مقتل 89 مسلحا من "داعش" في معارك جنوب الفيليبين

ولا يزال المسلحون يحتجزون عددا غير معروف من المدنيين رهائن، بحسب الجيش، وكانوا بداية احتجزوا كاهنا وحوالي 14 شخصا آخرين كرهائن في بداية الأزمة. وقال الكاهن بتسجيل مصور إن عدد الرهائن 240

مقتل 89 مسلحا من

مروحية هجومية للجيش الفلبيني (أ.ف.ب.)

أفادت السلطات الفيليبينية اليوم، الأربعاء، أن قوات الجيش قتلت 89 مسلحا إسلاميا خلال أكثر من أسبوع من المعارك في مدينة مراوي وسط توقعات أن تتصاعد المواجهات حيث يحمي المسلحون قادتهم محتجزين عددا من الرهائن.

وأطلقت مروحيات هجومية صواريخ صباح اليوم على جيوب للمسلحين الذين يقاتلون تحت لواء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مرواي، وهي مدينة مسلمة في جنوب الأرخبيل الذي يشكل المسيحيون الكاثوليك غالبية سكانه.

وكان الرئيس الفيليبيني، رودريغو دوتيرتي، أعلن الأحكام العرفية في أنحاء منطقة مينداناو الجنوبية، واصفا ما يحصل حملة رئيسية يخوضها "داعش" لإيجاد موطئ قدم في الفيليبين.

وأكد الناطق باسم الجيش، العميد جنرال ريستيتوتو باديا، للصحافيين اليوم، مقتل 89 مسلحا خلال العمليات، مشيرا إلى أن÷ لم يبق إلا 10% من المدينة تحت سيطرة باقي المسلحين.

لكنه حذر من مزيد من المعارك الشرسة، حيث يعتقد الجيش أن ثلاثة من قادة المسلحين الأساسيين لا يزالون في المدينة.

وقال باديا إن "هذه الـ10% من الأراضي هي على الأرجح المنطقة الأكثر حراسة والتي يدافع عنها أي مسلحين يحمون أفرادا مهمين".

ولا يزال المسلحون يحتجزون عددا غير معروف من المدنيين رهائن، بحسب باديا ومصادر رسمية أخرى. وكانوا بداية احتجزوا كاهنا وحوالي 14 شخصا آخرين كرهائن في بداية الأزمة.

وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، تسجيل مصور للكاهن، أكد خلاله مطالب المسلحين للانسحاب حيث قال إنهم يحتجزون 240 رهينة، وهو عدد لم يتمكن باديا من تأكيده.

وأصر الناطق باسم الجيش على أن التسجيل مؤشر على أن المسلحين باتوا يائسين بشكل متزايد وأن قوات الأمن لن تتراجع. وقال باديا "إنهم محاصرون وتحت السيطرة. إنهم في مناطق لا يمكنهم الخروج منها أحياء إلا إذا استسلموا".

لكن سلامة نحو ألفين من المدنيين، تشير السلطات إلى أنهم عالقون في مناطق سيطرة المسلحين، تعد عاملا إضافيا يعقد العملية.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم إلى وقف إنساني لإطلاق النار من أجل إنقاذهم.

وقال نائب رئيس بعثة اللجنة إلى الفيليبين، مارتن ثالمان، إنه "أعتقد أن الوضع مروع بالنسبة للمدنيين هناك ونأمل بأن يتفق الطرفان على ضرورة منحهم فرصة للخروج".

وفيما أشار باديا إلى أن المسلحين قتلوا 19 مدنيا، أصر على أن ضربات الجيش لم تقتل أيا من السكان المحاصرين. وأضاف أن 21 من عناصر الأمن قتلوا، ما يرفع إجمالي حصيلة القتلى إلى 129.

واندلعت أعمال العنف عندما اجتاح عشرات المسلحين مراوي، التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف، ردا على محاولة قوات الأمن القبض على ايسنيلون هابيلون، الذي يعتبر زعيم تنظيم "داعش" في الفيليبين وهو على لائحة وضعتها الحكومة الأميركية لأخطر الإرهابيين في العالم.

وتحمي جماعة "ماوتي" المحلية التي تضم مسلحين أعلنوا عن ولائهم لتنظيم "داعش"، هابيلون، بحسب الحكومة. ويشير الجيش إلى أن مسلحين من ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة وغيرهم من الأجانب انضموا إلى القتال.

وأسفر تمرد إسلامي انفصالي في جنوب الفيليبين عن أكثر من 120 ألف قتيل منذ السبعينات. ووقعت المجموعات المسلمة المتمردة الرئيسية اتفاقات مع الحكومة تهدف إلى التوصل لسلام نهائي، متخلية بذلك عن طموحاتها الانفصالية لصالح الحكم الذاتي.

ولكن حركات مثل "ماوتي" وأبو سياف وغيرها من الجماعات الصغيرة المتشددة لم تبد اهتماما بالتفاوض وسعت خلال السنوات الأخيرة إلى الحصول على دعم من "داعش".

التعليقات