قطاع الأعمال في مرمى "تطهير" إردوغان

امتدت حملة "التطهير" التي تلت المحاولة الانقلابية في تركيا لتشمل قطاع الأعمال، مع توقيف ثلاثة من كبار الصناعيين، اليوم الجمعة، في إطار التحقيقات الكثيفة حول شبكة الداعية فتح الله غولن.

قطاع الأعمال في مرمى

امتدت حملة "التطهير" التي تلت المحاولة الانقلابية في تركيا لتشمل قطاع الأعمال، مع توقيف ثلاثة من كبار الصناعيين، اليوم الجمعة، في إطار التحقيقات الكثيفة حول شبكة الداعية فتح الله غولن.

ورغم الانتقادات الدولية حول اتساع و"تعسف" الإجراءات المتخذة، واصلت أنقرة حملة التطهير التي طالت الجمعة قطاع الاعمال على خلفية اتهام انصار غولن بالتغلغل في كل القطاعات والمؤسسات.

وأوقفت قوات الأمن مصطفى بويداك رئيس مجموعة بويداك القابضة في مدينة قيصري، مع اثنين من المسؤولين في مجموعته، هما شكرو وخالد بويداك اللذان أوقفا في منزلهما.

لا تزال الشرطة تبحث عن الرئيس السابق للمجموعة، حاجي بويداك، وإلياس وبكر بويداك، اللذين صدرت بحقهما مذكرة توقيف. وللمجموعة مصالح في قطاع الطاقة والمالية والأثاث وتملك علامتي "استقلال" و"بيلونا" الشهيرتين في تركيا.

وعمليات التوقيف هذه هي الأولى على ما يبدو في الأوساط الاقتصادية.

ويتولى مصطفى بويداك أيضا رئاسة غرفة التجارة في قيصري المدينة التي تشهد نموا متسارعا وتعتبر جزء من بلديات تعرف ازدهارا منذ قدوم إردوغان إلى السلطة في 2003.

"تطهير" الجيش

ويبدو أن حركة التغييرات الجذرية التي أدت إلى تسريح نصف الجنرالات وكبار الضباط، اكتملت في الجيش مع الإعلان عن تبديلات في المناصب القيادية العليا في ختام اجتماع للمجلس العسكري الأعلى في انقرة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم كالين، في وقت متأخر الخميس، تعيين نائب رئيس الأركان الجنرال يشار غولر قائدا لقوة الدرك، وتعيين قائد الجيش الأول الجنرال أوميد دوندار مساعدا لرئيس الأركان.

أما رئيس الأركان الجنرال، خلوصي أكار، الذي احتجزه الانقلابيون خلال محاولة الانقلاب منتصف تموز/ يوليو، فبقي في منصبه مثل قادة جيوش البر والجو والبحرية.

ولتعويض النقص الناجم عن عملية التطهير وإقالة 149 جنرالا وأميرالا، تمت ترقية بعض الضباط الأقل رتبة في الجيش التركي، وهو الثاني في الأهمية بعد الجيش الأميركي في حلف شمال الأطلسي.

وأعلن بيان بثته وكالة أنباء "الأناضول"، اليوم الجمعة، أن 99 كولونيلا تمت ترقيتهم إلى رتبة جنرال أو أميرال في حين أحيل 47 جنرالا وأميرالا الى التقاعد بمفعول فوري.

واستقبل الرئيس رجب طيب إردوغان ظهر الجمعة في القصر الرئاسي في أنقرة كبار القادة العسكريين، كما ذكرت محطات التلفزيون.

وتعرض الجيش بعد الانقلاب الفاشل لحملة تطهير واسعة شملت كذلك وسائل الإعلام وسلك القضاء وقطاع التعليم بدعوى التخلص من أنصار الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى في شمال الولايات المتحدة الأميركية والذي كرر نفيه أي علاقة له بالانقلاب.

وسائل الإعلام في الواجهة

وشملت حملة التطهير وسائل الإعلام أيضا، ويمثل الجمعة 21 صحافيا موقوفين أمام محكمة اسطنبول، وفق الأناضول، في حين أعلن صحافيون على تويتر عن تجمع أمام المحكمة تضامنا معهم.

ومن بين الصحافيين الموقوفين نازلي اليشاك، النائبة السابقة التي فصلت من صحيفة "صباح" المؤيدة للحكومة في 2013 بعد أن انتقدت وزراء متورطين في فضيحة فساد اتهمت أنقرة غولن بتدبيرها.

التعليقات