الرئيس الألماني يعترف بمسؤولية جزئية لبلاده في "الإبادة الأرمنية"

تركيا تستدعي سفيريها لدى النمسا والفاتيكان احتجاجا على إحيائهما ذكرى الإبادة، والكنيسة الأرمنية تعلن عن الضحايا قديسين

الرئيس الألماني يعترف بمسؤولية جزئية لبلاده في

اعترف الرئيس الألماني يواكيم غاوك اليوم الخميس ب'الإبادة' الأرمنية مشددا على 'مسؤولية جزئية' لبلاده في ما حدث.

وقال خلال حفل ديني في برلين عشية الذكرى المئوية للمجازر التي ارتكبهاالأتراك بحق الأرمن بين 1915 و 1917  إنه 'يجب علينا نحن الألمان القيام بعملنا من حيث الذاكرة' مشيرا إلى 'مسؤولية جزئية أو حتى تواطؤا محتملا في إبادة الأرمن'.

وأعلنت الكنيسة الأرمنية اليوم قداسة ضحايا امذبحة الأرمنية التي ارتكبتها السلطنة العثمانية والبالغ عددهم 1,5 مليون شخص في حفل رسمي بمناسبة الذكرى المئوية للمجازر ورغم انتقادات تركيا التي ترفض كلمة 'إبادة' أو 'مذبحة'.

وقال رئيس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكوس كراكين الثاني خلال حفل تطويب الضحايا قديسين، وهو الأعلى عدديا الذي تقرره كنيسة مسيحية، إن 'أكثر من مليون أرمني تم ترحيلهم وقتلهم وتعذيبهم لكنهم بقوا مؤمنين بالسيد المسيح'.

وأضاف أن الكنيسة وعبر إعلانها قداسة الضحايا 'لا تقوم إلا بالاعتراف بالوقائع، أي الإبادة'.

من جهته، قال الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إن 'من واجبنا الأخلاقي ولزام علينا نحن الأرمن أن نتذكر 1,5 مليون من الأرمن الذين تعرضوا للقتل ومئات آلاف الأشخاص الذين عانوا الأهوال'.

وسيوجه ملايين الأشخاص، غدا الجمعة، عبر أنحاء العالم تحية لذكرى ضحايا هذه المجازر التي بدأت قبل مئة عام.

ويصل مئات آلاف الأشخاص إلى يريفان، غدا، للمشاركة في احتفال يقام في نصب ضحايا 'الإبادة الأرمنية'. وبين المدعوين الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند.

وستقام أيضا احتفالات تذكارية يحييها عدد كبير من الجاليات الأرمنية من لوس انجلوس إلى ستوكهولم مرورا بباريس وبيروت.

وقبل يومين من هذه الاحتفالات، وقف البرلمان النمساوي، أمس، دقيقة صمت في ذكرى 'الإبادة'، وهي خطوة غير مسبوقة في هذا البلد الذي كان في تلك الفترة حليفا للسلطنة العثمانية ولم يستخدم أبدا هذا التعبير بصورة رسمية.

وأثارت هذه الخطوة غضب تركيا التي انتقدت 'إهانة موجهة إلى الشعب التركي تتعارض مع الوقائع'. وتعبيرا عن احتجاجها، سارعت أنقرة إلى استدعاء سفيرها في النمسا للتشاور.

وفي الأيام الاخيرة، أدت تصريحات البابا فرنسيس الذي تحدث للمرة الأولى عن 'إبادة' الأرمن، والبرلمان الأوروبي الذي طلب من أنقرة الاعتراف ب'الإبادة'، إلى إغضاب تركيا وريثة السلطنة العثمانية منذ 1923.

وردا على ذلك، استدعت أنقرة سفيرها في الفاتيكان، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البابا إلى عدم تكرار هذا 'الخطأ'.

وفي نيسان/أبريل 2014، قام أردوغان الذي كان رئيسا للوزراء بخطوة غير مسبوقة تمثلت بتقديم تعازيه بالضحايا الأرمن في 1915، لكنه لم يمتنع رغم ذلك عن نفي 'الإبادة'.

ودعا الرئيس الأرميني نظيره التركي إلى القيام بخطوة 'أقوى' خلال الاحتفال بالذكرى المئوية هذه السنة.

التعليقات