العمال البريطاني يطيح بكوربن

قالت وسائل إعلام بريطانيّة إن حزب العمال البريطاني المعارض، حجب الثقة عن زعيمه اليساريّ، جيرمي كوربن، اليوم الثلاثاء، على خلفيّة اتهامه بالتقصير في منع رفض الخروج من الاتحاد الأوروبيّ.

العمال البريطاني يطيح بكوربن

نتائج الاستفتاء البريطاني تطيح بزعيم المعارضة بعد رئيس الوزراء؛ فقد قالت وسائل إعلام بريطانيّة إن حزب العمال البريطاني المعارض، حجب الثقة عن زعيمه اليساريّ، جيرمي كوربن، اليوم الثلاثاء، على خلفيّة اتهامه بالتقصير في منع رفض الخروج من الاتحاد الأوروبيّ.

ويأتي حجب الثقة عن كوربن وسط ضغوط كبيرة يتعرّض لها داخل حزبه، أبرزها استقالة عدد كبير من أعضاء حكومة الظل التي يشكّلها حزب العمال البريطاني، الذي يتزّعمه كوربن.

وقد صوّت 172 نائبًا من نواب البرلمان البريطاني عن حزب العمالي، أي ما نسبته 81% من الأعضاء، لصالح حجب الثقة عن كوربن، بينما منحه أربعون نائبًا الثقة، وامتناع 19 نائبًا عن التصويت.

ويتهمه المعارضون داخل حزبه بأنه لم يبذل جهدًا كافيًا في حملته بهدف بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، كما يعتبرون أن وجوده على رأس حزب العمال لا يترك أي فرصة للحزب في العودة إلى الحكم.

لكن هذا التصويت غير ملزم ورفض كوربن بحزم الرضوخ لما اعتبره 'انقلاب كواليس' مؤكدًا، مساء الثلاثاء، في بيان 'لقد انتخبت بشكل ديموقراطي رئيسًا لحزبنا من أجل سياسة جديدة من جانب ستين في المئة من أعضاء حزب العمال وأنصاره. لن أخونهم بالاستقالة. أن تصويت النواب اليوم لا يتمتع بأي شرعية دستورية'.

كما أعلن أنه سيترشح مجددًا في حال إجراء انتخابات لاختيار رئيس الحزب، مراهنًا هعلى قوته التي يستمدها من دعم أنصار الحزب، الذين تظاهر نحو عشرة آلاف منهم تأييدًا له أمام البرلمان مساء، أمس الإثنين، وتحتاج مذكرة حجب الثقة لإقرارها إلى جانب تصويت النواب، إلى مصادقة مجمل أعضاء الحزب، حيث لا يزال كوربن يحظى بشعبية واسعة؛ إذ توجه إلى مؤيّديه مخاطبًا إياهم 'لا تدعوا وسائل الإعلام ومن يريدون بنا سوءًا يقسموننا'.

يأتي ذلك في حين طلبت قيادة الحزب، مساء الإثنين، من كوربن 'القيام ببادرة مشرفة' لإنهاء أجواء مقيتة 'كارثية'، بحسب النائب شوكا أومونا. وشاهد صحافيون تجمعوا في طابور أمام القاعة نوابًا يغادرون متحدثين بتأثر عن 'مجزرة' و'ألم عميق' و'مأساة'.

اقرأ/ي أيضًا | الصحف البريطانية منقسمة: انتخاب كوربن زلزال سياسي

وتشهد بريطانيا أزمة سياسيّة حادّة منذ الاستفتاء، هي الأكبر في منذ الحرب العالمية الثانيّة، أوجدها قرار التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتتمثّل بثلاثة أوجه: داخل حزب المحافظين الحاكم أولًا، وثانيًا داخل حزب العمال، والثالثة في أوروبّا، حيث تعقد اجتماعات بصورة شبه دوريّة لبحث تداعيات القرار البريطاني.

المحافظون يبحثون عن قائد

والفوضى في حزب العمال تكاد تنسي الجميع أن حزب المحافظين، كذلك، غارق في إحدى أكبر الأزمات في تاريخه، فقد أعلن رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، استقالته، كما أعلن وزير المالية، جورج أوزبورن، اليوم، كما كان متوقعًا، أنه لن يترشح لخلافته. وقال 'لست الأفضل لمنح حزبي الوحدة التي يحتاج إليها'.

وكان كاميرون وأوزبورن أبرز المدافعين عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، واعتبرا أنه يتعين أن يتولّى شخص آخر التفاوض مع بروكسل على مغادرة بريطانيا.

وسيتم تنصيب الزعيم الجديد للمحافظين بحلول 9 أيلول/سبتمبر، بحسب ما أعلن الحزب، الثلاثاء، في أرجاء ليومين عن الموعد المعلن، الإثنين.

وتتجه الأنظار كلها إلى بوريس جونسون، الذي قاد معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد. لكن صحيفة تايمز أشارت، اليوم، إلى وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، كمرشحة تملك حظوظًا، أيضًا، لتولي المنصب، بحسب استطلاع.

وتيريزا ماي (59 عاما) المعروفة بمعارضتها للفكرة الأوروبية، كانت أحدثت مفاجأة حين أعلنت انضمامها لأنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنها حرصت على ألا تبرز في الحملة. وبحسب الكثير من المحافظين، فهي تمثل تسوية ممتازة للمصالحة داخل الحزب المقسم بين أنصار الاتحاد الأوروبي ومعارضيه.

ويغلق باب الترشيحات لرئاسة حزب المحافظين، الخميس. ويمنح بعد ذلك نواب الحزب ثلاثة أسابيع لاختيار مرشحين اثنين يصوت لانتخاب أحدهما أعضاء الحزب الـ150 ألفًا في صيف 2016.

وحتى الآن، لم يعلن الترشح رسميًا إلا وزير العمل ستيفن كراب، في حين أعلن وزير الصحة، جيريمي هانت، المؤيد للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أنه يفكر جديًا في الترشح.

ولم تعلق الملكة إليزابيث الثانية، التي 'تملك ولا تحكم' رسميًا، حتى الآن، على نتيجة استفتاء، الخميس.

ولكن حين صافحها نائب رئيس وزراء أيرلندا الشمالية، مارتن ماغينيس، يوم أمسٍ، الإثنين، أمام عدسات الكاميرات، قائلا لها 'صباح الخير، كيف الحال؟'، أجابت 'في كل الأحوال، لا أزال على قيد الحياة!'.

وأضافت الملكة التي احتفلت في نيسان/أبريل بعيد ميلادها التسعين 'نحن منشغلون جدًا، لقد حصلت عدة أمور'.

التعليقات