بدء إجراءات "بريكست" بات وشيكا

وبين الملفات الشائكة هناك كلفة الخروج من الاتحاد إذ يمكن أن تطالب المفوضية البريطانيين بمبلغ يمكن أن يصل إلى ستين مليار يورو، كما ذكرت مصادر أوروبية عدة. وهذا المبلغ يعادل قيمة الالتزامات التي قطعتها لندن في إطار مساهمتها في ميزانية الاتحاد

بدء إجراءات

ماي (أ.ف.ب.)

يبدو أن بدء إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بات وشيكا، إذ أن النواب البريطانيون سيناقشون اليوم، الاثنين، في قراءة ثانية، مشروع القانون الذي يسمح للحكومة بتفعيل هذه الإجراءات وسيتيح في حال تبنيه ببدء العملية اعتبارا من غد.

ويمكن أن يقر مجلسا البرلمان البريطاني نهائيا اعتبارا من مساء اليوم النص الذي تمت الموافقة عليه في قراءة أولى من قبل النواب مطلع شباط/فبراير وأدخلت تعديلات عليه في مجلس اللوردات.

وقال وزير بريكست، ديفيد ديفيس، إنه "سأطلب من النواب إرسال النص إلى مجلس اللوردات بشكله الأصلي لنتمكن من بدء بناء بريطانيا تلتفت باتجاه العالم وشراكة قوية مع الاتحاد الأوروبي".

وكان اللوردات تقدموا بتعديلين يطالب أحدهما بحماية حقوق ثلاثة ملايين أوروبي يعيشون في بريطانيا، وينص الثاني على أن يكون البرلمان صاحب القرار الأخير حول الاتفاق الذي سيبرم مع المفوضية الأوروبية.

وكانت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، رفضت حتى الآن إعلان موعد محدد لتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة لبدء سنتين من مفاوضات الخروج من الاتحاد.

واكتفت ماي بالقول، يوم الخميس الماضي، في بروكسل بعد ثمانية أشهر ونصف الشهر على الاستفتاء الذي قرر فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد، إن "شركاءنا الأوروبيين أفهمونا بوضوح أنه يجب السير قدما في المفاوضات، وأنا أرى ذلك أيضا".

ويمكن أن يعقد قادة الدول ال27 الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قمة في السادس من نيسان/أبريل تهدف إلى تحديد "الخطوط التوجيهية" للمفاوضات المقبلة. وسيسعى الأوروبيون إلى إظهار وحدتهم في مواجهة بريطانيا التي قد تستغل الانقسامات داخل التكتل.

وبين الملفات الشائكة هناك كلفة الخروج من الاتحاد إذ يمكن أن تطالب المفوضية البريطانيين بمبلغ يمكن أن يصل إلى ستين مليار يورو، كما ذكرت مصادر أوروبية عدة. وهذا المبلغ يعادل قيمة الالتزامات التي قطعتها لندن في إطار مساهمتها في ميزانية الاتحاد.

وهناك مصير الأوروبيين المقيمين في بريطانيا والبالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين شخص. وهؤلاء ترفض ماي ضمان حقوقهم قبل الحصول على ضمانات مماثلة ل1,2 مليون بريطاني يعيشون في الاتحاد الأوروبي.

ويفترض أن تستمر المفاوضات سنتين لكن مهمة إنجازها ستكون هائلة للتوصل إلى "الانفصال الأكثر تعقيدا في التاريخ" على حد قول الوزير المحافظ السابق وليام هيغ.

التعليقات