رفع الأذان في حرم جامعة أميركية عريقة... عبر الكنيسة

الأذان سينطلق عبر برج الكنيسة الذي يقع وسط حرمها، وسيكون مستوى صوته متوسّطاً ولمدّة ثلاث دقائق. وسيرفع باللغة العربية ليتلوه بعد ذلك الأذان باللغة الإنجليزية

رفع الأذان في حرم جامعة أميركية عريقة... عبر الكنيسة

في وقت تثور ثائرة البعض على المسلمين حول أنحاء العالم، وتتّجه أصابع الاتهام نحوهم على خلفية الأعمال الإرهابية التي شهدتها فرنساً مؤخرا بحقّ صحافيين في الجريدة الساخرة "شارلي إيبدو"، قرّرت واحدة من أعرق الجامعات الأميركية السماح برفع أذان الجمعة في حرمها.

القرار الذي أثار حفيظة البعض، وألقى الراحة في نفوس البعض الآخر، جاء استجابة لطلب "جمعية الطلاب المسلمين" لدى جامعة "ديوك" بولاية نورث كارولاينا، التي أعلنت أنه سيتمّ رفع الأذان ابتداء من اليوم الجمعة.

وذكرت الجامعة عبر نشرتها "ديوك توداي" أنّ الأذان سينطلق عبر برج الكنيسة الذي يقع وسط حرمها، وسيكون مستوى صوته متوسّطاً ولمدّة ثلاث دقائق. وسيرفع باللغة العربية ليتلوه بعد ذلك الأذان باللغة الإنجليزية.

وعن ذلك قال عميد الكنيسة كريستي لور ساب لـ"العربي الجديد": "كما تدقّ الكنيسة أجراسها كلّ يوم أحد، سيرفع الأذان لمناداة المسلمين إلى الصلاة كلّ يوم جمعة".

ويرى ساب في خطوة رفع الأذان "فرصة للتعبير عن التزام جامعة ديوك بالتعددية الدينية التي تدخل في صميم مهمتها"، مشيرا إلى أنّ ذلك "سيصبّ في مصلحة الاتجاه الوطني العام الذي يهدف إلى ترسيخ التعايش الديني عبر البلاد".

ولا تُعتبر إقامة صلاة المسلمين في حرم جامعة ديوك المظهر الديني الوحيد فيها، إذ إنّ الجامعة تسمح لطوائف مسيحية متعدّدة بممارسة صلواتها وطقوسها الدينية فيها. كما أنّها قد خصّصت مساحات من حرمها الجامعي للطلاب من مختلف الديانات والمعتقدات لأداء الشعائر الدينية كاليهود والسيخ والبوذيين".

وكان لقرار رفع الأذان في الجامعة وقع طيب في نفوس المسلمين في أميركا عامة وطلبة الجامعة بشكل خاصّ، ولا سيما في وقت يجد المسلمون أنفسهم بموقع لا يحسدون عليه بعد أن باتت تهمة الإرهاب تلاحقهم إثر اعتداءات ينفذّها إسلاميون متشدّدون في أكثر من مكان.

وفي تعليق لصحيفة "هفتنغتون بوست" قال الإمام عديل زيب إنّ "رفع الأذان في الجامعة يُشعر الطلبة المسلمين أنّهم مرحّب بهم، وأنّ الحرم الجامعي لهم كما هو لبقية الطلاب". وأضاف أنّه يتمنّى أن "تتّخذ جامعات أميركية أخرى خطوات نوعية مماثلة لأنّ ذلك سيساهم في بناء جسور بين الأديان، وخلق أرضيات مشتركة تحمل معاني المحبة والسلام بين الكيانات الطلابية والإدارات الجامعية".

جامعة ديوك التي تأسّست في أواخر القرن التاسع عشر بدعم من الكنيسة الميثودية تُعدّ واحدة من أفضل 10 جامعات في الولايات المتحدة الأميركية بحسب تصنيفات عالمية.

التعليقات