أوباما يصل الهند ويحاول جعلها شريكا استراتيجيا دائما

وتعتبر الولايات المتحدة الهند سوقا واسعة وقوة مضادة محتملة للتواجد الصيني القوي في آسيا ولكنها كثيرا ما تشعر بخيبة أمل بسبب عدم وقوفها إلى جانب واشنطن في الشؤون الدولية

أوباما يصل الهند ويحاول جعلها شريكا استراتيجيا دائما

في محاولة جديدة لجعل الهند شريكا استراتيجيا دائما، وصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى نيودلهي اليوم الأحد لحضور عرض رمزي للغاية ولتعزيز صداقة مع رئيس وزراء كان حتى العام الماضي يعتبر شخصا غير مرغوب فيه في واشنطن.

وسيكون أوباما أول رئيس أميركي يحضر عرض عيد الجمهورية في الهند وهو استعراض للقوة العسكرية ارتبط منذ فترة طويلة بالعداء لأميركا خلال الحرب الباردة.

ويمثل وجود أوباما خلال استعراض، غدا الاثنين، بناء على دعوة شخصية من رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أحدث انتعاش في علاقة متأرجحة بين أكبر ديمقراطيتين كانت قبل عام منهارة.

وعمل الجانبان على التوصل إلى اتفاقيات بشأن التغير المناخي والضرائب والتعاون الدفاعي خلال الزيارة. واستمرت المحادثات بشأن التوصل لاتفاقية للتجارة النووية المدنية حتى آخر لحظة دون حل واضح خلال مطلع الأسبوع.

وتعتبر الولايات المتحدة الهند سوقا واسعة وقوة مضادة محتملة للتواجد الصيني القوي في آسيا ولكنها كثيرا ما تشعر بخيبة أمل بسبب بطء وتيرة الإصلاحات الاقتصادية وعدم الاستعداد للوقوف إلى جانب واشنطن في الشؤون الدولية.

وتود الهند أن ترى موقفا أميركيا جديدا بالنسبة لباكستان.

وقال وزير المالية الهندي، آرون جايتلي، في دافوس قبل زيارة أوباما "لاسيما فيما يتعلق بالأمن ونريد تفاهما أكثر بكثير مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية."

وأضفى مودي الذي انتخب في أيار الماضي حيوية جديدة على الاقتصاد والعلاقات الخارجية وبدأ في التصدي للتواجد الصيني المتزايد في جنوب آسيا وهو أمر يسعد واشنطن.

وينظر إلى التجارة المتبادلة بين الجانبين والتي يبلغ حجمها 100 مليار دولار على أنها أقل بكثير من المستوى الممكن وتريد واشنطن زيادتها خمسة أضعاف ما هي عليه.

وقال البيت الأبيض إن أوباما سيغادر الهند مبكرا قليلا للتوجه إلى السعودية في أعقاب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز بدلا من زيارة مزمعة لتاج محل.

ومثل أوباما خرج مودي من منزل متواضع ليدخل ضمن الصفوة السياسية التي كانت تهيمن عليها العائلات القوية. ويقول مساعدون إن علاقة صداقة نشأت بين الرجلين في واشنطن في أيلول عندما أخذ أوباما مودي إلى النصب التذكاري لمارتن لوثر كنج الذي استوحى نضاله الحقوقي من المهاتما غاندي.

وهذا "التقارب" لافت للنظر لأن سياسات مودي تقع إلى حد كبير على يمين سياسات أوباما ولأنه كان ممنوعا من زيارة الولايات المتحدة لقرابة عشر سنوات بعد أعمال الشغب التي وقعت بين الهندوس والمسلمين وأسفرت عن سقوط قتلى في ولاية كان يحكمها مودي.

وكان أوباما، وهو أول رئيس أميركي يزور الهند مرتين وهو في السلطة، يرتبط بصداقة وثيقة أيضا مع سلف مودي، مانموهان سينغ، الذي رهن رئاسته للحكومة في 2009 بصفقة مثيرة للجدل جعلت الهند سادس قوة نووية "شرعية" ومثلت نقطة نجاح في العلاقات الهندية - الأميركية.

التعليقات