عين تركيا على مصر وسورية

​كشف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم السبت، خلال اجتماع مع وسائل إعلام محلية وعالمية، عن بلاده بصدد اتخاذ تدابير وإجراءات تخص ملف سورية، وأخرى تساهم في تطوير العلاقة الاقتصادية مع مصر.

عين تركيا على مصر وسورية

كشف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم السبت، خلال اجتماع مع وسائل إعلام محلية وعالمية، عن بلاده بصدد اتخاذ تدابير وإجراءات تخص ملف سورية، وأخرى تساهم في تطوير العلاقة الاقتصادية مع مصر.

وبحسب يلدريم، ستحاول تركيا تطوير علاقاتها مع مصر دون الاعتراف بالانقلاب الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح السيسي، والذي أفضى إلى وصوله لسدة الحكم، وتعهد ان تأخذ تركيا دورًا أكبر في الملف السوري.

تقسيم سورية خط تركي أحمر

وقال يلدريم، إن بلاده، ستبذل خلال الستة أشهر القادمة جهدًا كبيرًا وستكون أكثر فعالية في سورية مقارنة مع الفترة السابقة، لمنع تصاعد الخطر، مشددا 'هذا يعني عدم السماح بتقسيم سورية على أساس عرقي، لأن هذا الأمر ذو أهمية بالغة بالنسبة لتركيا'.

وأفاد يلدريم أن الأزمة خرجت من كونها سورية أو إقليمية لتصبح أزمة عالمية.

وأوضح يلدريم أن البلدان الرئيسية التي تعنيها الأزمة السورية في المنطقة هي تركيا والعراق والسعودية في الجنوب، وإيران في الشرق، فضلًا عن وجود قوات التحالف الدولي، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، التي دخلت على الخط في الأزمة، مضيفًا 'لم يبق أحد لم يحشر أنفه في الأزمة'.

وجدّد يلدريم دعوة بلاده للمجتمع الدولي بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية للحيلولة دون نزيف مزيد من الدماء وموت الأطفال والأبرياء، مشددًا أنه إذا كانت القوى العظمى تريد المنافسة والسباق فلتتنافس في مكان آخر دون التعرض لحياة الناس'.

وشدّد على أن تركيا ستبذل خلال الستة أشهر القادمة جهدًا كبيرًا وستكون 'أكثر فعالية مقارنة مع الفترة السابقة'، لمنع تصاعد الخطر والتوتر في المنطقة، مضيفًا: 'وهذا يعني عدم السماح بتقسيم سورية على أساس عرقي، لأن هذا الأمر ذو أهمية بالغة بالنسبة لتركيا'.

كما أكّد رئيس الوزراء التركي على أن الجهود التي ستبذلها بلاده ستحول دون تشكيل حكومة قائمة على أساس عرقي في سورية، التي عانت من مشكلة تمثيل أطياف المجتمع لأعوام عديدة، موضحًا أنها ستعمل على المساهمة في تشكيل حكومة تمثّل جميع شرائح المجتمع السوري وتحافظ على وحدة البلاد.

وأوضح يلدريم أن هذه الأمور هي الخطوط العريضة، أما فيما يتعلق بالتفاصيل فهنا قرار للأمم المتحدة بهذا الخصوص، لافتًا إلى السؤال الأهم هو في مصير رئيس النظام السوري الحالي بشار الأسد، وهل سيبقى في منصبه أم سيرحل.

وأضاف 'إن أيدي الأسد ملطخة بدماء 500 ألف إنسان، فهل يمكن لسورية أن تتحمله على المدى البعيد؟ هذا أمر مستحيل لأن أولئك الناس الذين فقدوا آبائهم وأطفالهم ومنازلهم لن يستوعبوا ذلك'، مشيرًا إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأميركية تُدركان جيدًا أن الأسد لا يمكنه أن يكون عنصرًا موحدًا ومصلحًا على المدى البعيد.

وفيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، أشار يلدريم إلى إمكانية إجراء عملية انتقال يتم التخطيط لها من خلال المفاوضات بين جميع الأطراف على طاولة الحوار، مبينًا أن مستقبل سورية بالنسبة لتركيا يجب أن يكون 'خاليًا من الأسد والمنظمات الإرهابية كـ 'داعش' و'بي كا كا' من أجل تحقيق السلام بشكل كامل'.

وأشار إلى صورة الطفل السوري عمران دقنيس، البالغ من العمر خمس سنوات، والذي انتشرت صورته مؤخرًا بعد إنقاذه من تحت حطام أحد المباني في حلب، فقال إن 'على الإنسانية أن تخجل من نفسها، لأنه ليس هناك ما هو أهم من مستقبل ذلك الطفل'، واستذكرا الطفل آيلان الكردي، الذي لفظت أمواج البحر جثته على شواطئ ولاية موغلا التركية في أيلول/ سبتمبر الماضي، مضيفًا أنه ينبغي الإقدام على خطوات من أجل حل الأزمة السورية دون تضييع أي وقت.

وفي معرض ردّه على سؤال حول تقييمه لاستهداف مقاتلات النظام السوري لمواقع الأكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد منذ يوم الخميس الماضي وتوجيه الولايات المتحدة الأميركية مقاتلات التحالف الدولي إلى أجواء المدنية على إثر ذلك، أبدى يلدريم استغرابه حيال هذا الأمر، قائلًا: 'هذا تطور جديد وغريب لم يحصل في وقت سابق، ويبدو أن النظام أدرك وجود خطة لتشكيل كيان كردي في الشمال يشكل خطرًا على البلاد'.

علاقات اقتصادية بمصر دون اعتراف بالانقلاب

أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم السبت، عن رغبة بلاده في 'إطلاق شارة البدء' بتطوير العلاقات مع مصر، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، دون الاعتراف بشرعية الانقلاب العسكري هناك.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده يلدريم مع ممثلي وسائل إعلام محلية ودولية، في مدينة إسطنبول، في معرض ردّه على سؤال حول مستقبل العلاقات التركية المصرية.

وأوضح يلدريم أن 'مصر شهدت انقلابًا عسكريًا على غرار بلاده، إلا أن الانقلابيين هناك نجحوا في إسقاط الحكومة على عكس ما جرى في تركيا'، داعيًا إلى عدم إشراك الشعبين التركي والمصري في الخلافات السياسية.

وشدّد يلدريم على أن 'شرعنة (اعتراف) أنقرة للانقلاب العسكري في مصر أمر غير وارد على الإطلاق، وفق ما صرّح به رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، في وقت سابق بخصوص تمسك بلاده بموقفها ضد الانقلابيين'.

وقال يلدريم إنه 'رغم كل ما سبق، نرى أن هناك حاجة لتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية مع مصر، كدولتين مطلتين على البحر الأبيض المتوسط، ولدينا وجهة نظر ثابتة في هذا الخصوص'.

ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن حكومته لا تتوقع تحسن العلاقات على أعلى المستويات خلال فترة قصيرة، لكنها ترى ضرورة 'إطلاق شارة البدء' في هذا الخصوص.

وأضاف يلدريم أن 'العديد من الدول اعترفت بشرعية الانقلاب العسكري بمصر في وقت مبكر، وقد يكون نجاح الانقلابيين هو السبب وراء ذلك، ولكن نحن لم نعترف به حتى الوقت الراهن ومتمسكون بموقفنا'.

وتشهد العلاقات بين القاهرة وأنقرة توترًا منذ إطاحة الجيش بمحمد مرسي من الحكم بعد عام من توليه المنصب، وبلغ التوتر ذروته في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، عندما اتخذت مصر قرارًا باعتبار السفير التركي 'شخصًا غير مرغوب فيه'، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل.

اقرأ/ي أيضًا | يلدريم: سنشهد تطورات جميلة في سورية

ومطلع الأسبوع الجاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قال أحمد أبوزيد إن بلاده ترحب بأي 'جهد حقيقي وجاد للتقارب مع تركيا على أساس القانون الدولي واحترام حسن الجوار والتعاون بين الجانبين'. 

التعليقات