إسرائيل صادقت على بيع برنامج التجسس على آيفون لدولة خليجية

يمكن للمشغلين تحديد موقعه والتنصت عليه وإنزال تطبيقات وتسجيل مكالمات والتقاط صور بواسطته، وإجراء مكالمات، وقراءة وكتابة رسائل نصية قصيرة وإيميلات، ودخول شبكات تواصل اجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"لينكد إن"، وإجراء مراسلات باسم صاحب الجهاز في "ماسنجر" و"سكايب".

إسرائيل صادقت على بيع برنامج التجسس على آيفون لدولة خليجية

مقر NSO في هرتسليا

قالت شركتان لأمن المعلومات، يوم أمس الخميس، إن شركة 'أبل' دعت المستخدمين إلى إجراء تحديث برامج التشغيل أجهزة الـ'آيفون' الموجودة بحوزتهم، وذلك بعد الكشف عن محاولة اختراق للجهاز من قبل شركة إسرائيلية.

وقالتا شركتا 'Lookout' و'Citizen' إنه كانت هناك محاولة لزرع برنامج تجسس في جهاز آيفون خاص بناشط من أجل حقوق الإنسان من الإمارات، ويدعى أحمد منصور. وبحسب الشركتين فإن كل الدلالات تشير بإصبع الاتهام إلى شركة 'NSO' الإسرائيلية، ومركزها في هرتسليا.

وبحسب تقرير نشرته 'يديعوت أحرونوت' فإن الشركة الإسرائيلية طورت برنامجا يمكن لمشغليه سحب معلومات عن بعد من أي جهاز خليوي من أي نوع في العالم بمجرد معرفة رقمه. وقد تأسست الشركة عام 2009.

ونقل عن الشركة الإسرائيلية 'NSO' قولها إنه تطور منتجات تهدف إلى مساعدة الحكومات في مكافحة الجريمة والإرهاب، وأن الشركة معروفة لهيئات رسمية مخولة بموجب قوانين التصدير الأمني. كما ادعت الشركة أنها لا تفعل الأجهزة لزبائنها، وإنما تطور التكنولوجيا فقط، وأن العقود الموقعة مع الزبائن تتضمن الاستخدام القانوني فقط للتكنولوجيا، وبهدف منع الجريمة والإرهاب.

وبحسب شركة 'Citizen' فإن منصور تلقى 'رنقة' (رسالة نصية قصيرة) بدت له مشبوهة. وفي الغداة تلقى رسالة أخرى بنص مماثل، تضمنت تزويده بأسرار جديدة بشأن معتقلين تعرضوا للتعذيب في الإمارات. كما تضمنت رابطا لموقع غير معروف.

وسارع منصور إلى إبلاغ الشركة التي باشرت بدورها التحقيق. ونقل عنه قوله إنه منذ العام 2011 كان هدفا لهجوم إلكتروني. وبحسب شركة أمن المعلومات فإن 'نطاق الإنترنت' يتبع لشبكة نطاقات تابعة لشركة 'NSO'.

أما شركة 'Citizen' فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن برنامجا لشركة 'NSO' الإسرائيلية مسؤول عن محاولة اختراق جهاز منصور.

وأشارت 'يديعوت أحرونوت' في هذا السياق إلى أنها نشرت في محلقها الاقتصادي 'كلكاليست' تحقيقا حول نشاط الشركة الإسرائيلية والصناعات السرية التي تعمل عليها. كما تناولت البرنامج الذي طورته والذي يتيح المجال لمفعلي البرنامج اختراق الأجهزة الخليوية بدون وساطة الشركة  الخليوية. كما أن صاحب الجهاز لا يمكن أن يشعر بوجود برنامج التجسس في جهازه.

وجاء أن تفعيل البرنامج بحاجة إلى معطى واحد فقط، هو رقم الجهاز، أو الرقم التسلسلي للجهاز، أو مكان الجهاز في لحظة معطاه.

وفي اللحظة التي يتم فيها زرع برنامج التجسس، يمكن للمشغلين تحديد موقعه والتنصت عليه وإنزال تطبيقات وتسجيل مكالمات والتقاط صور بواسطته، وإجراء مكالمات، وقراءة وكتابة رسائل نصية قصيرة وإيميلات، ودخول شبكات تواصل اجتماعي مثل 'فيسبوك' و'تويتر' و'لينكد إن'، وإجراء مراسلات باسم صاحب الجهاز في 'ماسنجر' و'سكايب'.

ويتضح أن هذه التكنولوجيا الخاصة بالشركة الإسرائيلية جعلها ضمن أبرز الشركات العالمية في هذا المجال، بحسب 'بلومبيرغ'. وبحسب تحقيق 'كلكاليست' فإن المجموعة تضمن 20 شركة إسرائيلية غالبيتها تنشط في المجال الإستراتيجي الذي يتيح لهيئات حكومية الحصول على صور استخبارية شاملة. 

ملاءمة برنامج التجسس الإسرائيلي لدول عديدة

الجدير بالذكر أن الحديث عن أن عملية التجسس على الناشط الحقوقي أحمد منصور لم يكن من قبيل الصدفة. فقد اعتقلت السلطات الإمارتية منصور، الذي ينشط في مجال الدفاع عن حقوق الأسرى السياسيين، وأيضا لأنه ينادي بالديمقراطية. وقبع منصور في السجن مدة ثمانية شهور في العام 2011. وبعد إطلاق سراحه تم سحب جواز سفره منه ومنعه من السفر.  

وكشفت 'يديعوت أحرونوت' بنسختها الورقية، اليوم الجمعة، عن أن شركة NSO حصلت قبل سنتين على تصريح من وزارة الأمن الإسرائيلية لبيع برنامج التجسس على الهواتف الخليوية إلى دولة خليجية. بينما أوضح تقرير نشرته صحيفة 'هآرتس' نقلا عن صحيفة 'نيويورك تايمز'، أن هذه الشركة الإسرائيلية لاءمت البرنامج كي يعمل في دول عديدة، وخلال السنوات الماضية استهدف برنامج التحسس الصحافي المكسيكي رفائيل كفرارا، الذي كشف فساد العائلة الحاكمة في بلاده، كما جرت ملاءمة البرنامج لأهداف في اليمن وتركيا وموزامبيق وكينيا والإمارات المتحدة، بلد الحقوقي منصور..

ولفت تقرير 'نيويورك تايمز' إلى أن المحققين من شركة Citizen وجدوا أن برنامج التجسس المذكور الذي أرسل إلى هاتف منصور كان مرتبطا بـ200 خادم حاسوب وبعضها مسجل باسم NSO، كما عثر المحققون في شيفرة البرنامج على وجود تطرق بشكل واسع إلى 'بيغاسوس' وهو اسم برنامج التجسس للشركة الإسرائيلية، وهو بمثابة 'حصان طروادة' يتسلل إلى الهاتف الخليوي ويسيطر عليه.

التعليقات