روسيا تتهم كييف والغرب بـ"تحريف" اتفاقات السلام في أزمة أوكرانيا

أعربت روسيا السبت عن "قلقها" لمحاولات كييف والغرب "تحريف" اتفاقات السلام في أزمة أوكرانيا التي أبرمت أول أمس الخميس في مينسك بعد مفاوضات ماراتونية بين الرؤساء الروسي والفرنسي والأوكراني والمستشارة الألمانية.

روسيا تتهم كييف والغرب بـ

أعربت روسيا السبت عن "قلقها" لمحاولات كييف والغرب "تحريف" اتفاقات السلام في أزمة أوكرانيا التي أبرمت أول أمس الخميس في مينسك بعد مفاوضات ماراتونية بين الرؤساء الروسي والفرنسي والأوكراني والمستشارة الألمانية.

وقالت الخارجية الروسية في بيان "مجرد أن يكون مسؤولون أوكرانيون (...) ومن بعض الدول الغربية خصوصا الولايات المتحدة (...) بدأوا بتحريف اتفاقات مينسك" عشية وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا منتصف الليلة يثير "قلقا كبيرا" في موسكو.

  وكثف الانفصاليون الموالون لروسيا السبت هجومهم حول مدن استراتيجية في شرق أوكرانيا تسيطر عليها القوات الأوكرانية قبل بضع ساعات من دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.

وتستعر المعارك حول ديبالتسيفي مركز سكك الحديد عند منتصف الطريق بين معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك ومحيط مرفأ ماريوبول الاستراتيجي على ضفاف بحر أزوف بحسب الجيش الأوكراني.

وقال قائد الشرطة الاقليمية التابعة لكييف السبت إن الانفصاليين الموالين لروسيا "يدمرون" مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية في شرق أوكرانيا التي تتعرض للقصف قبل ساعات من دخول اتفاق وقف اطلاق النار لحيز التنفيذ.

وقال فياتشيسلاف أبروسكين على حسابه على موقع فيسبوك "إن المتمردين يدمرون ديبالتسيفي. وأن إطلاق نيران المدفعية على المباني السكنية والمباني الإدارية لا يتوقف. المدينة تشتعل"، مؤكدا أن مركز الشرطة في المدينة أصيب بصاروخ غراد.

وسيكون الوضع في بؤر التوتر هذه وكذلك في محيط أنقاض مطار دونيتسك بمثابة اختبار لوقف إطلاق النار، البند الأساسي في اتفاقات مينسك-2 الموقعة الخميس في ختام ماراتون دبلوماسي شارك فيه الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل.  

وتحدث الجيش الأوكراني صباح اليوم السبت عن "محاولة هجوم شنها المتمردون بقاذفات الصواريخ المتعددة والدبابات" على مواقعه جنوب شرق ديبالتسيفي التي تشهد معارك كثيفة منذ أسابيع وحيث القوات الأوكرانية شبه محاصرة.

وكتب السفير الأميركي في أوكرانيا جيفري بات اليوم السبت على حسابه على تويتر أنها أنظمة "روسية وليست للانفصاليين" قرب ديبالتسيفي بينها أنظمة مضادات جوية.

وأكد متطوعو كتيبة أزوف الذين يدافعون عن ماريوبول من جهتهم "أن مصفحات روسية بدون إشارات تعريف دخلت إلى الأراضي الأوكرانية من نوفوازوفسك" المدينة الساحلية على الحدود مع روسيا والتي يسيطر عليها المتمردن على بعد 30 كلم من ماريوبول.

وقال بيان لازوف "إن العدو بدأ يهاجم مواقعنا في شيروكينيه وهم يستخدمون الدبابات والمدفعية".

وتقع شيروكينيه على مسافة عشرة كيلومترات من ماريوبول والسيطرة عليها ستكون مرحلة حاسمة لبناء جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في آذار(مارس) الماضي.

وفي ماريوبول سمع دوي المدفعية صباح السبت ما يشهد على قرب المعارك بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.

وفي دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لموسكو لم يطرأ أي تغيير ملحوظ قبل وقف إطلاق النار الجديد. فخلال الليل تواصل إطلاق كثيف لنيران المدفعية وقاذفة الصواريخ المتعددة غراد وإطلاق النار بنفس الكثافة التي كان عليها في بداية الصباح وسمع دويه في وسط دونيتسك بحسب أحد مراسلي فرانس برس.

وقالت مارينا فاسيليفنا (52 عاما) التي كانت تقوم بشراء حاجيات في السوق الواقع قرب محطة دونيتسك للسكك الحديد، إحدى القطاعات الأكثر إصابة بالقصف، "إن إطلاق النار كان أكثر كثافة من المعتاد هذا الصباح. هذه هي الحالة دوما قبل وقف لإطلاق النار".

وقد دمرت محلات تجارية كثيرة في السوق في عمليات إطلاق النار في الأشهر الاخيرة.

وأمس أسفرت المواجهات عن سقوط 28 قتيلا على الأقل في شرق أوكرانيا ما دفع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو إلى الاعتراف بأن عملية السلام "في خطر" بعد عشرة أشهر من النزاع الذي خلف حوالى 5500 قتيل.

وقال "للأسف بعد اتفاقات مينسك اشتدت العملية الهجومية الروسية بشكل ملحوظ".

ودعا قادة الدول السبع الأكثر تصنيعا في العالم (مجموعة السبع التي تضم كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة) الى "التقيد الصارم" بالاتفاقات وأكدوا "استعدادهم لتبني" عقوبات ضد الذين ينتهكون هذا الاتفاق.

واتهمت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي من ناحيتها موسكو بمواصلة نشر أسلحة ثقيلة في شرق أوكرانيا معربة عن قلقها الشديد إزاء المعلومات المتعلقة بدخول دبابات وأنظمة صواريخ إضافية في الأيام الأخيرة من روسيا".

ومن المنتظر أن يتبنى مجلس الأمن الدولي الأحد قرارا يدعو إلى "تطبيق كامل" لوقف إطلاق النار المبرم على إثر مفاوضات مينسك كما صرح دبلوماسيون الجمعة.

ويسود الاعتقاد أن اتفاق مينسك-2 لن يسمح بإرساء السلام لأنه لا ينص على آليات واضحة لتسوية المسائل الخلافية بخاصة مراقبة الحدود التي يسيطر المتمردون على أربعمئة كيلومتر منها.

وتتهم أوكرانيا والغربيون روسيا بتمرير أسلحة ومقاتلين وقوات نظامية الى اراضيها الامر الذي تنفيه موسكو.

التعليقات