خلافات حول حصص توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي... وإيطاليا تهدّد

بدوره، هدّد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، باتخاذ خطوات من جانب واحد للتعامل مع أزمة اللاجئين، في حالة عدم قيام نظرائه بالاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة

خلافات حول حصص توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي... وإيطاليا تهدّد

مهاجرون في مركب تابع للشرطة الإيطالية (تصوير: أ ف ب)

 يناقش وزراء الداخلية بالاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، خطة مثيرة للجدل حول إعادة توزيع طالبي اللجوء بين الدول الأعضاء بالاتحاد، بينما تتصاعد التوترات في أوروبا حول ضرورة التضامن لمواجهة تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

وحذر وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو، لدى وصوله إلى لوكسمبورج للمشاركة في الاجتماع مع 27 من نظرائه الأوروبيين من أن 'الحق في حرية التنقل وفي اتخاذ سياسة أوروبية موحدة بشأن الهجرة يتعرضان للخطر '، وقال 'إننا نعمل لتفادي الإفلاس السياسي لأوروبا'.

وتعد إيطاليا البوابة الرئيسية لرسو قوارب المهاجرين المتجهة إلى أوروبا، وسجلت وصول نحو 60 ألف مهاجر منذ بداية العام الحالي.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت إعادة توزيع 40 ألف لاجئ وصلوا إلى إيطاليا واليونان قادمين من سوريا وأريتريا، ونقلهم إلى دول أخرى بالاتحاد في غضون عامين، في إطار الجهود الرامية إلى تخفيف العبء على هاتين الدولتين.

غير أن المصادر الدبلوماسية ذكرت أنه من المتوقع أن تدخل عدة حكومات في خلافات حول ما إذا كان اقتراح إعادة التوزيع ملزما، وحول عدد اللاجئين الذين سيتم نقلهم إلى دول أخرى.

وتمسكت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بمطلب تطبيق توزيع عادل للاجئين في أوروبا. وقالت ميركل اليوم الثلاثاء، عقب لقائها مع رئيس وزراء لوكسمبرغ، كزافيه بيتيل، في العاصمة الألمانية برلين إن قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع القادم سوف تتناول موضوع الهجرة الذي يتسم بالتعقيد الشديد.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سوف يتناول هذه المشكلة أيضا في النصف الثاني من العام.

وقالت ميركل إن 'الجانب الألماني يتبنّى الرأي القائل بأننا نحتاج جميعا لتوزيع عادل للاجئين'. وأشارت إلى أن هناك احتجاجات كبيرة في بعض دول الاتحاد الأوروبي على إتباع إجراء ملزم.

وأضافت المستشارة الألمانية أن موضوع الهجرة يتعلق بـاتخاذ قرار بشأن 'الأجندة الكاملة' الخاصة بمكافحة أسباب اللجوء، وإنقاذ حياة البشر والتعامل مع طلبات اللجوء بقدر عالي من المراعاة والتعاون قدر الإمكان.

وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير إنه 'لن يكون هناك حل نهائي اليوم، ولكن قد يمكننا تحديد خطوط من أجل التوصل لحل وسط'.

بدوره، هدّد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، باتخاذ خطوات من جانب واحد للتعامل مع أزمة اللاجئين، في حالة عدم قيام نظرائه بالاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة، وأشار إلى ما يسمى بـ'الخطة بي' دون أن يقدم أي تفاصيل.

وكان رئيس إدارة الهجرة في وزارة الداخلية الإيطالية، ماريو موركوني، هاجم اليوم الثلاثاء، قواعد الاتحاد الأوروبي التي أرغم بلاده على إيقاف المهاجرين من التحرك لمكان آخر في الاتحاد، عقب إخلاء الشرطة لعشرات اللاجئين قرب الحدود الإيطالية -الفرنسية في طريق فينتيميليا -منتون.

وقال موركوني خلال مؤتمر خاص بالهجرة في كاتانيا بصقلية إنه 'يجب أن نعمل بجد وصبر في فينتيميليا لإقناع المهاجرين أنه لا يمكنهم التوجه إلى فرنسا لأن اتفاقية ملعونة مثل دبلن2 لا تسمح بذلك'.

وتردد أن إيطاليا تدرس اتخاذ إجراءات احتياطية لمنع تدفق اللاجئين من بينها منح تصاريح إقامة مؤقتة للسماح للمهاجرين بالتنقل عبر دول الاتحاد الأوروبي، ورفض السماح للاجئين الذين يتم إنقاذهم من جانب السفن الأجنبية بدخول أراضيها.

وعلق وزير الدفاع الإيرلندي سيمون كيفيني، لدى وصوله إلى لوكسمبورج على الموقف الإيطالي بقوله 'اعتقد أن ما يصدر عن إيطاليا حاليا هو انعكاس لمشاعر الإحباط لديها إزاء عدم تحقيق شيء هنا لمنع تدفق اللاجئين '.

وتصاعدت توترات إضافية بين الدول الأوروبية بعد أن بدأت كل من فرنسا والنمسا وسويسرا التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي في صد المهاجرين القادمين عبر حدودها مع إيطاليا، وسط شكوك بأن إيطاليا تسمح لهم بالتوجه إلى هذه الدول.

وتقضي لوائح الاتحاد الأوروبي بأن يتم تسجيل طلب لجوء المهاجر في أول دولة تطأها قدماه، غير أن إيطاليا ردت بأنه لا يمكن تطبيق هذه اللوائح مع تدفق هذا العدد الهائل من المهاجرين عليها.

ونفى وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن تكون بلاده قد أغلقت حدودها، غير أنه قال إنه سيتم فرض ضوابط لكفالة تطبيق الاتفاقات القائمة.

بينما قالت وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكلايتنر إنه لا يوجد 'تدابير حدودية ' في بلادها، ولكن توجد 'تدابير في منطقة الحدود ويصورة أساسية لمكافحة مهربي البشر '.

وأيد وزيرا الداخلية الفرنسي والألماني، اقتراح المفوضية الأوروبية بإعادة توزيع اللاجئين، وأكدا الحاجة إلى التضامن.

غير أنهما أعربا عن أهمية اتخاذ إجراءات في المقابل، مثل ضرورة التحديد الفوري للمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا لأسباب اقتصادية، ولا يتأهلون للحصول على اللجوء، بحيث يتم إبعادهم.

بينما قالت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي إنه 'إننا بحاجة إلى كسر العلاقة بين ركوب المهاجرين الزوارق وبين وصولهم إلى أوروبا، وهذا يعني إعادتهم إلى شمال أفريقيا أو أماكن اخرى أو إلى بلادهم، حتى يروا أنه ليست ثمة ميزة يجنونها من رحلتهم'.

 

التعليقات