أثينا تبحث عن داعمين آخرين في أوج مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي

في أوج مفاوضات شاقة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، أعلنت اثينا عن زيارة لوزير ماليّتها يانيس فاروفاكيس إلى واشنطن تسبق بأيام زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس إلى موسكو.

أثينا تبحث عن داعمين آخرين في أوج مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي

رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس في أثينا في 18 آذار (أ ف ب)

في أوج مفاوضات شاقة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، أعلنت اثينا عن زيارة لوزير ماليّتها يانيس فاروفاكيس إلى واشنطن تسبق بأيام زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس إلى موسكو.

وسيلتقي فاروفاكيس، اليوم الأحد، في واشنطن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستينا لاغارد ثم يجتمع غدا الاثنين مع مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية بينهم ناتان شيتس مساعد الوزير المكلف الشؤون الدولية. كما سيلتقي كارولين اتكينسون مستشارة الرئيس باراك أوباما للشؤون الاقتصادية الدولية.

وأوضح متحدث باسم فاروفاكيس لـ”فرانس برس” أن الأخير يرغب في مشاركة صندوق النقد الدولي في سير المفاوضات الجارية مع الاتحاد ومن "الطبيعي" عرض الإصلاحات المنوي إجراؤها على الولايات المتحدة، المساهم الأول في الصندوق.

وتنتظر اليونان من الاتحاد الأوروبي دفع شريحة أخيرة من مساعدة بقيمة 7,2 مليار يورو في إطار خطط مساعدة بقيمة 240 مليار يورو منحتها أوروبا وصندوق النقد الدولي منذ 2010.

وستعرض الحكومة اليسارية الجديدة بحلول نهاية نيسان (أبريل) على مجموعة اليورو قائمة إصلاحات مقنعة بما يكفي للحصول على ما تبقى من المساعدة. أما صندوق النقد الدولي فعليه تسديد دفعات لليونان حتى العام 2016.

وغالبا ما يبدو صندوق النقد الدولي أكثر تفهما من بعض الدائنين الأوروبيين مثل ألمانيا. وتؤكد الحكومة الأميركية في كل مناسبة على  الدور الثمين الذي تلعبه اليونان في تعزيز التوازن في شرق أوروبا.

وتسري شائعة منذ ثلاثة أسابيع بأن اليونان لن تتمكن من تسديد دفعتها المقبلة بقيمة 460 مليون يورو لصندوق النقد الدولي. 

وما غذى ذلك رسالة مثيرة للقلق وجهها رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس إلى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في 15 آذار/مارس يحذر فيها من أنه في حال عدم الإسراع في دفع المال المنتظر من الاتحاد الأوروبي فإن اليونان قد لا تفي بسداد دفعاتها المقبلة.

وعدم السداد قد يكون له عواقب يصعب حسبانها. ويغذي المخاوف هروب رؤوس الأموال الذي لوحظ مؤخرا في المصارف اليونانية (25 مليار في كانون الأول/ديسمبر إلى شباط/فبراير) وتراجع مداخيل الضرائب في صناديق الدولة.

وتوقع بعض خبراء الاقتصاد وضع منظومة مراقبة مشددة على رؤوس الأموال اليونانية خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي الأسبوع المقبل كما حصل قبل سنتين في قبرص. 

وفي نهاية هذا الأسبوع احتل مقال لصحيفة تلغراف البريطانية يعلن عودة الدراخما وعدم سداد دفعة مستحقة في التاسع من الشهر الصدارة في شبكات التواصل الاجتماعي. لكن الحكومة أكدت أن هذا الاستحقاق سيتم تسديده.

ثم سيتعين على اليونان إيجاد حوالى 13 مليار يورو قبل حلول نهاية آب/أغسطس المقبل لتسديد مبالغ مستحقة لصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي بشكل خاص، مع تجديد سندات الخزينة لثلاثة وستة أشهر وتشغيل عجلات الدولة.

وقد دعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في معرض رده على سؤال لصحيفة هانوفرشي الغيماينه تسايتونغ الألمانية، تسيبراس إلى "عدم إغضاب شركائه الأوروبيين" بالمجازفة بكسر وحدة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا بينما تضع لائحة الإصلاحات التي أعدتها اليونان والزيارة الأخيرة التي قام بها تسيبراس إلى برلين "أثينا في موقع استعادة الثقة والمصداقية".

وفي حديث إلى راينيشي بوست آثر وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل التقليل من المجازفة الاستراتيجية. وقال "لا يمكنني تصور أن أحدا في أثينا مستعد لإدارة ظهره لأوروبا ليرتمي في أحضان روسيا".

التعليقات