وزير الدفاع التركي: "دحر الانقلاب" نجح لكن الخطر قائم

يلدريم لمتظاهرين بأنقرة: فلنذهب إلى أشغالنا في النهار، وفي المساء بعد العمل نكمل السهرة في الميادين العامة. فمن يهاجمون شعبهم بالدبابات هم وحوش وإرهابيون تستروا بالزي العسكري وسيدفعون ثمن فعلتهم غاليا جدا

وزير الدفاع التركي:

اسطنبول، الليلة الماضية (أ.ف.ب.)

أكد وزير الدفاع التركي، فكري إيشق، فجر اليوم الاثنين، على نجاح "دحر الانقلاب" في البلاد، إلا أنه نفى زوال خطره بشكل كامل، معتبرا أن ما فعله الانقلابيون يوم الجمعة الماضي لم يفعله محتلون.

وفي خطاب ألقاه في الساعات الأولى من فجر اليوم، بمظاهرة "صون الديمقراطية" أمام منزل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في قضاء أوسكودار في القسم الآسيوي من مدينة إسطنبول، قال إيشق إنه "اعتبارا من اليوم تمَّ دحر الانقلاب، إلا أننا لا نستطيع القول بأن الخطر قد زال. من أجل ذلك يا سكان إسطنبول رجائي منكم، أن تمعنوا في كل تصريح يقوله رئيس الجمهورية، ولا تغادروا الميادين حتى يطلب منكم العودة إلى منازلكم".

واستطرد الوزير بالحديث عن الانقلابات التي شهدتها الجمهورية التركية في تاريخها، وما تخللها من سحق إرادة الشعب، والدوس على قيمه وقارنها بانقلاب الجمعة الماضي وقال إنه "لم نشهد محاولة انقلابية دنيئة ووضيعة كالتي حدثت مؤخرا. إلقاء الطائرات القنابل واستهداف الحوامات للمواطنين. إن بعض من احتلوا أراضينا في السابق لم يقدموا على فعل ما فعله هؤلاء".

ومن جانبه، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في خطابه الذي ألقاه في نفس المكان، أن تصدي الشعب التركي للانقلاب وإفشال مخططه، هو "أبلغ درس لمن يريد عرقلة مضي الشعب التركي قدما إلى الأمام".

وأكد قالن، على اتخاذ كافة مؤسسات الدولة، الخطوات المناسبة من أجل إبعاد شبح مثل هذه الانقلابات من مستقبل تركيا.

مدينة قهرامان مرعش (الأناضول)

تجدر الإشارة إلى أنَّ معظم الولايات التركية بمدنها، تشهد مظاهرات احتجاجية ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادتها عناصر تابعة لمنظمة "الكيان الموازي" داخل الجيش التركي، أُطلق عليها اسم مظاهرات "صون الديمقراطية".

وشدد إردوغان، أمس، على ضرورة مواصلة المواطنين مواقفهم الداعمة للشرعية وبقائهم في الميادين خلال الأسبوع الجاري، قائلا إن "هذا الأسبوع بالذات يعد مهما للغاية، لن نغادر الميادين، فأنتم من سيملؤها، وسنواصل طريقنا بشكل حازم".

وتصف السلطات التركية منظمة فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1998، بـ "الكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش، والوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة مساء الجمعة الماضي.

وفاجأ رئيس الوزراء بن علي يلدريم المتظاهرين في ساحة كيزيلاي في أنقرة ودعاهم إلى التظاهر كل ليلة.

وقال يلدريم إنه "فلنذهب إلى أشغالنا في النهار، وفي المساء بعد العمل نكمل السهرة في الميادين العامة".

وأضاف أن "من يهاجمون شعبهم بالدبابات لا يمكن أن يكونوا جنودا أتراكا. هؤلاء وحوش وإرهابيون تستروا بالزي العسكري وسيدفعون ثمن فعلتهم غاليا جدا".

وقتل أكثر من 290 شخصا في محاولة الانقلاب التي نفذتها مجموعة من العسكريين في تركيا ليل الجمعة السبت، وفق حصيلة رسمية جديدة أعلنت أمس.

وخلال المحاولة الانقلابية دارت اشتباكات استخدمت فيها طائرات مقاتلة ودبابات، وتخللها مظاهر عنف غير مسبوقة في أنقرة واسطنبول لم تسجل منذ عقود. وجرت المواجهات بين متمردين وقوات موالية للنظام إضافة إلى آلاف الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع.

التعليقات