بوركينا فاسو: 23 قتيلا من 18 جنسية

شن مسلحون، مساء الجمعة، هجومًا داميًا على مطعم وفندق في واغادوغو يرتادهما غربيون، ما أوقع عشرين قتيلا على الاقل، كما احتجزوا رهائن، في اعتداء تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي

بوركينا فاسو: 23 قتيلا من 18 جنسية

قال رئيس بوركينا فاسو، روتش مارك كريستيان كابوري، اليوم السبت، إنه وفقًا "لمحصلة أولية للقتلى" لقي 23 شخصًا على الأقل حتفهم في هجوم نفذه مقاتلو تنظيم القاعدة على فندق في عاصمة بوركينا فاسو، واصفًا الهجوم بأنه "جبان وخسيس".

وقال وزير الأمن، سيمون كومباوري، للراديو إن القتلى بينهم ضحايا من 18 جنسية مختلفة غير أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

وأضاف كومباوري أن العمليات الأمنية لإخراج مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة من فندق سيطروا عليه في العاصمة واغادوغو في وقت متأخر أمس الجمعة انتهت بتحرير 126 رهينة.

وأضاف لرويترز 'قتل ثلاثة جهاديين، كانوا عربيا وإفريقيين أسودين'.

وشن مسلحون، مساء أمس الجمعة، هجومًا داميًا على مطعم وفندق في واغادوغو يرتادهما غربيون، ما أوقع عشرين قتيلا على الاقل، كما احتجزوا رهائن، في اعتداء تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بعد أقل من شهرين على اعتداء مماثل في مالي.

وأعلن السفير الفرنسي، جيل تيبو، أنه قبيل الساعة الثانية من ليل اليوم، السبت، 'بدأ هجوم' قوات الأمن على المسلحين في فندق سبلانديد الفاخر في وسط عاصمة بوركينافاسو، حيث تحصّن المسلحون.

واوضح السفير في تغريدة 'وزع مختلف أفرع الأمن والجيش المهام بينهم' في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان الذي يسمع فيه إطلاق نار متقطع.

وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واغادوغو في إطار مكافحة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل. كما تملك واشنطن 75 عسكريًا في البلاد وقالت إنها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.

وتمكن إطفائيون من السيطرة على حريق نشب في بهو الفندق الذي يوجد بداخله عدد غير معروف من النزلاء والموظفين.

والفندق يضم 147 غرفة ويرتاده غربيون وموظفو وكالات الأمم المتحدة.

وهناك مراقبة في مدخل الفندق لكن ذلك لم يمنع دخول المهاجمين نحو الساعة 19,45 بتوقيت غرينتش، حين سمع دوي إطلاق نار وانفجارات.

كما استهدف المسلحون مطعما مجاورًا يدعى الكابوتشينو، الذي يرتاده، أيضًا، أجانب وقال موظف في المطعم إن الهجوم أوقع 'العديد من القتلى'.

وتحدث مدير المستشفى الرئيسي في العاصمة عن حصيلة أولية من 'عشرين قتيلا' على الأقل في الهجوم ونقل عن إحدى الجريحات أن 'البيض أكثر من السود' بين القتلى.

مهاجمون معممون

وأمكن لمراسل وكالة فرانس برس أن يميز في بداية الهجوم وجود ثلاثة مسلحين معممين، في حين قال شاهد إنه رأى أربعة مهاجمين 'معمّمين وبدوا من العرب أو البيض'.

وأغلقت قوات النظام المنطقة، حيث اشتعلت النار في عشر سيارات.

وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة المرابطون، بحسب موقع سايت الأميركي المتخصص في متابعة المواقع الإسلامية.

وفور حدوث الهجوم، تحدثت السفارة الفرنسية عن 'هجوم إرهابي' ووضعت على ذمة المواطنين الفرنسيين رقم هاتف للطوارئ، في حين تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس-واغادوغو إلى النيجر المجاورة.

ويشكل هذا الاعتداء، غير المسبوق، في العاصمة تحديا لنظام الرئيس، روش مارك كابوري، المنتخب حديثًا، بعد عملية انتقالية صعبة على رأس هذا البلد، ذي الأغلبية المسلمة (60 بالمئة).

لكن بوركينافاسو، التي شكلت 'نقطة ارتكاز دائمة' لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق أن تعرضت لهجمات جهادية.

وشهدت، بعد ظهر الجمعة، هجومًا في شمال البلاد، قرب الحدود مع مالي، أدى الى مقتل دركي ومدني، بحسب الجيش.

وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الأشهر الأخيرة وتم في نيسان/أبريل 2015 خطف مسؤول أمن روماني في منجم في تامباو (شمال) في عملية تبنتها كتيبة المرابطون.

كما حدث في باماكو

وياتي اعتداء مساء الجمعة، بعد أقل من شهرين من الاعتداء على فندق في باماكو. وخلف ذلك الاعتداء في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، عشرين قتيلا بينهم 14 أجنبيًا في العاصمة المالية، حيث اتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلا وعاملا في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والأميركية ومن مهمة الأمم المتحدة، ما أدى لمقتل مهاجمين.

وبعد هذه الهجمات وسعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينافاسو نطاق 'المنطقة الحمراء'، التي ينصح بعدم السفر إليها لتشمل قسمًا كبيرًا من بوركينافاسو، لكن دون أن تشمل العاصمة واغادوغو.

التعليقات