إيطاليا تبحث مع قبائل ليبية الهجرة غير الشرعية

الاتحاد الأوروبي يعتزم تقديم مساعدات تقنية لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليا. ومن بين المساعدات طائرات استطلاع من دون طيار، وطائرات مروحية، وهواتف تعمل بالقمر الاصطناعي من أجل أغراض استطلاعية، وذلك بهدف التصدي لتسلل المهاجرين.

إيطاليا تبحث مع قبائل ليبية الهجرة غير الشرعية

تزامن توجه وفد من ثلاثة قبائل ليبية متصارعة في الجنوب الغربي للبلاد إلى العاصمة الإيطالية روما، الأحد، مع تسريب أسبوعية ألمانية لخبر بحث الاتحاد الأوروبي إمكانية إرسال بعثة شرطية أوروبية إلى جنوب ليبيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

وذكرت صحيفة فيلت أم زونتاج الألمانية الأسبوعية، نقلا عن دبلوماسيين أوروبيين رفيعي المستوى، أن "هيئة شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية تبحثان حاليا إمكانية إرسال بعثة شرطية من الاتحاد الأوروبي إلى جنوب ليبيا".

وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تقديم مساعدات تقنية لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليا. ومن بين المساعدات طائرات استطلاع من دون طيار، وطائرات مروحية، وهواتف تعمل بالقمر الاصطناعي من أجل أغراض استطلاعية، وذلك بهدف التصدي لتسلل المهاجرين المنحدرين من الدول الإفريقية المجاورة لليبيا كالنيجر وتشاد والسودان.

ونقلت الأسبوعية الألمانية في عددها الأخير، عن الدبلوماسيين أنه من الممكن أيضا أن ترسل دول بصورة فردية كإيطاليا أفراد شرطة وأشخاصا مختصين بحماية الحدود في إطار مساعدات ثنائية.

وبالتوازي مع ذلك، كشف، اليوم الإثنين، أحد مشايخ طوارق ليبيا، للأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن وفدا يتكون من قبائل الطوارق، والتبو، وأولاد سليمان، توجه الأحد إلى روما، لبحث عدة ملفات من أبرزها ملف السلام وتحقيق المصالحة بين قبائل الجنوب، والتنمية في المنطقة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب، والهجرة الغير شرعية، وحماية الحدود.

وتسيطر قبائل الطوارق والتبو على المعابر البرية في الجنوب الغربي خاصة مع الجزائر والنيجر وتشاد، كما تنتشر قبيلة أولاد سليمان في مدينة سبها عاصمة إقليم فزان، وفي مناطق وسط الصحراء الليبية إلى غاية بلدة هراوة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وعلاوة على القبائل الثلاثة، تنتشر قبيلتي القذاذفة والمقارحة، المواليتين للنظام السابق، في سبها وبلدة براك الشاطئ، ولكن تم استبعادهما من الاجتماع، كما غابت قبيلة الزوي التي تنتشرة في بلدة الكفرة في أقصى الجنوب الشرقي بالقرب من الحدود مع السودان، مما يوحي أن الرهان الأكبر بالنسبة للاتحاد الأوروبي يتمثل في الجنوب الغربي أكثر من الجنوب الشرقي لليبيا.

حيث يتدفق أغلب المهاجرين غير الشرعيين من غربي إفريقيا إلى النيجر وتشاد ومنه إلى الحدود الجنوبية الليبية، قبل أن يتوجهوا إلى السواحل الغربية خاصة القره بوللي، وزوارة، ومنها إلى مالطا والسواحل الإيطالية القريبة من ليبيا.

كما تخشى عدة دول من نشاط الجماعات الإرهابية وتحركها عبر الحدود، خاصة بعد طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من جميع المدن الساحلية الليبية وتوجهه نحو الجنوب الغربي، حيث تنتشر عدة جماعات إرهابية في منطقة الساحل الإفريقي خاصة في شمالي مالي، أين تنتشر قوات فرنسية ودولية في المنطقة.

وإلى جانب الهجرة غير الشرعية والإرهاب، يعتبر الجنوب الليبي منطقة عبور لجماعات تهريب السلاح والمخدرات في الصحراء الإفريقية الكبرى.

ووفق مراسل الأناضول، فإن أبرز الأسماء المشاركة في وفد قبائل الجنوب الثلاثة، والذي يتكون من 53 شخصاً، هما شيخ قبيلة التبو مينا صالح، وشيخ قبيلة الطوارق أبوبكر الفقي، ومن قبيلة أولاد سليمان يمثلهم علي بوسعدة.

وأضاف المصدر، وهو أحد المشاركين في الوفد، لمراسل الأناضول، أن "القبائل المشاركة، ومن بينها الطوارق، حريصة على حماية الحدود، لأنه مصلحة للجنوب وليبيا، وأحد الحلول لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وباعتبار القبائل المشاركة لها امتداد على طول الشريط الحدودي ليبيا مع دول الجوار.

وأشار المصدر بأن منظمة "اربتشي" الإيطالية، تسعي من خلال هذا الاجتماع أيضاً للتوصل إلى اتفاق مصالحة نهائي بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان، التين تربط بينهما عداوات قبلية قديمة، خاصة في سبها.

وكانت اشتباكات قبلية اندلعت بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو في سبها، في 10 كانون ثان 2014، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، كما اندلعت عدة اشتباكات بين التبو والطوارق، في بلدتي أوباري وغات، القريبتين من الحدود الجزائرية، واشتباكات أخرى بين التبو وقبائل الزوي بالقرب من الكفرة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

جدير بالذكر أن رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات، أشار على هامش اجتماع أوروبي عقد في شباط الماضي، حول الهجرة غير الشرعية، أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التعاون مع القبائل في جنوب ليبيا في استراتيجيته الهادفة إلى الحد من تدفق المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.

التعليقات