أدانت محكمة فرنسية اليوم، الثلاثاء، الثوري كارلوس المعروف باسم "جاكال" أو "الثعلب" بتهمة تنفيذ هجوم بقنبلة يدوية في باريس عام 1974 والذي أسفر عن مقتل شخصين.
وقضت المحكمة بسجن كارلوس، واسمه الحقيقي إيليش راميريز سانشيز، مدى الحياة. ويذكر أن الفنزويلي راميريز سانشيز يقضى بالفعل حكمين بالسجن مدى الحياة لدوره في سلسلة من التفجيرات التي أسفرت عن مقتل 11 شخصا خلال عامي 1982 و1983 ولقتل اثنين من عناصر الشرطة الفرنسية ومخبر لبناني في العام 1975.
وقال محامي الدفاع، فرانسيس فوليمي، إنه سوف يستأنف ضد الحكم. وأضاف أن "حقيقة الإعلام" طغت على "الحقيقة القضائية، وأثرت على القضاة"، لأن لا شيء في الملف يسمح بتأكيد مسؤولية المتهم.
وبين الشهود الذين فقدوا ذاكرتهم والضحايا الأموات والخبراء الذين تم استبدالهم، كشفت المحاكمة مدى صعوبة النظر في قضية بعد مرور 43 عاما على وقوعها.
ورأت محكمة الجنايات ان التقادم المحدد بعشر سنوات بعد وقوع الجرم، قطع في هذه القضية بسبب أعمال إجرائية مرتبطة بملفات أخرى لكارلوس بينما تندرج الوقائع في إطار "إصرار على المشاركة في الإرهاب".
وفي قفص الاتهام، قام إيليتش راميريز سانشيز بعرضه المعتاد ملقيا خطبا طويلة تتضمن عبارات ثورية وأرسل قبلات أو مصافحة مقربين جاؤوا لدعمه في الجلسة.
وقال فويمان إن موكله فعل خلال المحاكمة كل ما بوسعه "لاستفزاز المحكمة" لتحكم عليه بأقصى عقوبة.
ويشكل الهجوم على متجر "دراغستور بوبليسيس" العملية الأقدم التي يحاكم عليها كارلوس أمام القضاء الفرنسي، والأخيرة التي سيحاكم بسببها في هذا البلد حيث يمثل أمام المحكمة منذ 13 آذار/مارس.
ومن أدلة الاتهام أن القنبلة اليدوية التي استخدمت في الاعتداء جاءت من المجموعة التي عثر عليها في شقة صديقة كارلوس وبين أيدي مجموعة مسلحة من الجيش الأحمر الثوري القريب من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان ينتمي إليها كارلوس أيضا.
لكن الدفاع رأى أن هذه الحجة غير صحيحة لأن 24 قنبلة يدوية من هذا النوع سرقت في ألمانيا ولم يعثر عليها وأن نظام الإشعال الذي كشف بعد الانفجار يمكن أن ينطبق على أي نوع آخر من القنابل اليدوية الأميركية.
واستند ممثل النيابة العامة إلى شهادات صديقة كارلوس ورفاق سابقين له. لكن الدفاع اعتبر أن هؤلاء غيروا إفاداتهم في مختلف الجلسات وبدوا مربكين أمام الحضور.
التعليقات