدر، في مقابلة هذا الأسبوع مع صحيفة "لا ناسيوني"، إن "ما اعلنه «تنظيم الدولة الاسلامية» واضح، فهم يريدون قتل البابا. ويجب التعامل بجدية مع التهديدات الموجهة الى الحبر الاعظم".

وفي تيرانا، زينت الطريق التي يبلغ طولها عشرة كيلومترات من مطار الأم تيريزا إلى وسط تيرانا بأعلام الفاتيكان وألبانيا.

وانصرف عمال الطرق السبت إلى تنظيف الشوارع وزرع الزهور على الطريق التي سيسلكها الحبر الأعظم.

وفي أنحاء المدينة، رفعت صور البابا الذي بدا مبتسما ورافعا يده على لوحات عملاقة كتبت عليها عبارة "أقول لجميع الشعوب: نستطيع العمل معا".

وفي مناسبة هذه الزيارة، تعرض متاجر تذكارات للبيع واصدرت مصلحة البريد الالبانية طابعا رسمت عليه صورة البابا.

وعلى طول الجادات الكبرى في تيرانا، وضعت لوحات علقت عليها صور 40 شهيدا للكنيسة الكاثوليكية الألبانية الذين يواصل الفاتيكان العملية التي بدأها في 2002 لتطويبهم.

ويشكل الكاثوليك 15% والارثوذكس 11% من حوالى ثلاثة ملايين ألباني في بلد يشكل فيه المسلمون 56% من عدد السكان، كما تفيد التقديرات الأخيرة. وتتعايش الديانات في هذا البلد بهدوء. وقد اختار البابا لزيارته الأولى إلى أوروبا، ألبانيا بدلا من عاصمة كبرى لأنه اراد توجيه تحية إلى كنيسة في طور التقدم بعد ديكتاتورية رهيبة وتشجيع حوار وطني هادىء بين الأديان.

 

التعليقات