هجوم فرنسا: خلافات عمل تحولت إلى عملية "جهادية"؟

منفذ العملية كان على معرفة بالعمال الذين فتحوا له باب المصنع، وبعد دقائق صدم سيارته بأحد مباني المصنع ما أحدث انفجارا كان له عصف كبير

هجوم فرنسا: خلافات عمل تحولت إلى عملية

أفراد الأمن الفرنسي يعتقلون زوجة المشتبه بتنفيذ الهجوم (أ ف ب)

قال ناطق باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لو فول، أن هجوم الجمعة على مصنع مملوك لأميركيين في في منطقة سان كانتان فالافييه  جنوبي شرق فرنسا لم يكن مخططا على أنه هجوم على شركة أميركية.

وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية للصحافيين خلال مأدبة غداء في واشنطن إنه 'ليس هناك دليل يبرر هذا الاستنتاج”.

وكان منفذ العملية ياسين صالحي دخل المصنع وذبح مديرا فيه في الرابعة والخمسين من العمر سبق أن عمل صالحي معه ثم قام بقطع رأسه.

وأعلن النائب العام في باريس الجمعة استنادا إلى التحقيقات الأولى أن ياسين صالحي مرتكب الاعتداء تصرف وحيدا ولم يكن معه شركاء.

وأوضح النائب العام، فرنسوا مولان، في مؤتمر صحافي أن ياسين صالحي وصل قرابة الساعة 7،30 بتوقيت غرينتش إلى مدخل مصنع الغاز الصناعي في سان كوانتان فالافييه في سيارة عمل وتمكن من دخول المصنع 'لأنه اعتاد الدخول إلى المكان لتسليم طلبيات”. وتابع أن 'لا عناصر' حتى الآن تتيح القول بوجود شريك مع صالحي داخل المصنع.

وأضاف: 'كان على معرفة بالعمال الذين فتحوا له باب المصنع”. وبعد دقائق 'صدم المشتبه به سيارته بأحد مباني المصنع ما أحدث انفجارا كان له عصف كبير'.

وبعيد وصول رجال الأطفاء إلى المكان شاهدوا صالحي وهو يقوم بفتح زجاجات اسيتون فقبضوا عليه، بحسب ما أضاف نائب عام باريس.

وكان صالحي 'على صلة بالحركة السلفية' كما قال وزير الداخلية الفرنسي، لكن هذا الأب لثلاثة أطفال من شرق فرنسا، لم يلفت الأنظار إليه حتى اليوم من خلال ارتكاب مخالفات وجنح.

ولفت صالحي المولود في بونتراليه، القريبة من الحدود السويسرية قبل 35 عاما، من أب جزائري وأم مغربية، نظر الاجهزة الأمنية ابتداء من 2005-2006، لأنه كان يخالط مجموعة من الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام المتطرف، لكنه لم يعمد إلى المناداة به، كما قال لوكالة فرانس برس مصدر قريب من التحقيق.

ويتذكر إمام مسجد بونتراليه ناصر بن يحيى أن ياسين صالحي 'كان شابا هادئا، لم يكن عصبي المزاج. كانت تسرني رؤيته في المسجد، كان مريحا'. وأعرب عن 'صدمته الشديدة' لما يؤخذ على هذا الشاب المتهم بأنه أقدم خلال الهجوم على قطع رأس رب عمله الذي يبلغ الخمسين من عمره.

وأضاف أن ياسين صالحي كان لا يزال صغيرا عندما توفي والده. وقد باعت 'والدته بيتهم في بونتراليه وغادرت'، لكن الإمام لا يعرف إلى أين.

واعتبر إمام المسجد أنه 'كان منعزلا، أي الهدف المثالي للمتطرفين الذين يبحثون عن ضحاياهم'.

ثم غادر صالحي بونتراليه إلى بيزانسون التي تبعد ستين كيلومترا، حيث استقر مع زوجته وأولاده الذين كانت أعمارهم تتراوح في تلك الفترة بين ثلاث وتسع سنوات.

وفي 2013، لفت نظر الأجهزة الامنية لاختلاطه بأشخاص يقيمون على ما يبدو صلات بالإسلام المتطرف. ولأنه بدأ يرتدي الجلابية ويرخي لحيته، حمل على الاعتقاد أنه قريب من الأوساط السلفية، على غرار شبان آخرين. لكن المصدر قال إنه لم يؤخذ عليه أي تصرف مشين، ولم يلاحظ عليه أي تغيير في تصرفاته باستثناء ثيابه.

وفي آواخر 2014، غادر ياسين صالحي المنطقة مع عائلته واستقر في سان-بريست بضاحية ليون، في شقة تقع في الطبقة الأولى.

وتحدث الجيران الذين التقتهم وكالة فرانس برس الجمعة عن 'عائلة منعزلة' تعيش حياة هادئة.

وقالت امرأة طلبت التكتم على هويتها: ”كان أولادهم يلعبون مع أولادي، إنهم لطفاء وعاديون'.

وأوضح جار آخر أنه 'لم يكن يتحدث مع أحد. كنا نتبادل فقط صباح الخير - مساء الخير'، مشيرا إلى أن ثياب صالحي لم تكن تلفت الأنظار أيضا. كانت لديه لحية صغيرة فقط'.

وأكد شاب أنه 'لم ير أبدا' ياسين صالحي في مسجد سان-بريست.

وقد وجد ياسين صالحي عملا في شركة نقل. وقالت زوجته لإذاعة أوروبا 1 قبل توقيفها 'كان يقوم بتسليم طلبيات”. وأضافت: 'نحن مسلمون عاديون، نصوم رمضان. لدينا ثلاثة أولاد، ونعيش حياة عائلية طبيعية'، مشيرة إلى أنها لا تفهم لماذا قام زوجها بهذا الاعتداء.

التعليقات