دعوات في كاليفورنيا الثرية للاستقلال

أطلقت حركة تدعى "نعم كاليفورنيا" حملة سلمية تطالب بإقامة "دولة كاليفورنيا المستقلة" والانفصال السلمي عن الولايات المتحدة الأميركية عبر استفتاء يقام في خريف 2019، بالتزامن مع مظاهرات في أجزاء مختلفة من البلاد؛ احتجاجًا على فوز دونالد ترامب

دعوات في كاليفورنيا الثرية للاستقلال

من إحدى تظاهرات الحركة (أ ب)

أطلقت حركة تدعى 'نعم كاليفورنيا' حملة سلمية تطالب بإقامة 'دولة كاليفورنيا المستقلة' والانفصال السلمي عن الولايات المتحدة الأميركية عبر استفتاء يقام في خريف 2019، بالتزامن مع مظاهرات في أجزاء مختلفة من البلاد؛ احتجاجًا على فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.

ودعت الحركة، في بيان على موقعها على شبكة الإنترنت، سكان كاليفورنيا إلى التطوع والتبرع للمساهمة في الاستعداد للاستفتاء والمشاركة في الحملة لـ'تحرير كاليفورنيا من الخاطفين' حسب البيان.

ويجيب الموقع عن 22 سؤالًا يتوقع أن يطرحها المواطن، في ملف يمكن تحميله من الموقع، وتوضح من خلال تلك الإجابات، بالأرقام، حجم الأموال المهدرة علي دعم الاتحاد الأميركي من قبل كاليفورنيا.

كما تعارض الحركة بشكل تام قيام الحرب والقتال وترفض إرسال أبناء الولاية إلى حروب الجيش الأميركي أو دفع الثمن عبر استهداف أبنائها بالهجوم من قبل ضحاياه.

وأكد البيان على رفض أي تحرك عنيف أو تحريضي ضد الولايات المتحدة، لكنه دعا إلى التحلي بالجرأة والشجاعة والحماس للدعوة، استعدادًا للاستفتاء الذي أطلق عليه 'CALEXIT'.

وفي تبريرها للانفصال عن الولايات المتحدة، قالت حركة 'نعم كاليفورنيا' إن اقتصاد الولاية هو سادس أقوى اقتصاد في العالم، ويأتي بعده في الترتيب دولة كبرى مثل فرنسا، ويتجاوز عدد سكان الولاية 38 مليون نسمة، ما يعادل عدد سكان بولندا، والولايات المتحدة تمثل الكثير مما يتعارض مع قيم كاليفورنيا.

وأضاف البيان أن الالتزام مع الولايات المتحدة لا يعني سوى مواصلة دعم الولايات الأميركية الأخرى، على حساب ثالث أكبر ولاية أميركية من حيث المساحة، بعد ألاسكا وتكساس.

و'نعم كاليفورنيا' لا ترفض فكرة التصدق على الآخرين، لكنها تستدرك في بيانها قائلة: 'عندما تفكر في أن البنية التحتية في ولاية كاليفورنيا تتهاوى، وأن مدارسنا العامة من بين الأسوأ في البلد بأكمله، وأن لدينا أكبر عدد من المشردين يعيشون بلا مأوى وأن معدلات الفقر لا تزال عالية، نجد أنه ليس الوقت المناسب للأعمال الخيرية'.

ولفت البيان إلى أن 'خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في حزيران/يونيو الماضي، واحد من الأمور التي ألهمت القائمين بالحركة'.

وتطرح الحملة تسع نقاط أساسية تجعل من الاستقلال مبررًا وضروريًا لكاليفورنيا وللمجتمع الدولي. وترى أن السلام والأمن سوف يتحققان بعد الانفصال عن الجيش الأميركي الذي يهاجم الدول الأخرى، وبالتالي تكون الولاية معرضة للهجوم فضلًا عن اضطرار أبنائها لمحاربة الاخرين وتجبر كاليفورنيا على مواصلة الدعم المادي للجيش بأموال طائلة.

وأشار البيان إلي أن ولاية كاليفورنيا لم تساهم فعليا في اختيار رئيس أميركي منذ عام 1876، قائلًا: 'غالبا يعرف الناس بالرئيس القادم قبل فرز أصوات كاليفورنيا'، نظرًا لاختيار الرئيس من قبل المجمع الانتخابي قبل إعلان نتائج الولايات، ويتساءل 'لماذا نخضع أنفسنا لرؤساء لم نلعب أي دور في انتخابهم؟'.

ونوه البيان إلى الصعوبات التي تواجهها الشركات في كاليفورنيا لوجودها ضمن النظام التجاري للولايات المتحدة. كما تشكل الأعباء الضريبية ضغطا هائلا على الولاية وتذهب في النهاية إلى غيرها من الولايات.

وتعترف الحركة حديثة التأسيس بمميزات التنوع الثقافي عبر استقبال المهاجرين، لكنها تستنكر عدم الاهتمام بالاحتياجات الاقتصادية والثقافية المرتبطة به مما أضر بالولاية، كما تستنكر سيطرة الولايات المتحدة على 46% من الثروة التعدينية والغاز الطبيعي للولاية.

ورأت الحملة التي تهدف إلى استقلال كاليفورنيا أنه يمكن تمويل برامج الرعاية الصحية بمبالغ ضخمة لصالح الملايين ممن يفتقرون إلى الرعاية الصحية بالولاية.

ورغم وجود بعضًا من أفضل الجامعات في العالم فيها إلا أن مدارس كاليفورنيا هي من بين الأسوأ في البلاد، طبقًا للبيان الذي يؤكد أن الاستقلال يعني التحرر من سياسات التعليم الاتحادية التي تصنع نموذجا واحدا وترى أنه يناسب الجميع.

وفاز المرشح الجمهوري، ترامب، برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، التي نافسته فيها عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون.‎‏

وشهدت مناطق مختلفة من الولايات المتحدة مظاهرات؛ احتجاجًا على فوز ترامب، منتقدين التصريحات التي أدلى بها خلال حملته بشأن المهاجرين والمسلمين وغيرها.

و'نعم كاليفورنيا' حركة سياسية تأسست في أغسطس/آب 2016، هدفها استقلال كاليفورنيا، وتتابع نشاطاتها بشكل قانوني في إطار 'حزب كاليفورنيا الوطني' ويرأسها زعيم الحزب السابق، لويس مارينيللي.

وتعارض الحركة السياسات الخارجية لأميركا مثل إرسال القوات العسكرية لشن الحروب في الخارج، كما تنتقد الحركة بشدّة العلاقات الخارجية لواشنطن، أيضًا، وتسعى للتقارب مع روسيا والدول الشرقية والآسيوية بدلا من الاتحاد الأوروبي.

إلا أنه بحسب مراقبين، فإن نقطة ضعف الحركة هي اعتمادها على القيادة الفردية، وتأثرها بشخصية مارينيللي الزعيم الشاب السابق، كما أنها لم تحصل إلا على 6 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة داخل كاليفورنيا، في التنافس مع الجمهوريين والديمقراطيين ما يبين أن أمام هذه الحركة درب طويل لتحقيق أهدافها.

التعليقات