مئات الآلاف يشاركون بجنازة رفسنجاني

شبان يتظاهرون في شوارع مؤدية إلى الجنازة رافعين شعارات مؤيدة للمعارض مير حسين موسوي* البيت الأبيض وجه رسالة تعزية في ما يعد سابقة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1979

مئات الآلاف يشاركون بجنازة رفسنجاني

(أ.ف.ب)

شارك مئات الآلاف اليوم، الثلاثاء، في طهران في تشييع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أركان الجمهورية الإسلامية الذي توفي أول من أمس، الأحد، عن 82 عاما.

وأم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صلاة الجنازة على رفسنجاني، المحافظ المعتدل الذي عرفه بموافقه البرغماتية، مشيدا بذكراه بعيد إعلان الوفاة رغم "خلافهما" في الرأي. ورافقه في الصلاة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وشقيقه رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني.

ونقل التلفزيون الرسمي الايراني التشييع بالبث الحي حيث حمل بعض المشاركين صور رفسنجاني وخامنئي باسمين جالسين جنبا إلى جنب. ورفعت سيدة لافتة كتب عليها "وداعا أيها المناضل القديم".

كما شاركت شخصيات من مختلف الأطياف السياسية والعسكرية في الجنازة التي جرت في حرم جامعة طهران، بينهم الرئيس حسن روحاني وقائد فيلق القدس (العمليات الخارجية) في قوات حرس الثورة الإسلامية اللواء قاسم سليماني.

وسيدفن جثمان الرئيس السابق في جنوب طهران في مرقد آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في 1979 الذي كان مقربا منه.

وأعلن الثلاثاء يوم إجازة وأغلقت بعض شوارع وسط طهران وتم توفير وسائل النقل العامة مجانا لإفساح المجال أمام سكان العاصمة للمشاركة بأعداد كبيرة في الجنازة.

ونشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل بدا فيها شبان يتظاهرون في شوارع مؤدية إلى جامعة طهران رافعين شعارات مؤيدة للمعارض مير حسين موسوي.

وكان موسوي الموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ 2011، أحد قادة حركة الاحتجاجات في 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية والتي قمعتها السلطات بعنف.

كذلك أطلقت مجموعات صغيرة هتافات مؤيدة للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الذي كان حليفا مقربا من رفسنجاني لتشكيل تحالف بين الإصلاحيين والمعتدلين.

ووجه البيت الأبيض رسالة تعزية في ما يعد سابقة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1979. وقال المتحدث باسمه جوش ارنست، إنه "كان الرئيس السابق رفسنجاني شخصية مرموقة في تاريخ جمهورية إيران الإسلامية والولايات المتحدة تقدم تعازيها إلى عائلته وأحبته".

وأضاف أن رفسنجاني "كان شخصية مهمة في إيران. ولكني لن أتكهن بما سيكون لهذا من تأثير على السياسة الإيرانية".

وتشكل وفاة رفسنجاني، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أيار/مايو، خسارة كبرى لروحاني الذي استفاد من دعمه ويفترض أن يترشح لولاية ثانية من أربع سنوات.

ويترتب على خامنئي أن يعين سريعا خلفا لرفسنجاني على رأس مجمع تشخيص مصلحة النظام، يشكل توجهه السياسي عاملا حاسما في توازن السلطة في مؤسسات الدولة التي يهيمن المحافظون على أغلبها.

 

التعليقات