اليمين الشعبوي يهزم ميركل

تخضع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لضغوط، اليوم الإثنين، غداة هزيمة حزبها المحافظ في الانتخابات المحلية التي شهدت اختراقا لليمين المتطرف على خلفية المعارضة المتزايدة لسياسة استقبال اللاجئين التي انتهجتها السلطات.

اليمين الشعبوي يهزم ميركل

ميركل، اليوم (رويترز)

تخضع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لضغوط، اليوم الإثنين، غداة هزيمة حزبها المحافظ في الانتخابات المحلية التي شهدت اختراقا لليمين المتطرف على خلفية المعارضة المتزايدة لسياسة استقبال اللاجئين التي انتهجتها السلطات.

وتلقي ميركل التي تدير ألمانيا منذ أكثر من عشر سنوات كلمة بعدما حل الاتحاد المسيحي الديموقراطي ثانيًا في انتخابات جرت في معقله التاريخي بادن- فورتمبرغ، جنوب غربي ألمانيا، وفي رينانيا بالاتينات غربي ألمانيا، وإن كان المحافظون فازوا في ساكسن - أنهالت غربي ألمانيا، إلا أن حزب 'البديل من أجل ألمانيا' الشعبوي حل بعدهم بفارق ضئيل.

وكانت سياسة استقبال طالبي اللجوء التي اعتمدتها ميركل الصيف الماضي وشهدت دخول 1,1 مليون لاجئ في 2015 إلى البلاد، في صلب النقاشات الانتخابية وتثبت النتائج الاستثنائية التي حققها 'البديل من أجل المانيا' في المقاطعات الثلاث (بين 12 و24%) حجم المعارضة التي تواجهها.

واستبعد مسؤولون سياسيون منذ مساء أمس الأحد أن تغير ميركل نهجها إذ أنها ترفض تحديد سقف لعدد اللاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا.

وقال نائب المستشارة وزعيم الاشتراكيين – الديموقراطيين، سيغمار غابرييل، شركاء ميركل في الائتلاف الحكومي، إنه ' لدينا خط واضح حول السياسة المتعلقة باللاجئين وسنستمر فيه'.

وأقر أمين عام الاتحاد المسيحي الديموقراطي، بيتر تاوبر، بأن 'المرحلة صعبة'، لكنه أكد أنه 'لا يتوقع' تغييرا في نهج المستشارة.

لكن بالنسبة إلى الاتحاد المسيحي الاشتراكي، الحليف البافاري للاتحاد المسيحي الديموقراطي والذي يعارض سياسة ميركل للهجرة، فإن نتائج الانتخابات تثبت أنه لا بد من تغيير الاتجاه.

ورأى المسؤول البرلماني هانس ميشلباخ أن 'سبب النتائج السيئة التي حققها الاتحاد المسيحي الديموقراطي يعود إلى السياسة التي تسمح بتدفق اللاجئين بأعداد كبيرة دون أي ضوابط'.

وأضاف أن 'النتيجة الوحيدة المنطقية لهذه الأرقام ستكون تصحيح سياسة الهجرة'.

أما الصحف الإلكترونية، فكتبت أن الاتحاد المسيحي الديموقراطي الخاسر الأكبر وحزب 'البديل من أجل المانيا' الفائز الأكبر، مشيرة إلى أن ميركل تجد نفسها في وضع غير مريح بعد أن هيمنت على الحياة السياسية في ألمانيا لسنوات.

وكتب موقع صحيفة 'در شبيغل' أنه 'أحد أسود للمستشارة أنغيلا ميركل. لقد أملت لفترة طويلة في الفوز على الرغم من المعارضة لسياستها حول المهاجرين' بمنطقتين.

وأضاف: 'لكن في النهاية لم يحصل ذلك. وسيتعين على ميركل التعايش مع الانتقادات لها بأنها سمحت لحزب البديل من أجل المانيا بتثبيت موقعه'.

والتقدم الكبير الذي حققه حزب 'البديل من أجل ألمانيا' الذي كثف هجماته الكلامية ضد المهاجرين، يشكل سيناريو غير مسبوق منذ 1945 في بلد يسعى دائما إلى المثالية الاخلاقية بعد ماضيه النازي.

فروكي بيتري، زعيمة حزب 'البديل من أجل ألمانيا'
فروكي بيتري، زعيمة حزب 'البديل من أجل ألمانيا'

والنتيجة سيئة خصوصا للحكومة الالمانية الحالية لأن موقع الحزب الاشتراكي-الديموقراطي تراجع أيضا. فإن كان فاز في رينانيا بالاتينات، ‘لا انه في المقابل حصل على ـقل من 15% من الأصوات في المنطقتين الأخريين حيث تقدم الحزب الشعبوي عليه.

وكتب موقع صحيفة 'بيلد' الشعبية أنه يتعين على الحزبين اللذين يهيمنان على الحياة السياسية الألمانية منذ 1945 'تضميد الجروح' بعد 'هذا الاختبار المهم حول سياسة الهجرة'.

وهذه النتائج ستضع ميركل في موقع صعب على المستوى الأوروبي حيث أن رفضها إغلاق أبواب الاتحاد الأوروبي أمام تدفق اللاجئين وخصوصا السوريين الفارين من الحرب، كان موضع انتقادات شديدة من قبل دول اعضاء عدة.

اقرأ/ي أيضًا | شكوك حول انتحال وزيرة الدفاع الألمانيّة رسالة دكتوراه

وتدعو ميركل إلى حلول لاستقبال المهاجرين على المستوى الأوروبي وإلى قبول اتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبي يتم التفاوض بشأنه قبل القمة المقررة في 17 و18 من آذار/مارس.

التعليقات