ماكرون يقترب من الاليزيه ويواجه لوبان بالجولة الثانية

نتيجة انتخابات أمس، تمثل هزيمة ثقيلة ليمين الوسط وليسار الوسط اللذين سيطرا على الساحة السياسية الفرنسية لنحو 60 عاما. كما أن النتيجة تقلل من احتمال حدوث صدمة على نطاق ما حدث بعد تصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب

ماكرون يقترب من الاليزيه ويواجه لوبان بالجولة الثانية

(رويترز)

أخذ مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون، خطوة كبيرة نحو رئاسة فرنسا، بفوزه في الجولة الأولى من الانتخابات وتأهله للجولة الثانية المقررة في السابع من أيار/مايو في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، حسبما دلت نتائج الانتخابات شبه النهائية فجر اليوم، الاثنين.

وعلى الرغم من أن ماكرون (39 عاما) حديث عهد نسبيا على الساحة السياسية، ولم يتقلد مطلقا منصبا عن طريق الانتخابات، توقعت استطلاعات الرأي فوزه في الجولة الثانية بسهولة أمام لوبان (48 عاما).

وتمثل نتيجة انتخابات أمس، الأحد، هزيمة ثقيلة ليمين الوسط وليسار الوسط اللذين سيطرا على الساحة السياسية الفرنسية لنحو 60 عاما. كما أن النتيجة تقلل من احتمال حدوث صدمة على نطاق ما حدث بعد تصويت بريطانيا في حزيران/يونيو الماضي على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وفي خطاب النصر قال ماكرون لأنصاره إنه "غيرنا في سنة واحدة وجه السياسة الفرنسية". ومضى يقول إنه سيأتي بوجوه جديدة لتغيير النظام السياسي القديم إذا اختاره الناخبون.

وفي إقرار بالهزيمة حتى قبل صدور الأرقام، حث المرشحان المحافظ والاشتراكي أنصارهما على حشد طاقاتهم لدعم ماكرون والتصدي في الجولة الثانية لأي فرصة لفوز لوبان، التي يقولان إن سياساتها المناهضة للهجرة ولأوروبا تمثل كارثة على فرنسا.

وأظهر استطلاع أجراه مركز هاريس لاستطلاعات الرأي أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية بنسبة 64% وأعطى استطلاع أبسوس/سوبرا ستيرا توقعات مماثلة.

ومع تنفس المستثمرين الصعداء بعد ما اعتبره السوق أفضل نتيجة ممكنة، صعد اليورو نحو 2% إلى 1.09395 دولار عند فتح الأسواق في آسيا، اليوم، قبل أن يتراجع مرة أخرى إلى 1.0886 دولار.

وفي سباق متقارب بدرجة تعذر معها حتى اللحظة الأخيرة التكهن بنتيجته، قالت وزارة الداخلية الفرنسية اليوم، الاثنين، بعد فرز 96% من الأصوات إن ماكرون، وهو وزير اقتصاد ومصرفي سابق مؤيد للاتحاد الأوروبي وأسس حزبه قبل عام واحد فقط، حصل على 23.9% من الأصوات مقابل 21.4% لصالح لوبان.

وأظهرت الأرقام أن المرشح المحافظ فرانسوا فيون حصل على 19.96% من الأصوات في حين حصل المرشح اليساري جان لوك ميلينشون على 19.49%.

وإذا فاز ماكرون فإن أكبر التحديات التي سيواجهها ستكون عندما يحاول تأمين أغلبية برلمانية لحزبه الشاب في حزيران/يونيو ثم عندما يسعى لحشد الدعم الشعبي لإصلاحات عمالية من المؤكد أنها ستلاقي مقاومة.

وفي مواجهة المعركة المقبلة أعلن ماكرون أنه سيسعى إلى كسر نظام "غير قادر على الاستجابة لمشكلات بلادنا منذ أكثر من 30 عاما". وقال إنه "من اليوم أريد أن أصنع أغلبية لحكومة ولتحول جديد. سيتألف من وجوه جديدة وموهبة جديدة يمكن لكل رجل وامرأة أن يجد لنفسه مكانا فيها".

وتسير لوبان، التي تحاول أن تصنع التاريخ كأول امرأة تتولى رئاسة فرنسا، على خطى والدها الذي أسس الجبهة الوطنية ووصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002. ومني جان ماري لوبان بالهزيمة في نهاية المطاف عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ، جاك شيراك، من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين غير ملائمة.

وبذلت ابنته جهودا مضنية لتخفيف صورة الحزب ولاقت تأييدا واسعا وسط الناخبين الشباب من خلال تنصيبها لنفسها كمناهضة للمؤسسة ومدافعة عن العمال الفرنسيين والمصالح الفرنسية في مواجهة الشركات العالمية.

التعليقات