رفض لتحميل موسكو للمعارضة السورية مسؤولية الهجوم الكيماوي

حسن حاج علي القيادي في جماعة جيش إدلب الحر يقول لرويترز من شمال غرب سورية "الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة والمعارضة بكل فصائلها غير قادرة على إنتاج هذه المواد

رفض لتحميل موسكو للمعارضة السورية مسؤولية الهجوم الكيماوي

رفض مسؤولون أميركيون تأكيد روسيا، يوم أمس الأربعاء، أن المعارضة السورية هي التي تتحمل المسؤولية عن هجوم بغاز سام، وليس الرئيس بشار الأسد، وألمحت إلى تحرك أحادي محتمل إزاء ما وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه 'إهانة رهيبة للإنسانية'.

وقال ترامب إن الهجوم، الذي أودى بحياة العشرات، وأدى لإصابة المئات، 'تجاوز خطوطا حمراء كثيرة' في إشارة إلى تهديد سلفه باراك أوباما بالإطاحة بالأسد بغارات جوية إذا استخدم مثل هذه الأسلحة.

ووسعت التصريحات، التي جاءت بعد أيام قليلة من إعلان واشنطن أنها لم تعد تركز على الإطاحة بالأسد من السلطة، شقة الخلاف بين الكرملين والبيت الأبيض بعد إشارات أولية بعلاقات أكثر دفأ بعد تولي ترامب السلطة.

وقال مسؤولون من المخابرات الأميركية استنادا إلى تقييم أولي إن الوفيات نتجت على الأرجح عن غاز السارين، وهو من غازات الأعصاب، الذي أسقطته طائرة سورية على مدينة خان شيخون يوم الثلاثاء. وأفاد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن لم تتأكد بعد من أنه غاز السارين.

وقدمت موسكو تفسيرا بديلا، وهو أن الغاز السام واقع تحت يد المعارضة، وتسرب من مخزن أسلحة تابع لها استهدفته قنابل سورية.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن التفسير الروسي لا يحمل أي مصداقية. وأضاف 'نحن لا نصدقه'.

وكانت قد اقترحت واشنطن وباريس ولندن مسودة قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يلقي باللوم على دمشق. لكن وزارة الخارجية الروسية وصفت القرار بأنه 'غير مقبول' وإنه يستند على 'معلومات زائفة'.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن موسكو ستحمل المعارضة مسؤولية الهجوم السام.

وأصدرت مندوبة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية، نيكي هالي، تهديدا على ما يبدو بالقيام بعمل أحادي إذا لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن من الاتفاق على التحرك.

وأضافت أمام المجلس دون أن تخوض في التفاصيل 'عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا.'

وقال ترامب إن الهجوم 'فظيع' و'لا يوصف'. وبسؤاله عما إذا كان يعمل على صياغة سياسة جديدة بشأن سورية، قال ترامب للصحفيين 'سوف ترون'.

وقال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، للصحفيين في نيويورك 'نحن نتحدث عن جرائم حرب.'

ووصف حسن حاج علي القيادي في جماعة جيش إدلب الحر المسلحة البيان الروسي الذي يلقي بالمسؤولية على المعارضة بأنه 'كذبة'.

وقال لرويترز من شمال غرب سورية 'الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة.'

وأضاف أن 'المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقرات عسكرية ولا أماكن تصنيع' تابعة للمعارضة.

وتابع 'المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد.'

تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الكيماوي الجديد يضع ترامب في مواجهة نفس المأزق الذي واجه سلفه: هل يتحدى موسكو صراحة ويجازف بتوسيع الدور الأميركي في حرب بالشرق الأوسط من خلال السعي لمعاقبة الأسد على استخدام أسلحة محظورة أم يتساهل ويقبل ببقاء الأسد في السلطة ويبدو ضعيفا؟

التعليقات