هل اغتالت المخابرات الأميركية صحافيا؟ حقائق أخرى يكشفها "ويكيليكس"

في السياق ذاته، أشار موقع "هيفي" الأميركي، الثلاثاء الماضي، أن واقعة وفاة الصحافي مايكل هاستينغز، جاءت مباشرة بعد نشره مقال بعنوان "لماذا يحب الديمقراطيون التجسس على الأميركيين" على موقع "بازفيد" في حزيران/يونيو 2013.

هل اغتالت المخابرات الأميركية صحافيا؟ حقائق أخرى يكشفها "ويكيليكس"

(أ.ب)

'الله وحده يعرف ما تمتلكه وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لأن لديها القدرة على اختراق أي شيء تقريبًا'، حقيقة أعلنها الرئيس التنفيذي لمركز الفضاء الافتراضي الإستراتيجي والعلوم الأمنية الكندي، رييتشارد زالوسكي، لموقع 'إت ورد كندا'، تعليقًا على كشف موقع 'ويكيليكس' في السابع من آذار/مارس الجاري، عن استخدام المخابرات الأميركية برامج تجسس خبيثة تخترق أغلب الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت.

وأشارت تلك الوثائق، التي تعد الأكبر من حيث حجم المعلومات التي تم اختراقها وتخص المخابرات الأميركية، إلى قدرة هذه البرامج الخبيثة على اختراق بداية من الحواسب الشخصية، والسيارات، وصولًا إلى أجهزة التلفزيون المغلقة، على غرار شاشات التلفزيون الذكية.

ورغم قدرات المخابرات الأميركية الهائلة على التجسس على أنظمة التشغيل 'ويندوز' و'أندرويد' و'آي أو أس' و'أو أس أكس' و'لينكس' وغيرها من أنظمة التشغيل، إلا أن تسريب 'ويكيليكس' حمل أيضًا رسائل وحقائق مطمئنة للمستخدمين العاديين.

ـ تطبيقات آمنة

من جهته، نوه موقع 'بلومبرغ'، في التاسع من مارس الجاري، إلى أن طرق التجسس التي كشفت عنها وثائق 'ويكيليكس' أظهرت عدم تمكن هذه الأساليب من اختراق أو فك شفرات التطبيقات الشائعة بين المستهلكين العاديين مثل: 'سيغنال'، و'واتساب'.

ونقل 'بلومبرغ'، عن شركة 'أوبن ويشبر سيستم' المنتجة لتطبيق 'سيغنال' وتدعم تشفير برنامج 'واتس آب'، تصريح القائمين عليها والذي جاء فيه: 'يعتمد كشف ويكيليكس، على أن المخابرات الأميركية تعمل على نقل برامج ضارة وخبيثة إلى أجهزة الهاتف، وبناء عليه هذه الآلية لم تتمكن من فك شفرة برنامج سيغنل'.

ويوضح 'بلومبرغ' أن المختص بالقرصنة يتجه عادة إلى اختيار المسار الأقل مقاومة، وهو ما يفسر حفاظ تطبيقي 'واتساب' و'سيغنال'، بقدر من الحماية، إذ تحتاج تلك التطبيقات لمجهود كبير من المهاجم، وتجعل عمله أصعب، وذلك مقارنة بالمكالمات الهاتفية والرسائل النصية العادية.

وفي تقرير لموقع 'تيك كرانش'، وحمل عنوان 'لست مطالبًا بحذف التطبيقات المشفرة مثل سيغنال من جهازك'، أشار الرئيس التقني لمركز الديمقراطية والتكنولوجيا الأميركي، جوزيف هال، إلى أن تسريبات 'ويكيليكس' لم تحتو على أي دليل يوضح تعرض التطبيقات المشفرة مثل 'سيغنال' لعمليات اختراق.

'التطبيقات المشفرة مثل سيغنل، واحدة من أكثر الوسائل القوية لحماية اتصالاتك الخاصة، وتسريبات ويكيليكس، لم تغير تلك الحقيقة الآن، ولكن لا يوجد إجابة مثالية تدلك على كيفية البقاء في أمان من استغلال واختراق هذه الحكومات القوية جدًا'، يقول 'هال' موجهًا حديثه لمستخدمي الهواتف النقالة.

