روسيا: تراجع الروبل أمام الدولار يؤثر على الاستثمار وعلى الأسواق

وقد تراجع الدّخل الحقيقيّ للمواطن الرّوسيّ العام الماضي بنسبة 3.5% وفقًا لوزارة الشئون الاقتصاديّة الرّوسيّة، مع انكماش النّاتج المحليّ الإجمالي الرّوسيّ بنسبة 3.9%. ومن المتوقّع تراجع دخل الرّوس خلال العام الحاليّ بنسبة 3.7%.

روسيا: تراجع الروبل أمام الدولار يؤثر على الاستثمار وعلى الأسواق

رغم تخفيض أسعار السّلع المعروضة في مركز التّسوّق الفاخر في موسكو، إيفروبيسكي، بأكثر من 70% فإنّ عدد الزّبائن المستعدّين لشراء هذه السّلع ما زال قليلاً.

وفي أحد متاجر الأجهزة المنزليّة الكهربائيّة يوجد 5 بائعين يعملون فيه مقابل 3 زبائن عملاء فقط.

وتصاعدت حدّة الأزمة الاقتصاديّة في روسيا حتّى لم يعد لدى النّاس الكثير من المال الذي يمكن إنفاقه. وأدّى هذا الموقف إلى انسحاب العديد من الشّركات الغربيّة من السّوق الرّوسيّة.

وترصد غرفة التّجارة الرّوسيّة الألمانيّة هذا التّدهور منذ سنوات.

وقال المتحدّث باسم الغرفة، ينس بويهلمان، إنّ 'هذا يحدث في جميع القطاعات، ولكن الأشدّ تضرّرًا هي الشّركات التي لها حضور ضعيف وبدون أنشطة تشغيل هنا'.

وأغلقت حوالي ربع فروع الشّركات الألمانيّة في روسيا أبوابها، منذ قرار الحكومة الألمانيّة وغيرها من حكومات الدّول الغربيّة تجميد أرصدة روسيا وتشديد شروط تقديم قروض للشركات الرّوسيّة، ردًّا على انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا عام 2014.

كما اختفت شركات أوروبيّة أخرى من روسيا خلال العامين الماضيين بما في ذلك شركة الموضة الإسبانية 'ديسيجوال' وشركة الملابس البريطانيّة 'ريفر آيلاند'.

كما أعلنت سلسلة متاجر التّجزئة الفنلنديّة 'ستوكمان'، في نهاية العام الماضي، أنّها ستبيع كلّ فروعها في روسيا إلى مستثمر محليّ.

وذكرت صحيفة 'كوميرسانت' الاقتصاديّة الرّوسيّة أنّ سوق الملابس والأحذية في روسيا انكمش بنسبة 20% خلال العام الماضي.

وتعود أسباب هذا الموقف لتراجع قيمة الروبل الرّوسيّ أمام الدولار حيث وصل أمس الخميس إلى مستوى منخفض غير مسبوق.

وقد تراجع الدّخل الحقيقيّ للمواطن الرّوسيّ العام الماضي بنسبة 3.5% وفقًا لوزارة الشؤون الاقتصاديّة الرّوسيّة، مع انكماش النّاتج المحليّ الإجمالي الرّوسيّ بنسبة 3.9%. ومن المتوقّع تراجع دخل الرّوس خلال العام الحاليّ بنسبة 3.7%.

في الوقت نفسه، فإنّ تراجع أسعار النّفط العالميّة سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الرّوسيّ خلال العام الحاليّ بسبب اعتماد موسكو بدرجة كبيرة على صادراتها من مصادر الطّاقة.

وقال وزير الاقتصاد الروسي، أليكسي أوليوكاييف، إنّه إذا انخفض سعر النّفط إلى أقلّ من 30 دولارًا للبرميل، فإنّ إجماليّ النّاتج المحليّ لروسيا سينكمش بنسبة 4% تقريبًا.

يذكر أن صندوق النّقد الدّوليّ يرى أنّه حتّى إذا ارتفع سعر النّفط إلى 40 دولارًا للبرميل فإنّ الاقتصاد الرّوسيّ سينكمش بنسبة 1% خلال العام الحاليّ.

يأتي ذلك فيما أظهر استطلاع للرأي أنّ أغلبيّة الرّوس يعتقدون أنّ أصعب الأوقات بالنّسبة لهم لم تأت بعد.

وحتى الآن، لم تتأثّر سوق السّلع الفاخرة بالرّكود. ففي الميدان الأحمر، ضاعفت شركة الموضة الفرنسية الشهيرة 'هيرمس' مساحة متجرها في مركز تسوق جي.يو.إم الشهير.

وفي أحد متاجر السّلع الفاخرة بالقرب من مسرح البلشوي الشّهير، ما زالت النّساء موجودة فيه لشراء معاطف الفراء والمجوهرات.

ولكن حتى في المتاجر التي يقصدها العملاء الأثرياء الذين لا تجذبهم التّخفيضات، انخفضت أسعار السّلع بمقدار النّصف تقريبًا.

ويبدو أنّ أغلبيّة الرّوس أصبحت معتادة على ما يسمّيه رئيس مصرف 'سيربانك'، هيرمنا جريف، بالتّراجع.

ومن بين المؤشّرات على هذا الاتّجاه تزايد الإقبال على سلاسل المطاعم رخيصة السّعر مثل 'ماكدونالدز'، 'كنتاكي' وسلسلة 'كروشكا كارتوشكا' الرّوسيّة.

التعليقات