يُدرّس في هولندا: بيغن إرهابي متطرف وليس صانع سلام

العصابات الصهيونية نفذت مجازر في القرى العربية، وهجرت مئات آلاف الفلسطينيين خارج وطنهم.. * وزارة المعارف الهولندية: ننظر إلى التاريخ من زاوية حقوق الإنسان

يُدرّس في هولندا: بيغن إرهابي متطرف وليس صانع سلام

صورة الشهيد الطفل فارس عودة في كتب التدريس في هولندا

'بيغين ليس صانع سلام، وإنما إرهابي متطرف' و'العصابات الصهيونية نفذت مجازر في القرى العربية، وهجرت مئات آلاف الفلسطينيين خارج وطنهم' و'الزعيم الصهيوني بن غوريون أعلن إقامة إسرائيل قبل مغادرة البريطانيين البلاد بيوم'، بهذه الكلمات يوصف تاريخ إقامة إسرائيل في كتب التاريخ التي صادقت عليها وزارة المعارف الهولندية للمدارس في كافة أنحاء هولندا قبل التوجه إلى امتحانات الثانوية، وهو ما أثار مؤخرا السفارة الإسرائيلية في هولندا بعد توجه أحد الطلاب اليهود، والذي يحمل المواطنة الإسرائيلية والهولندية.

ويظهر في الكتاب أيضا صورة منذ العام 2000، في الانتفاضة الثانية، يظهر فيها طفل فلسطيني يواجه دبابة إسرائيلية بحجر، الإشارة إلى الطفل فارس عودة (13 عاما) الذي استشهد على معبر المنطار(كارني)، وكتب تحت الصورة 'مقاومة خفيفة ضد احتلال إسرائيل لمناطق فلسطينية. وبعد تسعة أيام استشهد الطفل'.

وتحت صورة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، مناحيم بيغين، كتب 'إرهابي وصانع سلام'.

وجاء في الكتاب أن 'بيغين دخل التاريخ كصانع سلام، وهذا أمر مفاجئ، حيث أنه كان معروفا جلّ حياته كإرهابي ومتطرف'.

ويضيف الكتاب أن 'بيغين ولد في روسيا، وبعد الحرب العالمية الأولى انتقل إلى بولندا، وبعد احتلالها من قبل ألمانيا هرب إلى فلسطين، وأصبح هناك قائدا لصهاينة متطرفين، وسعوا لاحتلال إسرائيل التوراتية والتي هي أكبر بكثير من الدولة الصهيونية التي أعلن عنها بن غوريون'.

ويتابع الكتاب أن 'بيغن كان متطرفا في أساليب عمله، وأن الميليشيات التابعة له قتلت مواطنين فلسطينيين ونفذت عمليات إرهابية، وفي إحدى هذه العمليات، في فندق الملك داوود في القدس، قتل 91 شخصا'.

كما جاء في الكتاب أنه 'بعد إقامة دولة إسرائيل حارب بن غوريون بواسطة الجيش الإسرائيلي ميليشيات بيغين، واضطرها إلى التخلي عن أسلحتها. وظل بيغين قائدا للمعارضة طيلة 30 عاما. وفي العام 1977 أصبح رئيسا للحكومة، وفاجأ العالم بالتوقيع على اتفاق سلام مع مصر، وإعادة سيناء إلى مصر'.

وعن حرب حزيران 1967 يشير الكتاب إلى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان العدو الأكبر لإسرائيل، ويعرف بأنه 'قومي عربي سعى إلى إقامة دولة عربية كبيرة لكل العرب'. كما يشير الكتاب إلى أن إسرائيل تسلحت بكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة من الولايات المتحدة، وتمكنت بالنتيجة من احتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.

وعن الحرب عام 1973، جاء في الكتاب أن 'مصر وسورية حاولتا مرة أخرى محو إسرائيل من الخريطة، وتمكنتا من مفاجأة إسرائيل، فتقدم جيشهما بسرعة، وبعد الصدمة الأولى تمكنت إسرائيل من الرد بقوة، واضطرت الولايات المتحدة إلى دفع إسرائيل باتجاه وقف الحرب في أعقاب ضغوط دول عربية استخدمت سلاح النفط، فخفضت من الإنتاج، وتسببت بارتفاع أسعار النفط وحصول أزمة اقتصادية'.

وتقول مصادر في وزارة المعارف الهولندية إن سلطات المعارف المختلفة مخولة باختيار كتب التعليم المصادق عليها من قبل الوزارة في خمسة اتجاهات مختلفة.

وعن الكتاب المشار إليه، قالت المصادر إن الكتاب صادر عن إحدى أكبر وأشهر دور النشر في هولندا، والتي تنظر إلى التاريخ من وجهة نظر حقوق الإنسان.

وتعقيبا على ذلك، قالت السفارة الإسرائيلية في هولندا إنه يجري فحص الموضوع على عدة مستويات، كما أنه يجري التحقق بشأن الصياغات، وفحص ما إذا كان الحديث عن تشويه حقائق أو تحريض.

وتقول مصادر إسرائيلية في هولندا إن الحديث عن كتاب تعليمي يوزع على كل طلاب المدارس الثانوية، بما فيها المدارس اليهودية، وأنه لسبب غير واضح لم يحتج أحد على ذلك حتى اليوم'.

يشار إلى أن هذا الكتاب ينضاف إلى كتب أخرى تدرس في هولندا، تعتبرها إسرائيل معادية لها، وفي أحد هذه الكتب التي تدرس في الجامعة المفتوحة في أمستردام تم محو اسم إسرائيل من الخريطة، واستبدل بفلسطين الكبرى.

التعليقات