تجدد المعارك وسقوط ثلاثين قتيلا في شرق أوكرانيا

نشبت معارك ضارية اليوم الأحد في شرق أوكرانيا للسيطرة على بلدة ديبالتسيف الاستراتيجية حيث يحاول الجيش صد الانفصاليين الموالين لروسيا بعد فشل مفاوضات السلام بين كييف والانفصاليين مساء أمس السبت في مينسك.

تجدد المعارك وسقوط ثلاثين قتيلا في شرق أوكرانيا

نشبت معارك ضارية اليوم الأحد في شرق أوكرانيا للسيطرة على بلدة ديبالتسيف الاستراتيجية حيث يحاول الجيش صد الانفصاليين الموالين لروسيا بعد فشل مفاوضات السلام بين كييف والانفصاليين مساء أمس السبت في مينسك.

وفي الاجمال قتل 17 مدنيا على الأقل خلال الساعات الـ24 الأخيرة في الشرق، بحسب المحصلات التي أصدرتها كييف والإنفصاليون اليوم الأحد. من جهته أعلن الجيش مقتل 13 من جنوده.

والاجتماع الذي عقد أمس السبت في العاصمة البيلاروسية انتهى من دون اتفاق بعد أكثر من أربع ساعات من المحادثات. وكانت علقت آمال كثيرة على نجاح هذا الاجتماع لوقف موجة العنف التي تضرب أوكرانيا منذ تسعة أشهر والتي أوقعت أكثر من خمسة آلاف قتيل وأدت الى عزلة غير مسبوقة لروسيا.

وأعلن المتحدث العسكري الأوكراني، فولوديمير بوليوفيي،  اليوم الأحد أن "الوضع الأكثر حساسية يتعلق بكورنيش ديبالتسيف" عند منتصف الطريق بين دونيتسك ولوغانسك.

وفي هذه البلدة التي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة وحيث يضيق الخناق على القوات الأوكرانية، جرى تبادل كثيف لإطلاق النار اليوم وكان بعض السكان يغامرون بالخروج من ملاجئهم للتزود بالماء.

وروى رئيس مركز الشرطة في هذه البلدة، أوغين لوخانيف، لوكالة فرانس برس "الناس يفرون لأن إطلاق النار لا يتوقف. في المدينة لا وجود للمياه ولا للكهرباء ولا تدفئة"، في حين سقطت قذيفة هاون على بعد أمتار من المركز.

وحذر هذا الرجل البالغ من العمر 38 عاما وهو موال لكييف أن "الشرطة والعسكريين لن يسلموا المدينة. سنبقى حتى النهاية".

وشاهدت صحافية من وكالة فرانس برس تمكنت من الدخول إلى ديبالتسيف مع قافلة من ثلاث سيارات استؤجرت لإخلاء السكان، إحدى الآليات مصابة بقذيفة.

وهناك طريق واحدة تستهدفها باستمرار قذائف المدفعية، ما زالت تسمح بمغادرة ديبالتسيف أو الوصول إليها، لان الجيش الأوكراني يقاتل بهدف صد المتمردين في بلدتي فوغليغيرسك وسانجاريفكا الواقعتين على بعد كيلومترات قليلة غرب وشمال هذه المدينة المحاصرة.

وبشان محادثات مينسك، كتب المستشار الدبلوماسي للرئاسة الأوكرانية، فاليري تشالي، على صفحته على فيسبوك اليوم الأحد أن "عملية السلام في خطر".

 واليوم اتهمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المشاركة في هذه المباحثات كما روسيا، المتمردين بأنهم يريدون إعادة النظر في اتفاقات السلام الموقعة في عاصمة بيلاروسيا في أيلول(سبتمبر) واعترفت بها الأسرة الدولية قاعدة للتسوية.

وقالت المنظمة في بيان إن مبعوثي المتمردين "لم يكونا على استعداد لتطبيق وقف لإطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة. على العكس طالبا بمراجعة" الاتفاقات المبرمة في أيلول(سبتمبر) الماضي.

وقبل بدء اللقاء في مينسك أعربت المنظمة عن الأمل في توقيع "اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار".

كما اتهم الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما مساء السبت الانفصاليين بتقويض عملية السلام "برفضهم مناقشة التدابير لوقف فوري لإطلاق النار".

وانتقد موفد "جمهورية" دونيتسك الانفصالية دنيس بوشيلين كييفأمس السبت "لإصرارها على الخط الفاصل المرسوم في أيلول(سبتمبر)" في حين أن الانفصاليين سيطروا مذذاك على المزيد من الأراضي.

وفي وقت سابق هدد الانفصاليون في حال فشل المفاوضات، بتوسيع هجومهم "حتى التحرير التام لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك" اللتين لا يزال قسم كبير منهما تحت سيطرة حكومة كييف.

وفضلت روسيا توخي الحذر في ردة فعلها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة انترفاكس "من السابق لأوانه تقييم نتيجة هذه المفاوضات".

وتنفي روسيا على الدوام أن تكون تسلح التمرد في شرق أوكرانيا وتنشر قوات في هذه المنطقة.

التعليقات