النيبال: 3617 قتيلا وآلاف المصابين

لا زال المسعفون من كل أنحاء العالم يتوافدون إلى العاصمة النيبالبة كاتماندو لتقديم المساعدة للسكان الذين دمرت منازل معظمهم بعد الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد يوم السبت الماضي وأوقع حتى الآن 3617 قتيلا وأكثر من 6515 مصابا، وفق آخر حصيلة

النيبال: 3617 قتيلا وآلاف المصابين

لا زال المسعفون من كل أنحاء العالم يتوافدون إلى العاصمة النيبالبة كاتماندو لتقديم المساعدة للسكان الذين دمرت منازل معظمهم بعد الزلزال العنيف الذي   ضرب البلاد يوم السبت الماضي وأوقع حتى الآن 3617 قتيلا وأكثر من  6515 مصابا، وفق آخر حصيلة رسمية للحكومة النيبالية صباح اليوم.

وكانت الفرق الإنسانية الدولية المزودة بتجهيزات خاصة وترافقها كلاب بوليسية تصل بشكل منتظم إلى مطار كاتماندو في ضاحية هذه العاصمة التي تشهد الكثير من الحركة عادة والتي ضربها زلزال بالغ القوة السبت الماضي.

وأدى الزلزال  الأكثر دموية منذ 80 عاما والذي بلغت قوته 7,8 درجات الى تدمير قرى بأكملها وإلحاق أضرار واسعة في العاصمة النيبالية.

وفي الهند المجاورة أفادت السلطات عن سقوط 67 قتيلا فيما قتل ما لا يقل عن عشرين شخصا في الصين.

كذلك تسبب الزلزال بانهيارات ثلجية في جبل إيفرست حيث طمرت موجة هائلة من الثلج مخيما يستخدم قاعدة لمتسلقي الجبال.

وتأكد مقتل 18 شخصا في الجبل الذي قصده في بداية موسم التسلق 800 شخص بينهم العديد من الأجانب، بحسب تقديرات مسؤولين محليين. لكن صعوبة المواصلات حالت دون تقدير مدى الدمار في أعلى قمم العالم.

وأعقبت الزلزال، يوم أمس الأحد هزات ارتدادية بعضها عنيف جدا أثار انهيارات ثلجية جديدة في جبل إيفرست في وقت كانت المروحيات تعمل على إجلاء الجرحى الأكثر خطورة.

وفي كاتماندو قضى عشرات آلاف السكان ليلة جديدة في العراء تحت خيم مرتجلة.

ولا تزال الأرض ترتج بانتظام ولم يتمكن العديدون من النوم في الليل ولا سيما مع انهمار أمطار غزيرة على المدينة.

وما يزيد من صعوبة وضع الناجين انقطاع التيار الكهربائي وهشاشة شبكات الاتصال التي باتت على شفير الانقطاع.

وأوضحت السلطات النيبالية أنها تبذل أقصى ما بوسعها لمساعدة المناطق المعزولة الأقرب إلى مركز الزلزال على مسافة حوالى 80 كلم شمال غرب كاتماندو.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية لاكسمي براساد داكال، لوكالة فرانس برس: 'إننا نركز جهودنا على عمليات الإغاثة' موضحا أنه تمت تعبئة مروحيات لإغاثة الناجين في المناطق النائية.

وعند إعلانه آخر حصيلة للكارثة قال مسؤول في جهاز إدارة الكوارث أن فرق الإغاثة ستحاول أيضا اليوم انتشال الأشخاص العالقين تحت أنقاض المنازل المنهارة.

 وأضاف راميشور دانغال، لفرانس برس 'اليوم سنحاول العثور على ناجين بين أنقاض المباني المرتفعة التي انهارت'.

وأدى الزلزال إلى انهيار برج دارهرا التاريخي أحد أهم المعالم السياحية في ساحة دوربار بوسط العاصمة، والذي لم يعد سوى كومة من الأنقاض.

وتفيد الشرطة استنادا إلى تذاكر الدخول أنه عند وقوع الزلزال كان حوالى 150 شخصا يزورون البرج الأبيض من تسع طبقات والذي يمكن تسلقه عبر سلالم حلزونية من 200 درجة تعلوها مئذنة برونزية تعود إلى القرن التاسع عشر.

وتم انتشال ما لا يقل عن ثلاثين جثة من تحت الانقاض وإسعاف أكثر من عشرين جريحا وقال متحدث باسم الشرطة 'لم ننته من العمل في البرج'.

ويتلقى المسعفون النيباليون تعزيزات من مئات العاملين الإنسانيين القادمين من بلدان مثل الصين والهند والولايات المتحدة.

وهناك حوالى سبعين أميركيا في طريقهم إلى النيبال فيما أعلنت واشنطن تخصيص مساعدة أولى بقيمة مليون دولار لعمليات المساعدة.

وأعلنت لندن عن تخصيص خمسة ملايين جنيه استرليني وكندا عن خمسة ملايين دولار والاتحاد الاوروبي عن ثلاثة ملايين يورو.

وستستخدم هذه المساعدة للحصول على مواد ضرورية مثل مياه الشرب وأدوية وملاجئ مؤقتة. وأرسلت الهند 13 طائرة عسكرية محملة بأطنان من المواد الغذائية والأغطية.

كما أرسلت منظمات غير حكومية فرنسية مثل أطباء العالم والمنظمة الدولية للإعاقة والعمل ضد الجوع فرقا تعمل حاليا على الارض.

واكتظت المستشفيات بالمصابين ويعمل الأطباء على مدار الساعة لمعالجة الجرحى في ظروف بالغة الصعوبة واضطر بعض الجراحين إلى إجراء عمليات في مواقع جراحة مرتجلة أقيمت في مواقف سيارات فيما شارفت المشارح على بلوغ أقصى قدراتها على تلقي الجثث.

وتشهد النيبال نشاطا زلزاليا قويا على غرار كل منطقة الهملايا حيث تلتقي الصفيحتان التكتونيتان الهندية والأوراسية.

وفي العام 1988 ضرب زلزال بقوة 6,8 درجات شرق النيبال وأسفر عن مقتل 721 شخصا، فيما أدى زلزال آخر بقوة 8,1 درجات في العام 1934 إلى مقتل 10700 شخص في الهند والنيبال.

التعليقات