شبهات حول انتشار خلية اعتداءات باريس في أوروبا

أعربت عدة دول أوروبية عن خوفها وقلقها بعد الاعتداءات الإرهابية في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة، والتي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وراح ضحيتها 129 شخصًا وأكثر من 350 جريح، 99 منهم لا تزال حالتهم خطرة جدًا، وعززت هذه الدول إجراءاتها الأمنية، ونفذت مداهمات واعتقالات في دول أخرى.

ففي فرنسا، هاجمت قوة معززة من الشرطة والوحدات الخاصة فندقًا يقع بجانب برج إيفل، وقالت إنها تلقت معلومات تفيد بوجود عناصر من الخلية الإرهابية التي نفذت التفجيرات فيه، فيما لم تعلن عن اعتقال أشخاص هناك حتى الآن.

وفي بلجيكا، أورد النائب العام أن إحدى السيارات التي استخدمها المهاجمون مساء الجمعة كانت تحمل لوحة بلجيكية وقد استأجرها فرنسي يقيم في بلجيكا، موضحا أن هذا الفرنسي 'خضع لتفتيش على الطريق صباح اليوم في بلجيكا مع شخصين آخرين في سيارة أخرى'.

ولفت إلى أن الشرطة البلجيكية اعتقلت الثلاثة وهؤلاء 'غير معروفين لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية'.

وألقت السلطات البلجيكية القبض على عدد من الأشخاص في العاصمة البلجيكية بروكسل، وقالت إن لهم صلة بتفجيرات باريس التي وقعت مساء الجمعة، وذلك حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة العدل البلجيكية، كوين جينز، السبت.

وعززت الشرطة البريطانية الإجراءات الأمنية في الموانئ وفي الأحداث والفعاليات الكبرى السبت، بعد اعتقال رجل في مطار لندن يحتمل أن يكون على صلة بالهجمات الإرهابية في باريس.

وقال مارك رولي، مساعد مفوض شرطة لندن: 'نعزز تواجدنا الشرطي في الموانئ كما نعزز التواجد الشرطي في الشارع'. وأضاف رولي، ويعمل أيضا مديرا لشؤون مكافحة الإرهاب في مجلس قادة الشرطة الوطنية: 'ربما يلحظ الناس بعض التغييرات في فعاليات بمدن كبيرة في البلاد'.

واعتقل رجل فرنسي (41 عاما) في مطار جاتويك للاشتباه في حيازته سلاح ناري، ويشتبه أنه عضو في الخلية التي نفذت الاعتداءات في باريس، مما تسبب في إخلاء إحدى محطات المسافرين بالمطار، حسبما أفادت الشرطة في مقاطعة ساسكس جنوب البلاد.

وفي ألمانيا، قال رئيس وزراء ولاية بافاريا، السبت، إن رجلا اعتقل في الولاية الواقعة بجنوب ألمانيا في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري بعد العثور في سيارته على مسدسات ومتفجرات، ربما يكون على صلة بهجمات باريس.

وقال هورست شيهوفر، رئيس وزراء بافاريا، في كلمة أمام مؤتمر محلي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي 'لدينا معتقل.. وهناك أساس معقول للافتراض بأنه ربما كان على صلة بالأمر'.

وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيره، إن الرجل البالغ من العمر 51 عاما من جمهورية الجبل الأسود وهو رهن الاعتقال، مشيرا إلى أن السلطات الفرنسية أخطرت بذلك.

وأعلنت الشرطة اليونانية السبت، أن شخصين تلاحقهما الشرطة الفرنسية في إطار اعتداءات باريس الجمعة، سبق أن تسجلا في اليونان هذا العام كطالبي لجوء.

وطلبت السلطات الفرنسية من نظيراتها اليونانية التأكد من جواز سفر أحد هذين الشخصين وبصماته الرقمية ومن بصمات الآخر انطلاقا من اعتقادها أنهما سجلا اسميهما في اليونان، التي تشكل بوابة الاتحاد الأوروبي للاجئين وخصوصا السوريين.

ورفعت إيطاليا مستوى الاستنفار على أراضيها وشددت عمليات المراقبة على الحدود، بعد اعتداءات باريس، التي حملت رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينتسي على الدعوة إلى اجتماع أمني قبل ظهر السبت في روما.

وقال رينتسي قبل الاجتماع 'مثل جميع الإيطاليين، أعرف اليوم أن الإرهابيين لن ينتصروا. فلتكن الحرية أقوى من الهمجية. فلتكن الشجاعة أقوى من الخوف'.

وشدد وزير الخارجية، أنجلينو ألفانو، في مؤتمر صحافي على أن 'لا بلد بمنأى عن التهديد' وأن الجهود الوقائية تستهدف فقط 'تقليص درجة المخاطر'. لكنه أكد أن أجهزته الأمنية ليست على علم بأي تهديد محدد ضد إيطاليا.