طهران وباريس: 20 اتفاقية بمليارات الدولارات

شهدت زيارة الرّئيس الإيرانيّ، حسن روحاني لفرنسا، اليوم الخميس، توقيع صفقات بمليارات الدّولارات في مجالات الطّائرات، النّفط والسّيّارات لتمثّل اختراقًا في العلاقات بين إيران وأوروبا.

طهران وباريس: 20 اتفاقية بمليارات الدولارات

الرئيسان الفرنسيّ والإيرانيّ - باريس

شهدت زيارة الرّئيس الإيرانيّ، حسن روحاني لفرنسا، اليوم الخميس، توقيع صفقات بمليارات الدّولارات في مجالات الطّائرات، النّفط والسّيّارات لتمثّل اختراقًا في العلاقات بين إيران وأوروبا.

وقد وقّعت شركة الطّيران الإيرانيّة عقدًا مع شركة "ايرباص" لصناعة الطّائرات، ومقرّها فرنسا، أوامر شراء 118 طائرة جديدة، بقيمة تصل إلى 27 مليار دولار، في ظلّ خطط إيران لإعادة بناء قطاع الطّيران لديها.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود الرّامية إلى إعادة تموضع إيران على السّاحة الدّوليّة، بعد سنوات من العقوبات الدّوليّة، التي كان قد تمّ فرضها عليها بسبب برنامجها النّوويّ.

وقد تمّ التّوصّل إلى اتّفاق لتسوية البرنامج النّوويّ في تمّوز/يوليو الماضي، ما مهّد الطّريق أمام رفع العقوبات.

وذكرت "إيرباص" أنّ الاتّفاق يشمل 73 طائرة كبيرة، و45 طائرة صغيرة، ذات الممرّ الواحد بين المقاعد.

أمّا رئيس الوزراء الفرنسيّ، مانويل فالس، فقال "بفضل الاتّفاق النّوويّ يمكننا فتح صفحة جديدة... فرنسا تريد تجديد علاقاتها مع إيران كشريك طموح".

وعقد روحاني اليوم، لقاءات مع مسئولي الشّركات الفرنسيّة الكبرى، قبل اجتماعه مع نظيره الفرنسيّ، فرانسوا أولاند، لحضور توقيع حوالي 20 اتّفاقا ثنائيًّا في مجالات الصّحّة، الزّراعة والنّقل.

وتأتي هذه الاتّفاقيّات بعد حضور الرّئيس الإيرانيّ توقيع عقود بقيمة تتراوح بين 15 و17 مليار يورو في إيطاليا، التي كانت أولى محطّات جولته الأوروبيّة، بحسب وكالة أنسا الإيطاليّة للأنباء.

وقد أعلنت شركة "بيجو ستروين" اليوم الخميس، إنّها تعتزم العودة للسوق الإيرانيّة، وذلك خلال جولة الرّئيس الإيرانيّ حسن روحاني في أوروبا.

وقد وقّعت "بيجو" اتّفاقيّة لإقامة مشروع مشترك بقيمة 400 مليون يورو ( 437 مليون دولار) مع شركة "إيران خودرو" لتعزيز الإنتاج، يشمل موقعًا صناعيًّا في طهران.

وقالت "بيجو" إنّه من المقرّر أن يتمّ إنتاج أوّل سيّارات في طهران عام 2017. وتوقّعت الشّركة نموّ السّوق الإيرانيّة بواقع مليوني سيّارة سنويًّا بحلول 2022.

من ناحيتهما أكّد الرّئيس الفرنسيّ الرّئيس الفرنسيّ، فرانسوا أولاند ونظيره الإيرانيّ حسن روحاني، على ضرورة تعزيز العلاقات بين بلديهما.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافيّ المشترك، الذي عقده أولاند وروحاني، مساء اليوم الخميس في العاصمة الفرنسيّة باريس، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وقال الرّئيس الفرنسيّ إنّ الاتّفاق الأهمّ الذي وقّعناه مع إيران هو الاتفاق النّوويّ، وإنّ الجميع يبذل جهوده لتنفيذ خطّة العمل المشترك الشّاملة.

وأضاف أنّه وبعد التّوقيع على الاتّفاق النّوويّ، بات بإمكان الشّركات الفرنسيّة ان تعمل في إيران من الغد، مشدّدًا على أنّ باريس تتطلّع لتذليل كل العقبات والمشاكل التي تعترض تطوير العلاقات مع طهران.

وذكر في المؤتمر الصحافي " شركة إيرباص ستعود إلى طهران، وقّعنا نحو 30 وثيقة واتّفاقيّة للتعاون بين البلدين وناقشنا مختلف القضايا"، متابعًا أنّ الجامعات الإيرانيّة والفرنسيّة ستبدأ تعاونها لخدمة البلدين.

وذكر "إنّنا طلبنا من وزيري خارجيّة البلدين البدء بحوار سياسيّ بين البلدين للتحرّك لإحلال الأمن في المنطقة، مؤكّدًا أنّ إيران وفرنسا بلدان مهمّان في العالم".

من جانبه، أكذد الرّئيس روحاني في المؤتمر الصحافيّ على أهميّة تعزيز العلاقات بين إيران وفرنسا في شتّى المجالات وقال إنّه يجب "علينا أن نستثمر فترة ما بعد الاتّفاق النّوويّ بشكل جيّد".

وصرّح " تعاوننا مع فرنسا لا يقتصر على الجانب الاقتصاديّ بل يطال الجوانب الثّقافيّة والتّقنيّة، كما نتطلّع إلى تعاون الجانب الفرنسيّ في مجال البيئة أيضًا".

وبشأن سورية والعراق، قال الرئّيس روحاني "يجب علينا مساعدة الشّعبين السّوريّ والعراقيّ في محاربة الإرهاب وطرده من بلادهما".

وأوضح أنّ الشّعب السّوريّ هو الذي يجب أن يقرّر مصيره، ويختار رئيسه، وأنّ أيّ شخص يحصل على أصوات الشّعب هو من سيحكم، وأنّ مشكلة سورية اليوم تكمن بالإرهاب وداعش ومن يدعمهما.

وشدّد الرّئيس روحاني على أنّ استقرار المنطقة أمر مهمّ بالنّسبة لإيران، ونرغب في تسوية المشاكل، ومن بينها التّوتّر بين إيران والسّعودية، عبر المنطق والحوار.

أمّا بشأن لبنان، قال الرئيس الإيرانيّ "قضايا المنطقة ذات أهميّة بالنّسبة لإيران وفرنسا، ونأمل أن تكون جميع الأجهزة في لبنان فاعلة ونشطة، وأن يتمتّع بالأمن والاستقرار، فلبنان هو صديق لكلينا".

يذكر أنّ فرنسا هي المحطّة الثانية لجولة روحاني الأوروبيّة التي استهلّها بإيطاليا يوم الاثنين الماضي.

وتهدف جولة الزّعيم الإيرانيّ إلى تجديد الحضور الإيرانيّ على السّاحة الدّوليّة، في أعقاب إبرام الاتّفاق النّوويّ في تموز/يوليو، مع القوى الدّوليّة السّتّ ورفع عقوبات دامت نحو عقد من الزمان.

 

التعليقات