مظاهرات ضخمة مناهضة لترامب "ليست إلا البداية"

اتسمت المظاهرات التي خرجت في مدن أميركية كبرى، احتجاجًا على وصول رجل الأعمال الجمهوري، دونالد ترامب، للبيت الأبيض بالارتجالية، إذ نظمها على عجل شبان أميركيون من خلفيات وأجندات مختلفة.

مظاهرات ضخمة مناهضة لترامب "ليست إلا البداية"

إحدى التظاهرات (أ ب)

اتسمت المظاهرات التي خرجت في مدن أميركية كبرى، احتجاجًا على وصول رجل الأعمال الجمهوري، دونالد ترامب، للبيت الأبيض بالارتجالية، إذ نظمها على عجل شبان أميركيون من خلفيات وأجندات مختلفة.

لكن بالنظر إلى بقاء ترامب لأربع سنوات في السلطة وسيطرة حزبه على مجلسي الكونغرس، يبدأ الناشطون في الاستعداد لحركة احتجاجية يأملون أن تكون هي الأطول في الولايات المتحدة منذ حركة 'احتلوا وول ستريت'.

ومن المقرر خروج مسيرات، اليوم السبت، في نيويورك ولوس أنجليس، من المتوقع أن تكون حاشدة، بعد إعلان الشرطة الأميركية، اليوم، عن مقتل متظاهرة خلال مواجهات مع الشرطة ضد فوز ترامب، في مدينة بورتلاند، عاصمة ولاية أوريغون، شمالي البلاد، في حين أعلنت شرطة نيويورك اعتقال 11 متظاهرًا، بحسب موقع صيفة 'نيويورك تايمز'.

كما سينظم احتجاج في واشنطن يوم 20 كانون الثاني/يناير، عندما يخلف ترامب الرئيس باراك أوباما، وليست هذه الاحتجاجات 'إلّا مجرد بداية'، وفقًا لما يقوله منظموها.

وقال آل شاربتون، وهو أحد قادة الحقوق المدنية في نيويورك، إن المحتجين المناهضين لترامب يجب أن يحذوا حذو الجمهوريين في معارضاتهم لسياسات أوباما، مضيفًا أن تلك المناهضة بدأت بداية طبيعية وتطورت، في ما بعد، إلى حركة حزب الشاي وأدت في نهاية المطاف إلى انتخاب ترامب.

وتابع 'لن نكون كريهين مثلهم، لكننا سنكون على نفس القدر من الإصرار. لن ينتهي هذا'.

واندلعت مظاهرات حاشدة، الأسبوع الماضي، في نحو 12 مدينة أميركية كبيرة، من بينها بوسطن وسان فرانسيسكو وبالتيمور. وتحولت احتجاجات في بورتلاند بولاية أوريغون وبيركلي في كاليفورنيا إلى العنف، إذ أضرم المحتجون النار واشتبكوا مع الشرطة.

وفي بادئ الأمر، وصف ترامب المحتجين على تويتر بأنهم 'محتجون محترفون يحرضهم الإعلام'، لكنه عدّل لهجته لاحقًا، وقال إنه معجب 'بتحمسهم'.

تظاهرة غاضبة ضد ترامب (أ ب)
تظاهرة غاضبة ضد ترامب (أ ب)

- 'سنكون فاعلين'

وقال تي.جيه. ويلز، الذي تطوع للعمل في الحملة الانتخابية الفاشلة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة، هيلاري كلينتون، إن قراره تنظيم احتجاج ليل الخميس عند فندق ترامب الدولي بواشنطن قرب البيت الأبيض كان عفويًا.

وأضاف ويلز، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، ويعيش في ضاحية واشنطن في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند، ويعمل في مجال الموارد البشرية 'أخبرت عددا قليلا من الأصدقاء فحسب، وفي غضون ساعات قليلة انضم المئات'.

وأشار إلى أنه يأمل أن يصبح الاحتجاج هو الأول ضمن مظاهرات كثيرة مماثلة.

وقال 'بدءًا بيوم التنصيب وحتى خروجه من السلطة علينا أن نتأكد أنه إذا كان هناك ما سيقرره ولا توافق عليه أغلبية الأميركيين الذين صوتوا لهيلاري كلينتون، فإننا سنكون فاعلين بهذا الشأن'.

وصوت نحو 59.5 مليون أميركي لترامب، أي أقل من عدد الأصوات التي حصلت عليها كلينتون، وهو 59.7 مليون صوت لكن أداء ترامب القوي في ولايات متأرجحة، كولاية ميشيغان منحه نصرا حاسما في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس في نهاية المطاف.

وأشار معارضون إلى سجل ترامب بوصفه زعيم حركة بيرثر، التي ادعت أن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، كما أشاروا إلى وعوده بترحيل المهاجرين الذين يعيشون في البلاد دون وثائق رسمية ويقدر عددهم بنحو 11 مليون شخص.

وقال والتر سمولاريك، أحد منظمي الاحتجاجات إن أعضاء تحالف أنسر، وهي جماعة احتجاجية أميركية واسعة النطاق، شاركوا في مظاهرات الأسبوع الماضي ويستهدفون جذب عشرات الآلاف إلى مسيرة مناهضة لترامب يوم التنصيب.

وأضاف 'سيتصدى الشعب لأجندة ترامب منذ اليوم الأول'، موضحًا أن الجماعة تعتزم مواصلة التظاهر طوال فترة ترامب الرئاسية التي تمتد أربع سنوات.

ويتحدث ترامب منذ فوزه، يوم الثلاثاء، بنبرة أكثر اعتدالا مقارنة بتصريحاته أثناء الحملة الانتخابية، الأمر الذي جعل بعض ناشطي الحقوق المدنية ينتظرون ليروا ما سيفعله ترامب قبل الانضمام إلى الاحتجاجات.

وقال المدير التنفيذي القومي لرابطة مواطني أميركا اللاتينية المتحدة، برنت ويلكز، 'لا أعتقد أن ترامب يستجيب جيدا للاحتجاجات'.

وأضاف أنه مستعد للانتظار حتى يرى هل ستصبح تصرفات ترامب أكثر اعتدالًا مما كانت عليه أثناء الحملة الانتخابية، وقال إنه إذا لم يحدث ذلك 'فإننا سنكون هناك في الشوارع'.

اقرأ/ي أيضًا | استمرار المظاهرات احتجاجا على فوز ترامب

التعليقات