هجوم ميونيخ: "عاش وحيدا فاكتأب ثم ارتكب مجزرة"

قالت الشرطة الألمانية، في مؤتمر صحافي لها، عُقد اليوم السبت، إنها تميل إلى فرضية أن مطلق النار في ميونيخ "مختل عقليًا"، مؤكّدة وودت أنها لم تجد ما يدل على علاقة له مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

هجوم ميونيخ: "عاش وحيدا فاكتأب ثم ارتكب مجزرة"

من مكان الحادث (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الألمانية، في مؤتمر صحافي لها، عُقد اليوم السبت، إنها تميل إلى فرضية أن مطلق النار في ميونيخ 'مختل عقليًا'، مؤكّدة وودت أنها لم تجد ما يدل على علاقة له مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وصرح قائد شرطة ميونيخ، هوبرتوس أندري، 'وجدنا عناصر تدل على أنه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليًا'، الذين ارتكبوا عمليات قتل وخصوصا كتب ومقالات في صحف. مضيفًا أنه ليس هناك 'أدنى علاقة' لمطلق النار بداعش.

كما أضاف قائد الشرطة أن المنفّذ له 'علاقة واضحة' بجرائم قتل عشوائي سابقة، حيث قال إن الشرطة تتعامل مع الحادث منذ يوم أمس على أنه شبيه بإطلاق النار الذي أوقع 77 قتيلًا في النرويج عام 2011، أي أن لا خلفيّة دينيّة أو عرقيّة وراء الهجوم.

وحول هويّته، قالت الشرطة إنه وُلِد وترعرع في ميونيخ، إلا أنّه إيرانيّ الأصل، ويبلغ من العمر 18 عامًا، لم يكن معروفًا لدى أجهزة الشرطة، مشيرًا إلى أنه كان يعيش 'منذ فترة طويلة' لوحده في العاصمة البافارية، وهو الأمر الذي دفعه، ربما، لأن يعيش كآبة، قد تكون قادته إلى تنفيذ جريمته، ويحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية.

وكانت الشرطة قالت أولا إنها 'تشتبه بعمل إرهابيّ'، لكنها لا تملك أي عناصر تؤكد أنه دافع إسلامي. إلا أنها تحفظت، بعدما تأكدت من أن مطلق النار تحرك بمفرده.

وقامت قوات الأمن، فجر اليوم، السبت، بعملية دهم في شقة في مبنى من عدة طوابق شمال وسط المدينة، لكن الشرطة لم تؤكد أنها شقة الألماني الإيراني الذي زرع الرعب قبل أن ينتحر.

وردًا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسيّة في المكان، قالت جارة تعرف الشاب إنه 'كان شخصا طيبًا، يضحك مثل كل شخص طبيعي'.

أثناء الخروج من المجتمع التجاري (أ.ف.ب)

وأكّدت دلفي دالبي (40 عاما)، التي تقيم في الطابق الأول، بينما كان الشاب يقطن في الشقة الخامسة، 'لم أره يومًا غاضبًا، ولم أسمع عن أيّة مشكلة له مع الشرطة أو مع الجيران'.

وفي تسجيل فيديو قصير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمسٍ، الجمعة، بُعيد إطلاق النار، يظهر رجل مصاب وهو يشتم رجلًا آخر يرتدي ملابس سوداء ويحمل مسدسًا وهو يقف على سطح المركز التجاري. قالت الشرطة إنه قد يكون منفذ الهجوم.

ويرد صوت يبدو أنه صوت المهاجم، على الجريح قائلا 'أنا ألماني، ولدت هنا. في حي هارتس 4'. ثم قال عبارة غامضة 'كنت أخضع للعلاج في مستشفى'.

وفي برلين، يفترض أن تلقي المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خطابًا ظهر اليوم، بعد الاجتماع مع الوزراء الرئيسيين في حكومتها، الذين قطع معظمهم عطلاتهم الصيفية.

وستنكس الأعلام في جميع أنحاء ألمانيا، تكريمًا لأرواح الضحايا الذين لم تكشف تفاصيل، أيضًا، عن أعمارهم أو جنسيّاتهم.

وفي ميونيخ، تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، بعدما عاشت المدينة حالة طوارئ حقيقية، إذ أن السلطات كانت تخشى وجود ثلاثة مهاجمين فارين في المدينة، مستندة في ذلك إلى شهادات.

وبدأت وسائل النقل المشترك تعمل تدريجيًا، صباح اليوم، بعدما توقفت ليلا.

تحت تأثير الصدمة

لكن ألمانيا ما زالت تحت تأثير الصدمة، بعد هذا الهجوم، الذي سبقه قبل أربعة أيام فقط، هجوم بساطور قام به في قطار في بافاريا، طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره، وقال إنه من داعش.

وكتبت الصحيفة المحليّة 'تي تسد' في عنوانها الرئيسي 'هجوم على ميونيخ'، بينما كتبت صحيفة محلية أخرى تدعى 'أبيندتسايتونغ' أن 'الأمر وصل إلينا. سكان ميونيخ كانوا يعتقدون أنهم آمنين. الخوف كبر بعد كل هجوم في باريس وإسطنبول وبروكسل'.

وأضافت 'منذ الجمعة، بات واضحًا أنه لم يعد هناك أمان في أيّ مكان، حتى في المدينة الأكثر أمانًا في ألمانيا'. وعلى الرغم من أن الدوافع ما زالت مجهولة، إلا أن إطلاق النار هذا يأتي في أجواء من التوتر في أوروبا.

فهذا الهجوم هو الثالث ضد مدنيين في أوروبا خلال أقل من عشرة أيّام، بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 تموز/يوليو، الذي أسفر عن سقوط 84 قتيلا، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.

وقبيل الساعة 18:00 من مساء أمس، الجمعة، أطلق الإنذار الأوّل، فقد قام الشاب الذي كان يرتدي ملابس سوداء كما ظهر في تسجيل لفيديو هواة، وهو يطلق النار على مارّة ويبتعد عن مطعم لسلسة ماكدونالدز قريب من المركز التجاري. وقد شوهد وهو يطلق النار والناس يفرون من أمامه.

اقرأ/ي أيضا: هجوم ميونيخ: حصيلة القتلى ترتفع لـ9 والمنفذ إيراني الأصل
ودخل الشاب بعد ذلك إلى المركز التجاري وواصل إطلاق النار، كما أفاد شهود عيان، قبل أن يلوذ بالفرار، بعدها أصيب برصاص أطلقته دورية للشرطة وعثر على جثته على بعد كيلومتر واحد. وبعدما أرسلت خبراء متفجرات للتأكد من أنه لا يحمل عبوات معه، لاحظت الشرطة أنه انتحر.

التعليقات