خروج بريطانيا من الاتحاد: "الحبل ع الجرار"؟

سارعت أحزاب اليمين في أوروبا إلى التعبير عن سعادتها بتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما ينذر بأن الاتحاد يقبل على تحد جديد يهدد وحدته

خروج بريطانيا من الاتحاد: "الحبل ع الجرار"؟

سارعت أحزاب اليمين في أوروبا إلى التعبير عن سعادتها بتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما ينذر بأن الاتحاد يقبل على تحد جديد يهدد وحدته، إذ يبدو أن الأضرار الاقتصادية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد على الدول الأوروبية قادمة لا محالة وسيستغلها اليمين الأوروبي للدفع بفكرة الخروج من الاتحاد و'الاستقلال'.

وسجلت بورصات باريس ولندن وفرانكفورت تراجعًا كبيرًا عند افتتاحها، صباح اليوم الجمعة، متأثرة بقرار بريطانيا الخروج عن الاتحاد الأوروبي. إذ سجلت بورصة باريس تراجعًا نسبته 7,87% عند الافتتاح، ولندن أكثر من 7% فيما خسرت بورصة فرانكفورت أكثر من 10%. كما انخفضت كبرى المصارف البريطانية بنسبة 30% عند افتتاح بورصة لندن.

فيراج: 'الاتحاد الأوروبي يحتضر'

وقال نايجل فيراج، زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي إن بلاده تحتاج حاليًا إلى حكومة تدير خروج بريطانيا من الاتحاد، وإلى بدء مفاوضات في أقرب وقت ممكن حول شروط خروج البلاد.

وقال فيراج للصحافيين بعد تصويت أغلبية البريطانيين لصالح الخروج من التكتل الأوروبي 'الاتحاد الأوروبي يواجه الفشل. الاتحاد الأوروبي يحتضر'. وأضاف: 'أرجو أن نكون قد خلعنا أول حجر في الجدار وأتمنى أن تكون هذه هي الخطوة الأولى باتجاه أوروبا تضم دولا ذات سيادة'.

'خدمة جليلة لأوروبا'

ورحب حزب 'البديل من أجل ألمانيا' اليميني الصاعد بقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنه أسدى 'خدمة جليلة لأوروبا'. وقالت بياتريكس فون شتورش، نائبة رئيس حزب البديل ونائبة في البرلمان الاوروبي إن البريطانيين أسدوا خدمة جليلة لأوروبا من خلال قرارهم السيادي. وأضافت: 'نتطلع إلى أن نكون جيرانًا جيدين'.

وطالب النائب الهولندي اليميني المتطرف، غيرت فيلدرز، اليوم الجمعة بإجراء استفتاء حول إمكانية خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي بعد تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد.

وقال فيلدروز في بيان إنه 'يحق للهولنديين إجراء استفتاء أيضًا. حزب الحرية يطالب أيضا باستفتاء حول خروج هولندا من الاتحاد الاوروبي أو ’نيكسيت’'.

وقال فيلدرز: 'نريد أن نكون مسؤولين عن بلدنا وعن عملتنا وعن حدودنا بالسياسة الخاصة بنا للهجرة'، مضيفًا 'إذا أصبحت رئيسًا للوزراء فسيكون هناك استفتاء في هولندا'.

وأشار حزب الحرية في بيانه إلى استطلاع أخير للرأي أجراه التلفزيون الحكومي الهولندي يفيد أن غالبية الهولنديين يرغبون في إجراء استفتاء و'مزيد من الهولنديين يفضلون الخروج من الاتحاد الأوروبي على البقاء فيه'.

وأجرت هولندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، في نيسان/أبريل استفتاء حول اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وأوكرانيا. وعلى الرغم من نسبة المشاركة الضئيلة في الاستفتاء التي تجاوزت بالكاد المعدل المطلوب لصلاحيته، رفض ستون في المئة من المقترعين اتفاق الشراكة الذي يهدف إلى تعزيز الحوار السياسي والمبادلات السياسية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي وكييف.

ويفترض أن تجرى انتخابات في هولندا العام المقبل بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية حزب الحرية تزداد في مواجهة أزمة اللاجئين.

وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب فيلدرز سيحصل على أكبر عدد من الأصوات ليشغل 31 مقعدا من أصل 150 في البرلمان، أي أكثر من ضعف عدد مقاعده الحالية البالغ 15 مقعدا.

بدوره هنأ زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف في إيطاليا والمتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي، بريطانيا لتصويتها لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن إيطاليا ينبغي أن تكون التالية.

وكتب ماتيو سالفيني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك: 'أهلا بشجاعة المواطنين الأحرار... القلب والعقول والفخر يتغلبون على الأكاذيب والتهديدات والابتزاز. شكرا بريطانيا والدور علينا'.

اسكتلندا وإيرلندا الشمالية ترغبان بالبقاء

في المقابل، أعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجن، اليوم الجمعة أن اسكتلندا 'ترى مستقبلها داخل الاتحاد الأوروبي' بعد تصويت البريطانيين المؤيد للخروج من الاتحاد.

وقالت ستورجن زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي 'بانتظار النتيجة النهائية، يدل التصويت هنا (في اسكتلندا) على أن الاسكتلنديين يرون مستقبلهم داخل الاتحاد الأوروبي'.

وذكر حزب 'شين فين' القومي الإيرلندي، اليوم الجمعة، أن الحكومة البريطانية خسرت 'أي تفويض' لتمثيل مصالح الشعب في إيرلندا الشمالية بعد أن اختار الناخبون البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الاوروبي في استفتاء تاريخي.

وقال رئيس الحزب، ديكلان كيرني، في بيان إن الاستفتاء أسفر عن 'أصوات إنكليزية أسقطت رغبة الشعب هنا في شمال إيرلندا حيث صوت الجمهوريون والوحدويون والكاثوليك والبروتستانت لصالح البقاء'.

وأضاف كيرني أن النتيجة 'تغير بشكل كبير المشهد السياسي هنا في شمال إيرلندا وسوف نكثف قضيتنا للدعوة لتصويت عبر الحدود بموجب بنود اتفاق الجمعة العظيمة'، في إشارة إلى تصويت عبر الحدود بشأن إيرلندا موحدة.

وأنهى اتفاق الجمعة العظيمة الذي تم إبرامه عام 1998 بشكل رسمي عقودا من الصراع الطائفي في إيرلندا الشمالية.

اقرأ/ي أيضًا | كاميرون يستقيل: بريطانيا بحاجة إلى قيادة جديدة

واختار الناخبون في أيرلندا الشمالية البقاء داخل الاتحاد الأوروبي بأغلبية 56 في المئة خلال الاستفتاء الذي أجرى أمس الخميس.

التعليقات