أنباء غير مؤكدة عن وفاة الملا عمر زعيم طالبان الأفغانية

الحكومة الأفغانية تقول إنها بصدد التحقق من تقارير عن وفاة الملا عمر قبل سنتين في باكستان بسبب مرضه

أنباء غير مؤكدة عن وفاة الملا عمر زعيم طالبان الأفغانية

أفادت أنباء غير مؤكدة، اليوم الأربعاء، أن زعيم حركة طالبان قد توفي منذ عامين.

وجاء أن مسؤولا حكوميا أفغانيا أعلن اليوم أن الملا عمر زعيم حركة طالبان، توفي منذ عامين في باكستان بعد مرضه.

في المقابل، قالت الحكومة الأفغانية إنها بصدد التحقق من تقارير عن وفاة الملا عمر.

يشار إلى أن المملا عبد المجيد محمد عمر هو هو الزعيم الروحي لحركة طالبان الأفغانية، وأحد أشهر المطلوبين للولايات المتحدة الأميركية.

ولد زعيم طالبان الملا محمد عمر في مدينة ترنكوت عاصمة ولاية أورزغان عام 1954، وقد مات والده وهو صغير وكانت عليه إعالة أسرته. ثم أصبح عمر -الضخم الجسم ذو اللحية الكثيفة- شيخ القرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفياتي، ولايزال وقتها طالبا لم يكمل دراسته، فقدراته العلمية متواضعة وقدراته في مخاطبة الجماهير ضعيفة، ولذلك ليس له خطب جماهيرية ولا مقابلات صحفية وليست لديه خبرة سابقة في المجال السياسي والتنظيمي.

ترك الملا عمر مقاعد الدراسة في جيل 19 عاما ليشارك في القتال ضد قوات الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، وتنقل بين عدة منظمات، ليستقر في حزب "حركة الانقلاب الإسلامي"، والذي كان بداية حركة "القرآنية" التي عملت على تجنيد طلاب المدارس (طالبان بالأفغانية).

يعرف بطول قامته، 1.98 متر، وعنفه في الأمور القيادية، كما فقد إحدى عينيه في القتال.

وكان قد أثار عاصفة عالمية عندما أصدر أمرا بهدم التماثيل البوذية في مدينة باميان، بادعاء أن وجودها يتناقض مع التعاليم الإسلامية، ولم يلتفت إلى المطالب الدولية بعدم هدمها لكونها معالم أثرية وتاريخية.

وبعد دخول القوات الأميركية لأفغانتسان اختفى الملا عمر بعد انسحاب مقاتلي طالبان في العاصمة كابل، وظل متواريا عن الأنظار. ومن المرجح أنه كان يختفي في منطقة القبائل الباكستانية.

ينتمي الملا محمد عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى المدرسة الديوبندية، وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند بالهند، وبعد قيام باكستان زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية والتحق بها عدد كبير من الأفغان، ويشكل الكثير منهم أفراد حركة طالبان. وتتميز هذه المدرسة بآرائها الفقهية المتشددة من المرأة والعديد من الشعائر الإسلامية.

بدأ الملا عمر كرجل دين بسيط من البشتون ليس لديه أي فكرة أو رؤية عن مستقبل الدولة الأفغانية. زهد في سلطة الدولة وأراد فقط تخليص أفغانستان من أمراء الحرب.

واختارته حركة طالبان أميراً لها في آب/ أغسطس 1994، وبعد وصول طالبان إلى مشارف كابل عقد اجتماعاً عاماً للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص، واستمر من 31/3 وحتى 3/4/1996 وانتخب بالإجماع أميراً لحركة طالبان رسمياً ولقب بـ"أمير المؤمنين".

ومنذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميراً شرعياً لها، له في نظر أتباعها جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره، وهذا ما أعطاه صبغة دينية، وقد حجبوه عن أنظار عامة الناس ليحافظوا على هيبته بين العامة، وليخفوا جوانب ضعفه، لذلك فهو لم يكن يشارك في الاجتماعات العامة.

عاش محمد عمر إبان حكم طالبان مع أسرته في بيت متواضع في مدينة قندهار، وكان يستخدم سيارة واحدة للتحرك العادي داخل المدينة، ولا يهتم كثيراً بالحراسة. كما كان الحاكم الحقيقي لأفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور حركة طالبان وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار، وكان يقول إنه سينتقل إلى كابل بعد إتمام طالبان سيطرتهم على شمال أفغانستان.

 

التعليقات