نساء يوجهن عجلة اليمين بأوروبا ويجمعهن عداء العرب والإسلام

تسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى الإطاحة بأحزاب اليسار ويمين الوسط، الجالسة في سدة الحكم، عبر استغلال أزمة اللاجئين والخطابات المعادية للأجانب والإسلام.

نساء يوجهن عجلة اليمين بأوروبا ويجمعهن عداء العرب والإسلام

تشهد الفترة الأخيرة، في عموم أوروبا، ارتفاع القيادات النسوية داخل صفوف الأحزاب اليمينية المتطرفة المتصاعدة.

وتسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى الإطاحة بأحزاب اليسار ويمين الوسط، الجالسة في سدة الحكم، عبر استغلال أزمة اللاجئين والخطابات المعادية للأجانب والإسلام.

وتحتل نساءٌ مراكز قيادية في تيار اليمين المتطرف المتصاعد في أوروبا، ومن أبرزهنّ، مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمنية المتطرفة، والمرشحة لرئاسة البلاد.

اليمين المتطرف، الذي أعاد ترتيب أوراقه في أوروبا، استطاع التسلل إلى الحياة السياسية في بلدان بارزة من القارة العجوز.

ففي ألمانيا، تعتبر فراوكه بيتري رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا، قاطرة اليمين المتطرف في البلاد، وفي بولندا، رئيسة وزراء البلاد 'بياتا سيدلو'.

وفي الدنمارك، رئيسة برلمان البلاد بيا كيرسغارد، أما في النرويج فهناك وزيرة المالية، رئيسة حزب التقدم 'سيف ينسن'.

مارين لوبان

مارين لوبان، ابنة جان ماري لوبان، الذي حصد 10% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية عام 2007.

استلمت مارين، راية والدها جان، بقيادة الجبهة الوطنية، مرشحة نفسها للرئاسة الفرنسية، التي ستنعقد أول جولة انتخاباتها بعد 3 أسابيع.

ومن المتوقع أن تجتاز 'مارين' الجولة الأولى بنجاح، فيما ستعقد الجولة الثانية في 7 مايو/ أيار المقبل.

حزب لوبان، حصد في الانتخابات المحلية 27.7% من مجموع أصوات الفرنسيين عام 2015.

وفي حال فوزها بالانتخابات، ستنال لوبان لقب أول سيدة تجلس على كرسي الرئاسة في تاريخ الجمهورية الفرنسية.

وتُعرف لوبان، بخطاباتها الشعبوية والمعادية للمهاجرين والأجانب، وسياساتها المعارضة للاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الإطار، تعد لوبان مواطني بلادها بإطلاق عملية انفصال فرنسا عن الاتحاد الأوروبي على غرار ما فعلت بريطانيا.

كما تعادي اليمينية المتطرفة، الإسلام وسبق لها أن شبّهت المصلين خارج المساجد بـ 'المحتلين النازيين' في عام 2010.

فراوكه بيتري

تشتهر فراوكه بيتري، بخطاباتها المعادية للإسلام والمهاجرين، وتؤكد على ضرورة إطلاق الشرطة الألمانية النار للاجئين الذين دخلوا البلاد بطرق غير قانونية.

وفي العام الماضي، نشر حزب البديل من أجل ألمانيا الذي تترأسه بيتري، بيانًا شدد فيه أن الإسلام لا يعتبر جزءًا من ألمانيا، داعيًا إلى حظر الأذان والمآذن والحجاب في البلاد.

وتهاجم بيتري، مستشارة البلاد أنجيلا ميركل، بسبب اتباع هذه الأخيرة سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين.

كما أن بيتري، تعارض فكرة منح امتيازات للمرأة في التوظيف من منطلق كونها امرأة فقط.

 بياتا سيدلو

تعدّ بياتا سيدلو، رئيسة حزب العدالة والقانون البولندي، ثالث امرأة تجلس على كرسي رئاسة الحكومة في البلاد.

وفي العام الماضي، أعلنت سيدلو، أن بلادها لن تستقبل لاجئين على أراضيها، وذلك عقب عمليات إرهابية شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل في ذات العام.

وأكدت سيدلو، أن استقبال اللاجئين في بولندا معلّق حتى تشكيل آلية لمعرفة معلومات حول اللاجئين.

سيف ينسن

تترأس سيف ينسن، حزب التقدم المعادي للإسلام والمهاجرين، منذ عام 2006 في النرويج، وتوصف في البلاد على أنها 'مارغريت تاتشر النرويج' نسبة لرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة.

وتشغل ينسن، في الوقت الحالي، منصب وزير المالية، وتشتهر بخطاباتها المعادية للإسلام.

كما أنها استهدفت جارتها السويد، بسبب استقبالها أعدادًا كبيرة من اللاجئين في الفترة الماضية، ما أدى إلى مشاحنات سياسية بين مسؤولي البلدين.

بيا كيرسغارد

حملت بيان كيرسغارد، على عاتقها رئاسة حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف، بين أعوام 1995 و2002.

وتجلس كيرسغارد، التي تعرف بمعاداتها لتعدد الثقافات والمهاجرين، على كرسي رئاسة برلمان البلاد في الوقت الحالي.

كما تتبنى رئيس البرلمان الدنماركي، فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتدعو إلى حماية الحقوق السيادية لبلادها، بحسب تعبيرها.

وتشير مراكز البحوث الاجتماعية إلى أن نسبة الناخبات المصوتات لصالح الأحزاب اليمينية المتطرفة في عموم أوروبا، أقل من نسبة الرجال المصوتين لهذه الأحزاب.

وفي هذا الإطار، فإن غالبية أصوات الناخبات، تصب في صالح الأحزاب اليسارية، بسبب دفاعها عن حقوق النساء ودعوتها للمساواة بين الجنسين.

وفي سياق آخر، يقول خبراء إن أحزاب يسار الوسط في أوروبا، فشلت في ترقية موقع المرأة في صفوفها على عكس اليمين.

ويوردون مثالاً على ذلك، عدم وجود قيادات نسوية في صفوف حزب العمال البريطاني اليساري.

التعليقات