اغتيال المعارض الروسي نيمتسوف بالرصاص أمام الكرملين في موسكو

ونيمتسوف (55 عاما) شغل لمدة عام ونصف منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق بوريس يلتسين في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وبعد وصول بوتين إلى السلطة تحول إلى أحد أشرس معارضي الكرملين.

اغتيال المعارض الروسي نيمتسوف بالرصاص أمام الكرملين في موسكو

المعارض الروسي بوريس نيمتسوف يدلي بصوته في موسكو في 4 آذار (مارس) 2012

قتل المعارض الروسي نائب رئيس الوزراء السابق، بوريس نيمتسوف ، ليل الجمعة السبت، بالرصاص أمام الكرملين في وسط موسكو في ما اعتبره الرئيس فلاديمير بوتين 'اغتيال يحمل بصمات عملية قتل مأجورة وكل سمات العمل الاستفزازي'.

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الروسية، إيلينا إليكسييفا، لقناة روسيا 24 التلفزيونية الحكومية إن نيمتسوف كان يتنزه برفقة شابة على الجسر الكبير المحاذي للكرملين عندما 'اقتربت منه سيارة حوالي الساعة 23:15 وأطلق عليه مجهول النار، فأصابه بأربع رصاصات في ظهره أدت إلى مقتله'.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين إن 'بوتين صرح أن هذا الاغتيال الوحشي يحمل بصمات عملية قتل مأجورة وكل سمات العمل الاستفزازي'. وأكد أن الرئيس أمر لجنة التحقيقات في وزارة الداخلية وجهاز الأمن الفدرالي (وكالة الاستخبارات الروسية) بالتحقيق في هذه الجريمة.

ونيمتسوف (55 عاما) شغل لمدة عام ونصف منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق بوريس يلتسين في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وبعد وصول بوتين إلى السلطة تحول إلى أحد أشرس معارضي الكرملين.

وأكد فلاديمير ماركين، المسؤول في لجنة التحقيق أن 'ست أو سبع رصاصات على الأقل أطلقت على بوريس نيمتسوف من قبل مجهول في سيارة'.

وأكد المعارض إيليا ياشين، أحد المقربين من نيمتسوف، الذي وصل بسرعة إلى مكان مقتله لوكالة ريا نوفوستي 'أرى أمامي جثة بوريس وهناك عدد كبير من رجال الشرطة تحيط بها'.

وعرضت قناة روسيا 24 لقطات لجثة بوريس نيمتسوف على الجسر. وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس أن آثار الدماء واضحة.

وما أن أعلن نبأ اغتيال نيمتسوف حتى تدفق عدد من سكان موسكو على مكان مقتله لوضع باقات ورود.

وفي واشنطن، أدان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اغتيال نيمتسوف معتبرا أنه عمل 'وحشي' و'آثم'. وقال 'ندعو الحكومة الروسية إلى تحقيق سريع وموضوعي وشفاف في ملابسات مقتله والتأكد من إحالة المسؤولين عن عملية القتل الآثمة هذه على القضاء'.

وأضاف ان نيمتسوف كان 'يدافع بلا كلل عن بلاده ويناضل في سبيل حقوق جميع مواطنيه'. وأضاف 'أنا معجب بالمعركة الشجاعة التي خاضها نيمتسوف ضد الفساد في روسيا، وأنا ممتن له على مشاركتي آراءه الصريحة عندما التقينا في موسكو في 2009'.

وكان مجلس الأمن القومي الأمريكي كتب في تغريدة على موقع تويتر أن اغتيال نيمتسوف 'جريمة وحشية'، مطالبا الحكومة الروسية بفتح 'تحقيق نزيه وشفاف' في الواقعة.

من جهته، صرح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن مقتل نيمتسوف 'صدمه وأحزنه'. وقال أن 'بوريس نيمتسوف كرس حياته من أجل روسيا أكثر ديموقراطية وازدهارا وانفتاحا ومن أجل علاقات قوية بيت روسيا وجيرانها وشركائها بما في ذلك الولايات المتحدة'.

وأكد مجلس أوروبا أيضا أنه صدم باغتيال نيمتسوف بينما دعت المنظمة غير الحكومية هيومن رايتس ووتش السلطات الروسية إلى التحقيق في مقتله 'بشكل موضوعي'.

 وفي موسكو، قال إليكسي كودرين، وزير المال الـسبق في حكومة بوتين 'أنها مأساة رهيبة لكل البلاد'.

من جهته، صرح أحد رفاق نيمتسوف في المعارضة ورئيس الوزراء السابق في عهد الرئيس بوتين أن هذا الاغتيال 'هو الثمن الذي يجب دفعه لأن بوريس ناضل لسنوات لتصبح روسيا بلدا حرا وديموقراطيا'.

وأضاف لصحافيين في المكان 'في القرن الحادي والعشرين في 2015 يقتل أحد قادة المعارضة أمام جدران الكرملين. أنه أمر يتجاوز حدود الخيال'.

وفي كييف قال الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، أن بوريس نيمتسوف على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي 'كان جسرا بين روسيا وأوكرانيا وهذا الجسر دمره رصاص قاتل. أعتقد أن الأمر ليس صدفة'.

من جانبه، رأى المسؤول في الحزب الشيوعي الروسي، إيفان ميلنيكوف، في تصريحات أدلى بها لوكالة ريا نوفوستي أنه 'عمل استفزازي دموي (...) يهدف إلى إطلاق الهستيريا المعادية لروسيا في الخارج'.

وكان يفترض أن يشارك نيمتسوف في تظاهرة للمعارضة الأحد في موسكو. وأعلن أحد المسؤولين عن التظاهرة أنها الغيت وسينظم بدلا منها مسيرة لتكريم ذكرى المعارض الذي اغتيل.

وقبل ثلاث ساعات من مقتله، دعا نيمتسوف مواطنيه إلى التظاهر، في خطاب حماسي حول أوكرانيا والرئيس بوتين. ولمدة 45 دقيقة قدم نيمتسوف مقترحات 'لتغيير روسيا' ولم يتردد في مقاطعة محاوريه وهما صحافيان من إذاعة غيخو موسكوفي اللذان كانا يحاولان التخفيف من حماسه بلا جدوى.

 

التعليقات