ـ حادث سيارة يعود للعلن

وعلى صعيد آخر، أسفر تسريب 'ويكيليكس'، الأخير إلى عودة واقعة وفاة صحافي التحقيقات الحربية الأميركي، مايكل هاستينغز، الذي عمل في كل من العراق وأفغانستان، مجددًا إلى العلن.

وذكرت صحيفة 'ذا صن' البريطانية، الأربعاء الماضي، أن حادث اصطدام سيارة 'هاستينغز' المرسيدس المكشوفة، والتي كانت من طراز 'سي 250' بشجرة في مدينة لوس أنجلوس الأميركية في 2013، قد يندرج في إطار 'نظرية المؤامرة' خاصًة بعد كشف 'ويكيليكس' عن إمكانية المخابرات الأميركية في اختراق أنظمة السيارات لتنفيذ عمليات اغتيال عن بعد.

ونقلت الصحيفة، في تقرير حمل عنوان 'هل اغتالت المخابرات الأميركية صحافيًا؟'، تصريحات كان أدلى بها ريتشارد كلار، المستشار السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في عهد الرئيس الرئيس رونالد ريغان، لموقع 'هافينغتون بوست'، في 2013، قال فيها إنه 'من الممكن أن تكون الحكومة وراء اغتيال هاستينغز، عن طريق هجوم مرتبط بآليات الإنترنت'.

وكانت الحادثة مثار جدل عند وقوعها لعدم تمكن التحقيقات من كشف أسبابها، خصوصا مع تأكيد الطب الشرعي وتقارير السموم أن المواد المخدرة لم تكن وراء الحادث.

وبحسب ما ورد في موقع شبكة 'سي دابليو 6 سان ديغو' الإعلامية بتاريخ 8 تموز/يوليو 2013، ادعى الصحافي مايكل هاستينغز، قبل وفاته أنه 'تلقى تهديدات بالقتل من أحد أعضاء مجموعة 'ماكريستال' الاستشارية العسكرية، بسبب عدد من المعلومات التي سردها في كتابه الخاص بالحرب الأميركية في أفغانستان والذي حمل اسم 'المنفذون: الهمجية والخوف داخل قصة حرب أميركا في أفغانستان'.

وفي السياق ذاته، أشار موقع 'هيفي' الأميركي، الثلاثاء الماضي، أن واقعة وفاة الصحافي مايكل هاستينغز، جاءت مباشرة بعد نشره مقال بعنوان 'لماذا يحب الديمقراطيون التجسس على الأميركيين' على موقع 'بازفيد' في حزيران/يونيو 2013.

وتعد مجموعة 'ماكريستال'؛ شركة استشارية أسسها جنرال متقاعد في الجيش الأميركي يدعى ستانلي ماكريستال ألين، أقاله الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في 2010، عندما كان يتولى منصب قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو‏)‏ والقوات الأميركية في أفغانستان.

وبالعودة إلى التقارير التي نُشرت حول أسباب إقالة الجنرال ماكريستال، كان حوار أجراه الصحافي المتوفي مايكل هاستينغز، مع الجنرال ماكريستال، لصالح موقع 'رولينغ ستون'، في حزيران/يونيو 2010، سببًا في استغناء أوباما عنه.

وقيل حينها أن ذلك الحوار كان بمثابة 'أزمة' كبيرة لأنه حمل الكثير من الإهانات الشخصية لأفراد من الإدارة الأميركية في ذلك الوقت، وعلى رأسهم نائب الرئيس جون بايدن، الذي تحدث عنه 'ماكريستال' في الحوار قائلًا إن استراتيجيته 'قصيرة المدى وستؤدي إلى الفوضى في أفغانستان'.

تجدر الإشارة إلى أن بيان ويكيليكس، لفت إلى أن مجموعة الوثائق التي تم الكشف عنها منذ أيام، أطلق عليها اسم 'القبو 7'، وتستعرض تقنيات القرصنة التي استخدمتها المخابرات الأميركية من أجل التجسس في الأعوام ما بين 2013 و2016.

وتتكون المجموعة الأولى من هذه الوثائق، والمسماة 'السنة صفر'، من 8 آلاف و761 وثيقة تم الحصول عليها عبر الإنترنت من قاعدة بيانات عالية الأمان في مركز الاستخبارات الأميركي، بمقر الوكالة في 'لانغلي'، بولاية فرجينيا.

 

التعليقات